الشرع يعزي الناشطة هنادي زحلوط بفقدان إخوتها ويعد بمحاسبة الجناة

09 مارس 2025   |  آخر تحديث: 10 مارس 2025 - 07:18 (توقيت القدس)
هنادي زحلوط خلال مقابلة مع التلفزيون العربي، 9 مارس 2025 (لقطة شاشة)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قدم الرئيس السوري أحمد الشرع تعازيه للناشطة هنادي زحلوط بعد فقدانها ثلاثة من إخوتها في حملة أمنية، وأكد على تشكيل لجنة تحقيق لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد المدنيين.
- عبرت هنادي زحلوط عن دعمها للجنة التحقيق واستعدادها للتعاون، ووجهت نداء لوقف إطلاق النار في صنوبر جبلة لحماية النساء والأطفال ودفن الشهداء.
- أشاد الناشط مازن درويش بجهود فرق الإنقاذ، وأكد على أهمية لجنة مستقلة للتحقيق في الحادثة ومعالجة التحديات التي تواجه سوريا.

قدّم الرئيس السوري أحمد الشرع في اتصال هاتفي، اليوم الأحد، للكاتبة والناشطة السورية هنادي زحلوط التي فقدت ثلاثة من إخوتها في حملة أمنية قامت بها قوات الأمن، رداً على هجمات فلول النظام السابق في الساحل السوري، وسط حديث عن انتهاكات فظيعة قامت بها قوات الأمن ضد المدنيين خلال الحملة الأمنية التي جاءت بعد سقوط العشرات من عناصر الأمن على يد فلول نظام الأسد.

وأعلنت زحلوط، المقيمة في فرنسا، عبر صفحتها على فيسبوك أن الرئيس أحمد الشرع اتصل بها معزياً بفقدان إخوتها الثلاثة، الذين قُتلوا خلال حملة أمنية نفذتها قوات الأمن الداخلي السورية ووزارة الدفاع السورية. وذكرت زحلوط أن الشرع عبّر خلال الاتصال عن مواساته لعائلتها ولكل أهالي الضحايا، مشيراً إلى تشكيل لجنة تحقيق تضم مجموعة من القضاة لمحاسبة المسؤولين عن الحادثة. 

وأضافت هنادي في منشورها: "أعبر عن دعمي للجنة، ونحن بانتظار خلاصة تحقيقها، ومستعدون للتعاون وتقديم شهاداتنا لتأخذ العدالة مجراها ويكون القانون سيداً في بلادنا وعلى أرضنا". وفي منشور آخر يوم أمس السبت، وجهت هنادي نداء استغاثة جاء فيه: "ندائي الأخير أستنجد بضمائركم: أوقفوا إطلاق النار الذي يتم الآن في صنوبر جبلة. أرجوكم نريد أن يتوقف إطلاق النار وأن ندفن شهداءنا الذين تملأ جثامينهم الطرقات".

وكانت زحلوط قد نعت إخوتها الثلاثة في منشور سابق، يوم أمس السبت، وكتبت: "أنعى لكم إخوتي الثلاثة: المربي الفاضل أحمد زحلوط، المربي الفاضل عبد المحسن زحلوط، المشهود بأخلاقه علي زحلوط. قُتلوا أمس ونحتسبهم عند الله شهداء مع عشرات من رجال القرية الذين اقتيدوا من بيوتهم وتم إعدامهم ميدانياً". وختمت قائلة: "نطلب فقط حماية حياة من تبقى من نساء وأطفال، أن نستطيع دفن موتانا".

وخلال الأيام الأخيرة، شهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان توتراً أمنياً على وقع هجمات منسقة لفلول نظام الأسد هي الأعنف منذ سقوطه ضد دوريات وحواجز أمنية، ومستشفيات، ما أوقع قتلى وجرحى. بعد ذلك، تداعت فصائل عديدة مع الأمن ووزارة الدفاع لشن حملة قوية وقعت خلالها انتهاكات وعمليات قتل سجلت بحقّ مدنيين على أساس طائفي، فضلاً عن سرقات تعرّضت لها مدن جبلة وبانياس خصوصاً.

بدوره، أشاد الناشط الحقوقي مازن درويش، مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، بجهود شخصيات وفرق إنقاذ في إنقاذ أرواح مدنيين خلال التصعيد الأمني الأخير في الساحل السوري، معبراً في الوقت ذاته عن أسفه لفشل الجميع في حماية المئات من الضحايا.

كما وجه درويش شكره لرجال الأمن العام على "استجابتهم الفورية وتضحياتهم العظيمة". وأضاف درويش: "ورغم ذلك، لا يسعني إلا أن أشعر بالأسى والغضب لفشلنا جميعاً، سلطةً ومجتمعاً، في حماية المئات من المدنيين ورجال الأمن العام". وأكد أن تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الحادثة يُعد خطوة في الاتجاه الصحيح، معرباً عن ثقته بأن أعضاء اللجنة يدركون أهمية عملهم لمستقبل سورية وللسلم الأهلي. وختم درويش بالقول: "مع ذلك، لا يمكننا تجاهل أن التحديات التي تواجه بلدنا، داخلياً وخارجياً، هائلة، والتعامل معها باستعلاء أو بثقة زائدة في إمكانية احتواء نتائجها دون معالجة جذورها لن يؤدي إلا إلى مزيد من الخراب".