الشرع يشارك بمنتدى أنطاليا.. فرصة لإثارة قضية العدوان الإسرائيلي

08 ابريل 2025
أحمد الشرع ورجب طيب أردوغان، أنقرة 4 فبراير 2025 (يافوز أوزدان/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في منتدى أنطاليا الدبلوماسي تهدف لطرح هواجس سورية بشأن الاعتداءات الإسرائيلية والدور التركي في المنطقة، وسط دعم أميركي لتركيا.
- المنتدى يتيح فرصة لتدويل القضية السورية ومعالجة قضايا عالمية مثل الصراعات والإرهاب، مع توقعات بتعاون أمني تركي سعودي في الشرق الأوسط.
- زيارة الرئيس السوري لتركيا تسعى لتثبيت مسار جديد بين البلدين، مع التركيز على الاعتداءات الإسرائيلية ودور تركيا في بناء الجيش السوري، وتعزيز سياسة "تصفير المشاكل".

تكتسب مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، الذي تستضيفه تركيا، يوم الجمعة المقبل، بمشاركة دولية واسعة، أهمية خاصة لا سيما لجهة طرح هواجس سورية أمام الدول المشاركة إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيها. كما تزداد أهمية مشاركته بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الاثنين، خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن دعم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي من المتوقع أن يزور واشنطن خلال فترة قريبة.

وأكد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، عمر تشيليك، مشاركة الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في المنتدى الذي يجمع قادة عالميين لمعالجة القضايا العالمية العاجلة واستكشاف استراتيجيات جديدة لتعزيز الدبلوماسية في أوقات الأزمات، مثل الصراعات والإرهاب والهجرة وتغير المناخ وانهيار النظام الدولي.

كما تكتسب مشاركة الشرع أهمية بعد زيادة الاختراقات الإسرائيلية لجنوبي سورية بذريعة التدخل التركي ومحاولات أنقرة إقامة قواعد عسكرية وتدريب الجيش السوري، وزيادة التوقعات باصطدام تركي إسرائيلي على الأراضي السورية، قبل أن يحد لقاء ترامب مع نتنياهو من احتمالات الاصطدام.

وتشير مصادر إعلامية إلى أن نتنياهو أُجبر على سماع أشياء لا يريدها في المكتب البيضاوي بواشنطن، مثل وقف الحرب على غزة وإجراء مباحثات أميركية إيرانية للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، فضلاً عن الموقف الأميركي من سورية وتركيا، في مشهد قال محللون إنه بدا مغايراً للقائهما السابق مطلع فبراير/ شباط الماضي. وأكد الرئيس الأميركي لنتيناهو في مؤتمر صحافي، أمس الاثنين، أنّ "أي مشكلة لديك مع تركيا أعتقد أنه بإمكاني حلّها ما دمت منطقياً في طلباتك.. عليك أن تكون منطقياً. علينا جميعاً أن نكون منطقيين"، وذلك رداً على قول رئيس الوزراء الإسرائيلي إن إسرائيل "لا تريد رؤية تركيا تستخدم الأراضي السورية قاعدة ضدها".

ويرى المحلل السوري، محمد الحموي، أنّ مشاركة الرئيس السوري ووزير الخارجية بمنتدى أنطاليا، تمثل فرصة لطرح الهواجس السورية إزاء العدوان الإسرائيلي أمام 150 زعيماً، من المتوقع أن يحضروا المنتدى، ما يعني "تدويل القضية" لشرحها وكسب التأييد الدولي. ويضيف الحموي لـ"العربي الجديد" أن تصريحات ترامب خلال لقائه نتنياهو "مطمئنة" ومن شأنها لجم التعديات الإسرائيلية، وإيلاء تركيا الدور الذي يتناسب مع حجمها بضبط أمن المنطقة، متوقعاً فتح المجال لتركيا والمملكة العربية السعودية للقيام بمهام الأمن بمنطقة الشرق الأوسط. وحول مصير الأراضي التي اجتاحتها إسرائيل، يشير الحموي إلى الانسحاب منها "ولكن مقابل البقاء بالجولان ربما" وفتح أفق حوار مستقبلي سيكون لتركيا الدور الرئيس فيه.

من جهته، يصف المحلل التركي سمير صالحة زيارة الرئيس السوري الثانية إلى تركيا، بـ"المهمة التي تعكس الرغبة بتثبيت المسار الجديد بين البلدين"، متوقعاً أن لا تقتصر الزيارة على المشاركة بمنتدى أنطاليا، بل ستتضمن لقاءات ثنائية بين الشرع وأردوغان ولقاءات مع المسؤولين الأتراك.

ويضيف صالحة لـ"العربي الجيد" أن المباحثات ستركز على الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب سورية وقصفها مواقع عسكرية، والدور التركي في بناء الجيش السوري وتدريبه وإنشاء قواعد عسكرية مشتركة، خاصة بعد دخول واشنطن على الخط وتأكيد ترامب على دور تركيا الإيجابي في سورية وضرورة استقرار المنطقة، فضلاً عن "تعويم" القضية السورية من خلال طرحها بمنتدى أنطاليا الذي يركز على السلام وحسن العلاقات الدولية.

وتسعى تركيا لجعل منتدى أنطاليا الدبلوماسي منصّة للتعبير عن أجندة سياستها الخارجية وتنفيذها، لا سيما في العودة إلى سياسة "تصفير المشاكل مع الآخرين"، التي هدفت تاريخياً إلى تعزيز العلاقات الإيجابية مع نظيراتها الإقليمية والعالمية، والتي تغيرت في أعقاب التعقيدات الناجمة عن الربيع العربي، حين وجدت تركيا نفسها مضطرة إلى إعادة تقييم موقفها.

وسعت أنقرة منذ عام 2021 إلى إعادة تنظيم مسار سياستها الخارجية بالعودة إلى "تصفير المشاكل مع الآخرين"، مع التركيز على تجنُّب الصراعات وإعطاء الأولوية للتعاون والتنمية. ويُعَدّ هذا المنتدى بمثابة منصّة محورية للحكومة التركية للتواصل مع مختلف الشركاء والفاعلين والتعبير عن أهدافها الدبلوماسية ضمن هذا الإطار.

المساهمون