الشرع يبحث وعبد الله الثاني في عمّان "فرص تطوير التعاون"
استمع إلى الملخص
- أكد الملك عبد الله الثاني على أهمية التنسيق لمواجهة التحديات الأمنية مثل تهريب الأسلحة والمخدرات، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين، وأدان الاعتداءات الإسرائيلية على سورية.
- زيارة الشرع تأتي في ظل أوضاع إقليمية مضطربة، وهي الثالثة له بعد السعودية وتركيا، مع استمرار التواصل بين البلدين لمناقشة قضايا الحدود وتهريب المخدرات والسلاح.
التقى الرئيس السوري أحمد الشرع ظهر اليوم الأربعاء العاهل الأردني عبد الله الثاني في عمّان، في إطار زيارة أجراها واستغرقت عدة ساعات. وكان في استقبال الشرع الملك عبد الله الثاني والأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري الملك للشؤون الدينية والثقافية، ورئيس الوزراء جعفر حسان، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي. ورافق الرئيس السوري في الزيارة وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، وعدد من المسؤولين.
وبحسب الديوان الملكي، أكد الملك عبد الله الثاني لدى لقائه الرئيس السوري أحمد الشرع "وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء السوريين في إعادة بناء بلدهم عبر عملية يشارك فيها مختلف مكونات الشعب، بما يضمن وحدة سورية وأمنها واستقرارها". وبحث اللقاء الذي عقد بحضور الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، "فرص تطوير التعاون والوصول إلى صيغ مشتركة في زيادة واستدامة التنسيق على مختلف الصعد، بما يحقق المصالح المشتركة ويعزّز وحدة الصف العربي".
وأكد الملك عبد الله الثاني للشرع "ضرورة التنسيق الوثيق بين البلدين في مواجهة مختلف التحديات المتعلقة بأمن الحدود والحد من تهريب الأسلحة والمخدّرات"، مشدداً على "أهمية عودة سورية إلى دورها الفاعل في محيطها العربي"، وبين "ضرورة تهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين إلى بلدهم"، كما أدان الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مؤكداً دعم المملكة لسيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها.
#شاهد | العاهل الأردني عبد الله الثاني يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع لدى وصوله إلى عمّان pic.twitter.com/SX9t0EhtSE
— العربي الجديد (@alaraby_ar) February 26, 2025
وأعرب الرئيس السوري عن "تقديره لموقف الأردن الداعم لجهود إعادة بناء سورية والحفاظ على وحدتها وأمنها واستقرارها". وعقب المحادثات، ودع الملك عبد الله الثاني وولي عهده، في مطار ماركا، الشرع لدى مغادرته المملكة.
وجاءت الزيارة في ظلّ أوضاع إقليمية مضطربة ومتقلبة، فيما الوضع لم يستقرّ بعد للقيادة الجديدة في سورية. وهذه هي الزيارة الخارجية الثالثة التي يجريها الشرع بعد السعودية وتركيا. وعانى الأردن خلال سنوات الحرب في سورية بعد انطلاق الثورة في 2011 عملياتِ تهريب للمخدرات والأسلحة وعلاقاتٍ غيرَ مستقرة مع نظام بشار الأسد.
ورغم أن هذه الزيارة هي الأولى لرئيسٍ سوري إلى الأردن منذ عام 2009، كانت أبواب التواصل فُتحت مسبقاً بين الأردن وسورية، فقد زار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عمّان في 7 يناير/ كانون الثاني الماضي وبحث مع نظيره الأردني أيمن الصفدي موضوع الحدود بين البلدَين، ومخاطر تهريب المخدرات والسلاح والإرهاب.
وتشترك الأردن مع سورية بحدود يصل طولها إلى 370 كيلومتراً، وشكلت هذه الحدود الطويلة هاجساً أمنياً للحكومة الأردنية إبان حكم بشار الأسد، إذ نشطت فيها عمليات تهريب المخدرات والسلاح إلى الأردن، كما يستقبل الأردن أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين. وكان الشرع قد تعهد في عدة مناسبات بالقضاء على تهريب المخدرات على الحدود بين البلدين.
وكان الصفدي زار دمشق في 23 ديسمبر/ كانون الأول 2024، وأكد بعد لقائه الشرع استعداد بلاده للمساعدة في إعمار سورية، وصرّح إن "أمن واستقرار سورية جزءٌ لا يتجزأ من أمن الأردن واستقراره"، معبراً عن استعداد المملكة لتقديم كل ما في وسعها لمساعدة سورية.
واستضافت عمّان أول مؤتمر دولي حول سورية في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أي بعد نحو أسبوع من سقوط الأسد، وأكد بيان المؤتمر دعم عملية سياسية شاملة يقودها السوريون أنفسهم، وفقاً لما نصّ عليه قرار مجلس الأمن 2254، بما يحقّق تطلعات الشعب السوري، ويضمن إعادة بناء مؤسّسات الدولة، ويحافظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها وسيادتها.