الشرع: زيارة نيويورك عنوان عودة سورية إلى المجتمع الدولي
استمع إلى الملخص
- تحدث الشرع عن العلاقات مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن القوة وحدها لن تحقق السلام، وأن نجاح أي اتفاق مع إسرائيل سيمهد لاتفاقات أخرى تعزز السلام، مؤكدًا على ضرورة عدم تقسيم سورية.
- تأتي تصريحات الشرع في سياق لقاءات دبلوماسية مكثفة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما يعكس عودة سورية إلى الساحة الدولية، مع دعم دولي للمرحلة الانتقالية ورفض التدخلات الخارجية.
قال الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الأربعاء، خلال جلسة حوارية في معهد الشرق الأوسط في نيويورك، إنّه "يجب الحكم على المرحلة الحالية بظروفها الحالية وليس بناء على ما حدث سابقاً"، مشدداً على أنّ "كل مرحلة لها ظروفها التي تؤدي إليها". وأضاف الشرع: "لا نستطيع استيراد أنظمة جاهزة أو أنظمة من التاريخ ونسخها وتطبيقها على سورية".
وأوضح الشرع أنّ بلاده "تبني خططاً استراتيجية مناسبة لمعالجة مشاكلها"، مبيناً أنّ "الشعب السوري قوي شجاع ويعمل بحب وتضحية وإخلاص"، وأكد أنّ "سورية ستكون مع الجميع ولن تكون مع معسكر ضد معسكر"، لافتاً إلى أنّها "بلد مهم تستطيع أن تكسب كل الأطراف وأن تلعب دوراً محورياً في المنطقة"، مشيراً إلى أنّ "أمن الدول المجاورة يأتي من استقرار سورية".
وفي حديثه عن إسرائيل، قال الشرع إنّ "القوة فقط لن تأتي لإسرائيل بالسلام"، مضيفاً أنّ "زيارتي إلى نيويورك هي عنوان عودة سورية إلى المجتمع الدولي"، وأكد أنّ "نجاح أي اتفاق مع إسرائيل يمهد لاتفاقات أخرى تساعد على تعميم السلام في المنطقة"، كما شدّد على أنّ "أي حديث عن تقسيم سورية يؤذي سورية أولاً ودول الجوار، لا سيما تركيا والعراق"، مذكّراً بأنّ "على إسرائيل أن تعود إلى ما قبل الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، ونحن قلنا لن نكون مصدر خطر لأحد".
وأشار الشرع إلى أنّه "منذ أن تحررت دمشق عاد مليون شخص إلى سورية وانخفض تصدير الكبتاغون بنسبة 90%"، مؤكداً أنّه "ليس من مصلحة أحد أن تعود سورية إلى المشهد السابق"، وأنّ "سورية تريد أن تكون على مسافة واحدة من الجميع".
وحول الوضع في السويداء، جنوب سورية، قال الشرع إنّه "وقعت أخطاء من الجميع وهناك مساعٍ جديدة للمصالحة وتأليف القلوب"، مشيراً إلى أنّ "واشنطن تستطيع أن تساعد الأكراد على الاندماج في الجيش السوري"، كما لفت إلى أنّ "استقرار سورية مرتبط بوحدتها"، مضيفاً "نحتاج أن نطبق العدالة الانتقالية من دون إخافة الناس أو إشعار أي فئة بأنها مستهدفة"، ومؤكداً في الوقت ذاته أنّه "من حق الدولة محاكمة أي جهة تعتدي على المدنيين".
وتأتي تصريحات الشرع في وقت يكثف فيه لقاءاته الدبلوماسية على هامش مشاركته في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث اجتمع مع قادة ومسؤولي عدة دول، من بينهم رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس جمهورية فنلندا ألكسندر ستوب، وولي عهد الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، إضافة إلى لقاءات مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين، وذلك ضمن تحركات دبلوماسية مكثفة تعكس عودة سورية إلى الساحة الدولية، في وقت يجري فيه التحضير لعقد لقاء مرتقب بين الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب فجر اليوم.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين عقب لقائها الشرع أنّ الحوار كان "مفيداً"، مشيرةً إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يواصل العمل من أجل "عملية انتقال حقيقية وشاملة وسلمية بقيادة سورية خالية من التدخل الأجنبي"، مؤكدة التزام بروكسل بتعزيز الحوار السياسي وتلبية الاحتياجات الإنسانية ودعم التعافي الاجتماعي والاقتصادي وإعادة إعمار سورية.
وكان الشرع قد التقى في وقت سابق السيناتورة الأميركية جين شاهين، عضو مجلس الشيوخ، والنائب غريغوري ميكس، عضو مجلس النواب، إضافة إلى لقائه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني. وتأتي هذه اللقاءات المكثفة في وقت يجري فيه التحضير لعقد لقاء مرتقب بين الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأربعاء.
وكان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد أكد، أمس الثلاثاء، خلال كلمته أمام الجمعية العامة في نيويورك، أن سورية تشهد مرحلة جديدة نأمل أن تكون مساراً لتحقيق تطلعات الشعب السوري بعدما طويت صفحة قاتمة من تاريخها، مُشيراً إلى أنه على المجتمع الدولي استغلال الفرصة والوقوف إلى جانب سورية. وأوضح أمير دولة قطر أن بناء مؤسسات الدولة في سورية وإرساء العلاقات على أساس المواطنة المتساوية يكتسب أهمية قصوى، مشدداً على أنه يجب رفض التدخلات الخارجية في سورية، لا سيما محاولات إسرائيل لتقسيمها.
من جانبه، أوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمته أن سورية تحررت من الديكتاتورية ومن المهم مساعدتها، مبيناً أنه يجب أن تستعيد سورية سيادتها ووحدتها ودعم المرحلة الانتقالية، مؤكداً أن الاستقرار لن يتحقق لإسرائيل طالما استمرت في حرب دائمة مع جيرانها.
بدوره، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أنه يسعى "لتعاون مع سورية يتجاوز عبء الماضي"، مضيفاً: "نسعى للتوصل لاتفاق مع سورية في مجالات عدة"، معرباً عن شكره للسعودية على تسهيل الاتفاق مع سورية.