الشرع: إذا نجحت التهدئة والتزمت إسرائيل بها ربما تتطور المفاوضات

22 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 20:19 (توقيت القدس)
الشرع وديفيد بترايوس خلال قمة كونكورديا في نيويورك، 22 سبتمبر 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الرئيس السوري أحمد الشرع على تقدم المحادثات الأمنية مع إسرائيل وأهمية انسحابها من الأراضي السورية، مشيراً إلى أن نجاح التهدئة قد يطور المفاوضات، وذلك خلال قمة كونكورديا بنيويورك.
- دعا الشرع إلى رفع العقوبات عن سورية، مؤكداً أنها تستهدف الشعب السوري، وشدد على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار من خلال توحيد الشعب وتعزيز التنمية الاقتصادية.
- تحدث الشرع عن حصر السلاح بيد الدولة وعرض اندماج قوات سوريا الديمقراطية بالجيش السوري، مشدداً على حلول سلمية سريعة ورفع العقوبات لتحقيق التنمية.

قال الرئيس السوري، أحمد الشرع

، اليوم الاثنين، إن سورية وصلت إلى مرحلة متقدمة في المحادثات الأمنية مع إسرائيل التي يأمل أن تحافظ على سيادة سورية وتبدد المخاوف الأمنية الإسرائيلية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المحادثات قد تتطور إذا نجحت التهدئة، والتزمت إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه.

 

وشدد الشرع في تصريحات عند لقاء مجموعة من كبار المستثمرين والخبراء الاقتصاديين، خلال جلسة طاولة مستديرة نُظمت ضمن فعاليات قمة كونكورديا في مدينة نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية، كما أشار إلى إمكانية "معالجة المخاوف الأمنية بالمباحثات"، مؤكداً أن المحادثات بين سورية وإسرائيل ستظهر إن كان لدى إسرائيل مخاوف أمنية أم أطماع توسعية. وقال الشرع الذي يعد الرئيس السوري الأول الذي يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1967، إن "سورية اتخذت سياسة بأن تكون لديها علاقات هادئة مع جميع الدول، وألا تكون مصدر تهديد لأي أحد". وأضاف "سورية في مرحلة بناء، ومن الضروري أن يكون لديها علاقات طبيعية مع جميع الدول".

وتحدث عن سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية على سورية، إضافة إلى استمرار احتلال الجولان والتوغل جنوبي البلاد، لكنه قال في الوقت ذاته إن بلاده "تسعى لتجنب الحرب لأنها في مرحلة البناء". واستدرك قائلاً: "نحن متجهون نحو التهدئة، وأن تعطى سورية فرصة للبناء، وإذا نجحت التهدئة، وكان هناك التزام من قبل إسرائيل بما يجري الاتفاق عليه فربما تتطور المفاوضات".

وبشأن العقوبات على سورية، جدد الشرع دعوته واشنطن لرفع العقوبات المفروضة على بلاده والمرتبطة بقانون قيصر، قائلاً إن "العقوبات المفروضة على نظام الأسد لم تعد مبررة، وإن السوريين باتوا يعتبرونها بمثابة إجراءات تستهدفهم بشكل مباشر".

وأشار إلى أن "سقوط نظام بشار الأسد فتح مرحلة تاريخية جديدة للمنطقة، وهناك مصالح متطابقة اليوم بين سورية والغرب والولايات المتحدة الأميركية". وأضاف "سورية تحتاج إلى فرصة جديدة للحياة، والرئيس دونالد ترامب أزال العقوبات عنها، لكن على الكونغرس أن يعمل أكثر لرفعها بشكل نهائي".

وفيما قال إن سورية ورثت اضطرابات كثيرة خلال الستين عاماً الماضية، أكد أنها لا تستطيع حل المشاكل دفعة واحدة وإنما بالتدريج. وأشار إلى أن الأولوية الآن هي تحقيق الأمن والاستقرار من خلال توحيد الشعب السوري والأرض السورية، وتعزيز التنمية الاقتصادية. 

وعن أحداث السويداء والساحل، تحدث الرئيس السوري عن تشكيل لجان لتقصي الحقائق، والسماح بدخول لجان تحقيق دولية، مشدداً على "التزام سورية بمحاسبة من يعتدي على أي مدني لأنها دولة قانون".

وفيما أكد أن حصر السلاح بيد الدولة هو من يحمي سورية من النزاعات والاضطرابات، أشار إلى أن الحكومة السورية عرضت على قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الاندماج بالجيش السوري، مع التأكيد على حماية حقوق الأكراد، إلا أن "هناك تباطؤاً في تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه"، بحسب قوله. وشدد الشرع على ضرورة الوصول إلى حلول سلمية سريعة التطبيق، وخاصة الاتفاق مع "قسد" في 10 مارس/ آذار الماضي، لافتاً إلى رفض مبدأ المحاصصة، والاعتماد على مبدأ التشاركية في تشكيل الحكومة.

وأكد الشرع أن التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على التنمية الاقتصادية، مضيفاً "لدينا الكوادر القادرة على القيام بذلك، ولكن نحتاج فقط إلى رفع العقوبات.. سورية قادرة على حل مشاكلها وأن تكون جزءاً من النظام العالمي الكبير".

وعلى هامش الاجتماع، أجرى الشرع حواراً مع الجنرال ديفيد بترايوس، مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) سابقاً، وذلك ضمن فعاليات قمة كونكورديا المنعقدة على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، سبقها اليوم الاثنين لقاء الشرع وفداً من الجالية السورية في الولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً خلال اللقاء أهمية دورهم في نقل الصورة الحقيقية لسورية، مُعرباً عن شكره لجهودهم في خدمة وطنهم.

المساهمون