الشرطة و"الشاباك" يزعمان إحباط سلسلة تفجيرات واغتيال طيّار في إسرائيل
استمع إلى الملخص
- تم الكشف عن نوايا الخلية بعد بيع الأب عبوات ناسفة لعميل سري، مما أدى إلى اعتقال 32 شخصاً. عُثر على متفجرات وخطط لعمليات بسيارات مفخخة ضد جنود وشرطة.
- زعم التحقيق وجود علاقات مع خلايا أخرى، وتدريب الابن على إطلاق النار. اعتبرت السلطات أن القضية أحبطت كارثة كبيرة.
سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية، اليوم الأحد، بالكشف عمّا زعمت أنها "واحدة من أخطر قضايا الإرهاب في السنوات الأخيرة على الإطلاق"، في إطار ما ادعت أنها "خطط خلية فلسطينية" من قرية كفر عقب في القدس المحتلة، يحمل أعضاؤها هويّات زرقاء (إسرائيلية)، لـ"سلسلة تفجيرات دموية" ضد الإسرائيليين وقوات الأمن.
وزعم بيان أصدره جهازا الشرطة و"الشاباك" الإسرائيليان، اليوم الأحد، أن الخلية "خططت لاغتيال طيار في سلاح الجو الإسرائيلي وتفجير نادٍ (ليلي) في وسط إسرائيل". وبين المعتقلين، حسبما أورد موقع "واينت"، والد وابنه؛ يعملان في وسط إسرائيل: الأول في مطعم، والثاني في دار رعاية للمسنين، بالإضافة إلى شاب (في العشرينيات من عمره). وبحسب البيان، فإن "الأب هو مواطن إسرائيلي، كان متزوجاً في السابق من امرأة يهودية، والابن مسجل كيهودي في وزارة الداخلية الإسرائيلية (لأنه وفقاً للشريعة اليهودية من أم يهودية فهو يهودي، بغض النظر عن الهوية الدينية لوالده)، ويحمل هوية إسرائيلية، ولكنه أعلن إسلامه مؤخراً بعدما رفض الجيش الإسرائيلي ضمه إلى الخدمة العسكرية".
نوايا الخلية تكشفت، بحسب الزعم الإسرائيلي، بعدما "باع الأب عبوات ناسفة لعميل شرطة، عمل تحت اسم "ماتريكس" لنحو عام ونصف، بهدف إسقاط تُجار الأسلحة في القدس والضفة الغربية (المحتلتين)"، والذي بسببه اعتقل 32 شخصاً يعملون في الاتجار بالأسلحة في 15 يوليو/ تموز الماضي، وفقاً لما كُشف في حينه.
وعقب انتهاء التحقيقات التي أجرتها الشرطة وجهاز "الشاباك"، قُدّم ضد المعتقلين تصريح ادعاء استعداداً لتقديم النيابة العامة لوائح اتهام ضدهم. وكان عناصر "الشاباك" ووحدة الشرطة الخاصة (يمّار)، بحسب موقع "واينت"، قد اعتقلوا "المشتبهين المركزيين" في القضية (الأب وابنه)، في 30 يونيو/حزيران الماضي، وبعد ذلك اعتقل الشاب الآخر. وإبان التحقيقات "عثرت الشرطة على عبوات ناسفة، وكميات كبيرة من المتفجرات، وأجهزة تشغيل للعبوات، وخطط لتنفيذ عمليات بواسطة سيارات مفخخة ولصق عبوات ناسفة بعدد من المراكز، بينها تجارية وأخرى أمنية، وذلك بهدف إصابة جنود وعناصر شرطة إسرائيليين"، وفق الادعاءات ذاتها.
وطبقاً لبيان الشرطة و"الشاباك"، فإنه لأجل ما تقدّم "اشترى الأب وابنه أسلحة من أنواع مختلفة، ومواد تفجيرية ومُركّبات مختلفة لتصنيع عبوات ناسفة بعدما شاهدوا كيفية تصنيعها على فيديوهات". وخلال ذلك، بحسب البيان، "قام الأب بالاتصال بأحد التنظيمات بهدف تمويل خطته، غير أن هذه العلاقة قطعت بسبب الاعتقال والتحقيقات".
وزعم التحقيق أن أعضاء الخلية "أقاموا علاقات مع خلية أخرى في وسط إسرائيل وأخرى في جنين، وأخفوا العبوات الناسفة استعداداً لإخراج العمليات إلى حيّز التنفيذ". وخلال التفتيش في منزل الأب "عُثر على البوتاسيوم والفحم وغاز السيارات، والنيتروجين بقيمة عشرات الآلاف من الشواكل التي اشتراها من المشاتل"، في إشارة إلى بيع الأخيرة هذه المنتجات التي تُستخدم في الزراعة.
وكما يتابع البيان فإنه "قبيل شهور قليلة على اندلاع الحرب على قطاع غزة، وصل الأب إلى جدار الفصل (الفاصل بين الضفة الغربية والأراضي المحتلة داخل الخط الأخضر) وأطلق النار وانسحب من المكان". وأضاف "تبين من التحقيقات أن الأب درّب ابنه على إطلاق النار من أسلحة مختلفة على أسطح البيوت في كفر عقب، وأنه في السنة الأخيرة خطط الابن للقيام بعملية إطلاق نار بواسطة سلاح كان بحوزته، على نادٍ ليلي يقع في وسط البلاد، ولكنه لم يقم بذلك"، وفق بيان جهازي الشرطة و"الشاباك".
إلى ذلك، ذكر البيان أن المعتقل الثالث، "اعتقل للاشتباه في أنه أعدّ عبوات ناسفة مع الأب، وخبّأها في منزله؛ كما كان ينوي شراء أسلحة ووسائل قتالية وتنفيذ هجوم ضد قوات الأمن. لكنه اعتقل قبل تنفيذ كل ذلك". وتعليقاً على هذه الادعاءات، نقل الموقع عن مصدر أمني رفيع مشارك في التحقيقات قوله إن "هذه القضية هي أخطر الملفات المحقق فيها في الفترة الأخيرة"، زاعماً أنه "أحبطنا كارثة كبيرة، وحُلنا دون وقوع ضحايا كثر وضرر جسيم لأمن البلاد".