الشرطة البريطانية تعتقل 857 متظاهرا مؤيدا لحركة بالستاين أكشن في لندن

07 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 19:15 (توقيت القدس)
الشرطة البريطانية خلال اعتقالها عددا من المتظاهرين في لندن، 6 سبتمبر 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت لندن اعتصامًا حاشدًا ضد تجريم حركة "بالستاين أكشن"، حيث اعتقلت الشرطة 857 شخصًا لدعمهم جماعة محظورة و33 آخرين بتهم مختلفة، بما في ذلك الاعتداء على ضباط الشرطة.
- شارك في التظاهرة 1500 شخص، مما صعّب على الشرطة اعتقال الجميع، وسط أجواء متوترة وهتافات تتهم الشرطة بالتحيز، واستخدام العنف في بعض الاعتقالات.
- أثارت الأحداث جدلاً حول فعالية حظر "العمل من أجل فلسطين"، واعتبرت منظمة "الدفاع عن هيئات المحلفين" أن الحظر غير قابل للتنفيذ ويهدر الموارد.

الشرطة البريطانية اعتدت بعنف على متظاهرين بمن فيهم كبار السن

هتافات تتهم الشرطة بالوقوف إلى جانب مرتكبي الإبادة في غزّة

تعرض عدد من المتظاهرين لإصابات طفيفة جراء التدافع

اعتقلت الشرطة البريطانية مئات المتظاهرين خلال اعتصام يوم أمس السبت في لندن، ضمن عصيان مدني ضد تجريم حركة بالستاين أكشن بقانون الإرهاب، وللاحتجاج على موقف الحكومة البريطانية من الإبادة الجماعية في غزة. واستمر تنفيذ عناصر شرطة العاصمة الاعتقالات حتى ساعات المساء المتأخر، والتي بدأت منذ ساعات الظهيرة، وذلك بدعوى تماثل المعتصمين في ساحة البرلمان مع حركة محظورة، من خلال رفعهم لافتات كُتب عليها: "أنا أعارض الإبادة الجماعية، أنا أدعم بالستاين أكشن".

وأفادت شرطة لندن بأنها ألقت القبض على 857 شخصاً بموجب قانون الإرهاب لدعمهم جماعة محظورة، بينما أُلقي القبض على 33 شخصًا بتهم أخرى، من بينهم 17 شخصًا بتهمة الاعتداء على ضباط شرطة. وأضافت أن المعتقلين خضعوا للفحص في مركز استقبال السجناء بمنطقة وستمنستر، وأُفرج عمن أمكن التأكد من بياناتهم بكفالة للمثول أمام مركز شرطة في وقت لاحق. أما من رفضوا تقديم بياناتهم، أو وُجد أنهم أُلقي القبض عليهم وهم مفرج عنهم بكفالة، فقد نُقلوا إلى أجنحة الاحتجاز.

ومن غير المؤكد أن تكون الشرطة قد تمكنت بالفعل من اعتقال جميع الذين رفعوا اللافتات يوم أمس، بسبب العدد الكبير للمشاركين في هذه الوقفة التي شارك فيها 1500 شخص من حملة اللافتات، بحسب بيان لحركة "دافعوا عن هيئة المحلفين" التي تُنظم الاعتصام. في التظاهرة الكبرى السابقة الشهر الماضي، أُلقي القبض على 532 شخصاً لمشاركتهم في الاعتصام، إلا أن عدد المسجلين للمشاركة يوم أمس كان ضعف المرّة السابقة، ومن المتوقع أن يُعلن لاحقاً عن ازدياد في أعداد المعتقلين.

ووثق "العربي الجديد" عشرات الاعتقالات التي استخدم في بعضها العنف ضد المعتصمين والمشاركين المناصرين الآخرين، وسط أجواء متوترة ومشحونة، وهتافات تتهم عناصر الشرطة بالوقوف إلى جانب مرتكبي الإبادة في غزّة، فيما تعرض عدد من الأفراد لإصابات طفيفة جراء التدافع. وقالت كلير سمارت، نائبة مفوض شرطة العاصمة، التي قادت العملية: "أثناء تأدية واجباتهم اليوم، تعرّض ضباطنا للكم والركل والبصق، كما أُلقيت عليهم أشياء من قبل المتظاهرين. من غير المقبول أن يتعرض لهذه الأعمال من تقع على عاتقهم مسؤولية إنفاذ القانون والحفاظ على سلامة الناس".

وردّت منظمة "الدفاع عن هيئات المحلفين" في بيان بوقت سابق، على ادعاء مماثل من الشرطة، قائلةً إن الضباط "اعتدوا بعنف على متظاهرين سلميين، بمن فيهم كبار السن، في محاولة لاعتقال أكثر من ألف شخص لحملهم لافتات كرتونية"، ونشرت فيديو لضباط يدفعون الناس أرضاً. وقال متحدث باسم منظمة "الدفاع عن هيئات المحلفين": "على الرغم من إصرار مارك رولي على أن الشرطة قادرة على اعتقال كل من يعارض الحظر، وستفعل ذلك، سيستغرق الأمر 36 ساعة أخرى لاعتقال الجميع بهذا المعدل. لقد شنّت إيفيت كوبر أكبر هجوم على حرياتنا المدنية في الذاكرة الحية، وقد ارتدّ بنتائج عكسية بشكل مذهل. الآن، بعد أن تركت إيفيت كوبر منصبها، يجب أن يرافقها الحظر".

وأضاف: "هذا يُظهر لوزيرة الداخلية الجديدة في أول يوم لها في منصبها أن حظر "العمل من أجل فلسطين" مستحيل التنفيذ، وهو إهدارٌ سخيف للموارد. لم تُصمّم قوانين الإرهاب لتُستخدم ضد جماعة احتجاج محلية، أو لاعتقال الآلاف من أفراد المجتمع المدني لحملهم لافتات كرتونية".

ووثق "العربي الجديد" بعدد من الفيديوهات تهجم عناصر من الشرطة على المتظاهرين، ودفع العديد منهم أرضاً، واستخدام الهراوات خلال عملية اعتقال واحدة. وكان من اللافت مشاركة عدد من الأشخاص الذين اعتقلوا في تظاهرة سابقة بتظاهرة يوم أمس. وهتف العديد من المتظاهرين بوجه الشرطة قائلين: "عار عليكم"، و"شرطة العاصمة، لا يمكنكم الاختباء، أنتم تدعمون الإبادة الجماعية". في بعض الحالات، طُلب ممّا يصل إلى 20 ضابطاً احتجاز شخص واحد. رفض بعض المعتقلين ذكر أسمائهم وبيانات الاتصال بهم، مما حال دون إطلاق سراحهم بما يسمى "كفالة الشارع"، وأجبر الضباط على احتجازهم. ونُشر أكثر من 1200 شرطي للتعامل مع احتجاج ساحة البرلمان، ومسيرة وتجمع منفصلين مؤيدين لغزة في وايتهول نظمتهما حملة التضامن مع فلسطين. وقد جُنّد أكثر من 200 من هؤلاء الشرطيين من قوات خارج لندن، بمن فيهم ضباط من ويلز.