الشرطة الإسرائيلية: "حزب الله" يحاول تهريب السلاح لفلسطينيي الداخل

الشرطة الإسرائيلية: "حزب الله" يحاول تهريب السلاح إلى فلسطينيي الداخل

23 نوفمبر 2021
تتهم إسرائيل "حزب الله" بالسعي لتهريب السلاح إلى الداخل استعداداً للساعة الصفر (فرانس برس)
+ الخط -

زعمت الشرطة الإسرائيلية، الاثنين، عبر ما يُسمى وحدة مكافحة الإرهاب "يمار" أنّ "حزب الله" غيّر في الأشهر الأخيرة من استراتيجيته، لجهة محاولة إغراق إسرائيل بالأسلحة الخفيفة، المسدسات والبنادق الرشاشة، وتهريبها إلى الفلسطينيين في الداخل وتسليحهم استعداداً لـ"الساعة الصفر".

جاء هذا الادعاء الذي نقلته القناة الإسرائيلية "12"، في سياق محاولات شرطة الاحتلال رفع التهمة عن نفسها في تواطئها مع استفحال نشاط منظمات الجريمة في المجتمع الفلسطيني في أراضي الـ 48، والادعاء أنّ السلاح الموجود بكثرة لدى هذه المنظمات، مصدره من الخارج، وتحديداً من "حزب الله".

وتأتي هذه الاتهامات في الوقت الذي أقرت فيه تقارير رسمية إسرائيلية في الأعوام الأخيرة بأنّ عشرات آلاف قطع السلاح من بنادق رشاشة ومسدسات وحتى قنابل يدوية وقنابل صوتية، تسرق سنوياً من مستودعات الجيش الإسرائيلي وقواعده المختلفة، دون أن يضبط الجيش أو الشرطة هذه الأسلحة، بل إنّ تقريراً رسمياً لمراقب الدولة الإسرائيلي السابق، صدر في عام 2018 كشف أنّ جهاز الأمن العام "الشاباك" رفض على مدار السنوات الأخيرة، التعاون مع الشرطة الإسرائيلية في جمع هذا السلاح، رغم استفحال تدفق السلاح غير المرخص والمسروق بأغلبه من مستودعات الجيش.

وتندرج ادعاءات الشرطة الإسرائيلية مع حملة تحريض رسمية على فلسطينيي الداخل واتهامهم بالاستعداد لتنفيذ عمليات فدائية ضد إسرائيل من الداخل، عبر تشويه حقيقة "هبّة الكرامة" لفلسطينيي الداخل إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، التي انعكست في المواجهات التي خاضها فلسطينيو الداخل، ولا سيما في المدن الفلسطينية التاريخية، وتحديداً في اللد والرملة ويافا، دفاعاً عن أنفسهم في وجه اعتداءات تعرضوا لها خلال نشاطات التضامن مع قطاع غزة وأزمة حيّ الشيخ جراح في القدس المحتلة وبعدهما، من قبل مستوطنين جُلبوا من مستوطنات الضفة الغربية المحتلة لتنفيذ اعتداءات على سكان المدن الفلسطينية المذكورة، التي باتت إسرائيل تسميها "المدن المختلطة".

وأخيراً، كشف مسؤول شعبة التخطيط اللوجستي في قيادة الجيش، الجنرال إيتسك ترجمان، في تصريح لموقع "معاريف" في 12 نوفمبر/تشرين الثاني، أنّ الجيش الإسرائيلي شق طرقاً بديلة لنقل العتاد العسكري والمدرعات في حال نشوب حرب على الجبهة الشمالية، تلتفّ على وادي عارة، حيث مركز البلدات الفلسطينية في المثلث، التي تقع على جانبي محور وادي عارة.

وادعى الجنرال المذكور أنّ الجيش لا يريد خلال عمليات نقل قواته للجبهة الشمالية أن ينشغل بمواجهات في طريق وادي عارة في حال تعرُّض العتاد العسكري للرشق بالحجارة من قبل سكان القرى والبلدات الواقعة على هذه الطريق.

ووفقاً لادعاءات وحدة مكافحة الإرهاب "يمار" في الشرطة الإسرائيلية، وبحسب ما نقلت القناة "12" مساء الاثنين، فإنّ الوحدة المذكورة ترصد منذ أحداث "هبة الكرامة" زيادة في محاولات تهريب سلاح من الأردن ولبنان، تنسبها إلى "حزب الله"، بزعم رغبة الحزب في إغراق إسرائيل بالسلاح النوعي.

وادعت أنه منذ مطلع العام الحالي (أي قبل هبّة الكرامة والعدوان على غزة في معركة سيف القدس بخمسة أشهر) ضُبط 140 مسدساً و20 بندقية من طراز "ساهر" (وهي بنادق رشاشة إسرائيلية الصنع)، وأنّ وحدة مراقبة الحدود تفترض أنه هُرِّب عدد كبير من الأسلحة إلى إسرائيل.

ورغم أنّ القناة زعمت أنّ الهدف تسليح الفلسطينيين في الداخل استعداداً لـ"الساعة الصفر"، فإنها قالت في التقرير نفسه إنّ الشرطة تعتقد بعد تحليل المعلومات الاستخبارية التي جُمعَت، أنّ هدف هذا السلاح ووجهته "منظمات الإجرام في المجتمع الفلسطيني"، على حدّ وصفها.

ونقل مراسل القناة عن نائب قسم الاستخبارات في وحدة "يمار" في قيادة الشمال، يرون بن يشاي، قوله، إنّ "من يوجه 95% من عمليات التهريب في لبنان هو حزب الله، الذي يريد تسميم إسرائيل وإغراقها بالمخدرات، لإفساد شبابنا". وأضاف: "في أحداث عملية حامي الأسوار (المسمى الإسرائيلي للعدوان الأخير على غزة في أيار/مايو الماضي)، رصد حزب الله حساسية الوضع والأحداث حول الأقصى، ويظن أنّ الأمور ستنفجر يوماً ما، وسيكون لدى العرب في إسرائيل (فلسطينيو الداخل) السلاح لاستخدامه في عملياتهم التخريبية المعادية".

المساهمون