السيسي يطلع لبيد على قائمة محفزات لـ"إنقاذ تهدئة غزة"

السيسي يطلع لبيد على قائمة محفزات لـ"إنقاذ تهدئة غزة"

09 ديسمبر 2021
السيسي خلال لقائه لبيد (فيسبوك)
+ الخط -

التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وزير الخارجية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ورئيس الوزراء بالتناوب يئير لبيد، الخميس، في زيارة سياسية – أمنية قام بها الأخير للقاهرة، كما وصفتها الخارجية الإسرائيلية.

ووفق المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، شدد السيسي خلال اللقاء على "مواصلة بلاده لجهود تحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين، ومرجعيات الشرعية الدولية، بما يحقق الأمن والاستقرار، ويفتح آفاق التعاون والتنمية لشعوب المنطقة كافة".

وأشار السيسي إلى "جهود مصر في إعادة الإعمار بقطاع غزة، وجهودها ذات الصلة بمنع نشوب حالة التوتر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فضلاً عن تناول اللقاء أوجه التعاون الثنائي مع دولة الاحتلال في المجالات كافة، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية".

وحضر اللقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة عباس كامل، إلى جانب المدير العام للخارجية الإسرائيلية السفير ألون أوشبيز، ومدير إدارة السياسات والعلاقات الدبلوماسية في الخارجية الإسرائيلية يائير زيفان، والسفيرة الإسرائيلية في القاهرة أميرة أورون.

من جهته، سلم وزير الخارجية الإسرائيلي نظيره المصري 95 قطعة أثرية مصرية مهربة، صادرتها السلطات الإسرائيلية في وقت سابق، وذلك في مراسم تسليم رسمية بحضور مسؤولي وزارة الآثار المصرية، وهيئة الآثار الإسرائيلية.

لبيد: أشكر السيسي على اللقاء الدافئ

وعلقت الخارجية الإسرائيلية على زيارة لبيد للقاهرة ببيان أوضحت فيه أن "اللقاء يمثل أهمية بالغة لمصالح دولة إسرائيل، في إطار تعزيز العلاقات بين تل أبيب والقاهرة". وأضافت أن "زيارة الوزير استمرار مباشر للسياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية الرامية إلى استخدام المصالح المشتركة كرافعة للاستقرار الإقليمي".

وذكرت الخارجية الإسرائيلية أن الوزير لبيد استعرض خلال اجتماعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خطته التي يطلق عليها تسمية "الاقتصاد مقابل الأمن".

وأضافت خارجية الاحتلال الإسرائيلي، في بيان صادر عنها، أن لبيد "تطرق إلى قضية الأسرى والمفقودين الإسرائيليين".

وأضاف البيان أن لبيد "عبّر عن تقديره للدور المميز والمركزي الذي تؤديه مصر في هذا الخصوص". وبحث لبيد مع السيسي في "مواجهة الجهات الإرهابية وانعدام الاستقرار في المنطقة".

وتابع بيان الخارجية الإسرائيلية أنه جرى خلال اللقاء تناول "محاولات إيران أن تتحول إلى دولة ذات قدرات نووية عسكرية، وكذلك مواصلة ممارسة الإرهاب والتهديد الذي تضعه حيال الشرق الأوسط".

كما تناول اللقاء "القضية الفلسطينية والخطوات التي تنفذها الحكومة الإسرائيلية، من أجل تعزيز السلطة الفلسطينية والمساعدة في حل التحديات الاقتصادية"، بحسب البيان.

وتحدث لبيد عن رغبة إسرائيل "بتعميق السلام بين إسرائيل ومصر في مجالات مدنية تتعلق بالاقتصاد، والطاقة، والزراعة والتجارة".

ووصف لبيد "مساهمة السيسي في المنطقة وللعلاقات بيننا" بأنها "ذات أبعاد تاريخية"، وقال  "أشكر الرئيس السيسي على الضيافة واللقاء الدافئ والمفتوح وأتوقع مواصلة الحوار بيننا".

تثبيت وقف إطلاق النار في غزة

في غضون ذلك، كشفت مصادر مصرية خاصة أن القاهرة كانت قد جهزت سلفاً، مجموعة من المطالب التي سيحملها لبيد إلى حكومته، إثر إعلام الجانب المصري بها قبل تفعيل الزيارة.

وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن "المطالب المصرية تضمنت حوافز إسرائيلية لعملية الوساطة التي تقودها القاهرة، على صعيد تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وكذلك صفقة تبادل الأسرى، بعدما أبدت تل أبيب تراجعها بشأن تفاهمات سابقة خاصة بصفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، وذلك بعدما رفضت تقديم أية تسهيلات بشأن الخطوة الأولية للبدء في الصفقة".

وتمثلت تلك الخطوة بشريط فيديو يوضح حالة اثنين من الجنود الإسرائيليين لدى الحركة، حيث اشترطت إسرائيل عدم إطلاق سراح أي من المعتقلين لديها، مقابل الحصول على الشريط.

وتابعت المصادر أن الرئيس المصري أطلع لبيد على الموقف النهائي لفصائل قطاع غزة بشأن عملية التهدئة، واستمرارها من عدمه، مستطردة بأن "مصر أكدت للقيادة الإسرائيلية عدم جدوى الطرح المقدم بشأن التهدئة مقابل الاقتصاد فقط، وترى ضرورة الدفع الإسرائيلي بمزيد من الحوافز المشجعة، والتقدم خطوة في صفقة التبادل".

واستكملت المصادر: "من المقرر أن يحمل لبيد مخرجات الزيارة إلى حكومة بلاده، وإبداء الرأي بها قبل تحديد موقف الزيارة المرتقبة لرئيس المخابرات المصرية إلى الأراضي المحتلة نهاية الشهر الجاري".

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، التقى السيسي رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت، في منتجع شرم الشيخ (جنوبي سيناء)، لبحث تطورات العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، ومستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.

وخلال اللقاء، أكد السيسي "دعم مصر لجهود تحقيق السلام الشامل بالشرق الأوسط، استناداً إلى حل الدولتين، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، بما يسهم في تعزيز الأمن والرخاء لشعوب المنطقة".

المساهمون