السيسي يتحدث عن حروب الجيل الخامس ويوم القيامة و"أحداث يناير"

السيسي يتحدث في ندوة الجيش عن حروب الجيل الخامس ويوم القيامة و"أحداث يناير"

11 أكتوبر 2020
تحدث السيسي مجدداً عن محاججة المصريين أمام الله تعالى يوم القيامة (Getty)
+ الخط -

أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مجدداً، حزمة من التصريحات المثيرة للجدل والسخرية في الوقت ذاته، خلال ندوة تثقيفية للجيش اليوم الأحد، محذراً فيها من تداعيات الجيل الخامس من الحروب، والمؤامرات التي تحاك (ضده) بزعم زعزعة أمن مصر واستقرارها، فضلاً عن حديثه المغلوط والمتكرر بشأن محاججة المصريين أمام الله تعالى يوم القيامة، عما فعله في البلاد منذ توليه السلطة.

وقال السيسي: "الحروب المباشرة كانت تستخدم في الماضي لإسقاط الدول، وهزيمتها، وعرقلة تقدمها، ولكن الآن هناك أجيال جديدة من الحروب تتعامل مع قضايانا وتحدياتنا، ويُعاد تصديرها للرأي العام في مصر، من أجل تحويله إلى أداة لتدمير للدولة"، مستطرداً: "جلست مع كثير من رجال السياسة والمثقفين في أعقاب 2011 (ثورة 25 يناير/كانون الثاني)، وشعرت أن الأحداث (الثورة) لم تكن للتغيير، بقدر ما هي قضية فهم حقيقي لحجم التحديات التي تواجه الدولة".

وأضاف في الندوة ذاتها: "لقد جلست مع كل هؤلاء الناس لمدة عام ونصف العام (حين كان رئيساً للمخابرات الحربية)، قبل انتخابات الرئاسة في عام 2012 (أول انتخابات ديمقراطية تشهدها البلاد)، وسألتهم هتعملوا إيه في مشكلات التعليم، والصحة، والإسكان، والأزمة الاقتصادية؟"، مردفاً: "والله العظيم لم أجد إجابة، وده معناه أنك عاوز تمسك قيادة دولة، وأنت مش عارف حجم تحدياتها، وإزاي هاتحل المسألة"، وفق مزاعمه.

 

ولم يطرح السيسي برنامجاً انتخابياً عند ترشحه لانتخابات الرئاسة عام 2014، في أعقاب الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب، وهو الرئيس الراحل محمد مرسي، بل قال في تصريح متلفز مع الإعلاميين إبراهيم عيسى ولميس الحديدي، إن "رؤيته في حل أزمة البطالة في مصر، ترتكز على توزيع عربات بيع الخضار على شباب الخريجين!".

وتابع في كلمته: "هناك من يحاول استغلال الأوضاع داخل مصر بشكل سلبي، ووالله (ثلاث مرات) لأحاجج الكل يوم القيامة على اللي بنعلمه لبلدنا... وقسماً بالله اللي تحقق خلال الـ6 سنوات الماضية يساوي عمل 20 سنة، ولسه كمان شغل 50 سنة، ونقدر نعمله في 6 سنوات أخرى، وربنا يعيننا على التنفيذ... فنحن نواصل العمل بلا راحة أو نوم، ونعلم أن تصدير القضايا والصعوبات هي محاولة لإسقاط الدولة مرة أخرى (إشارة إلى الثورة)".

وحذر السيسي مما سمّاه المؤامرات التي تُحاك ضد الدولة (نظامه)، والتي تستهدف أمن مصر واستقرارها من الداخل والخارج، قائلاً: "بقولكم إننا مستهدفين دائماً، وبالمناسبة لو عاوزين ترتاحوا من اللي بيتعمل فيكم كل يوم، اتصالحوا (يقصد التصالح مع جماعة الإخوان)، أنا ماقدرش اتصالح مع اللي عاوز يهد بلدي، ويؤذي شعبي، وأولادي"، في إشارة صريحة منه إلى ثنائية "أنا أو الفوضى" الشهيرة.

وتابع مخاطباً معارضيه، لا سيما من الإسلاميين: "لو كان الموضوع على أد (حجم) الاختلاف، فأهلاً وسهلاً، لكن عشان تخش تقتل وتدمر وتضيع 100 مليون مصري، أتصالح معاك إزاي؟ إذا كان الشعب المصري هان عليك، والأطفال والسيدات هانوا عليك... أنت مستعد تشردهم، وتوديهم يُقتلوا، ويصبحون لاجئين، وماخوفتش، وماقولتش (بلاش) من أجل خاطر الناس في مصر"، حسب ادعائه.

ومضى قائلاً: "مصر لا يمكن القضاء عليها بحرب من الخارج، والحفاظ على الدولة واستقرارها، هي القضية الأهم في مصر... وهناك محاولة للنيل من صمودكم المستمر، لأن صلابة الدولة واستقرارها هو بوعي شعبها... وأنا لا يمكن أوهمكم بالكذب، فحروب الجيل الرابع والخامس موجودة ومستمرة، وهي قضايا لاستفزاز الرأي العام بهدف التشكيك في قدرات قيادته، والتشكيك أيضاً في جيشه".

وواصل السيسي: "لا يمكن القبول بالتدمير والإيذاء للدولة باعتباره الحل، وهذا الحديث قلته مع وزير للدفاع، وهناك تسجيلات بذلك... التوعية مهمة بحجم التحديات داخل مصر، والناس لديها آمال وطموحات، وقد لا تكون الدولة قادرة على تحقيقها... لكننا نبذل أقصى جهد لدينا، وربنا قال (واعدوا لهم ما استطعتم)، ونحن نعمل وفق قدراتنا في مجالات التنمية والإعمار والإصلاح الاقتصادي".

 

وزاد قائلاً: "عدم توفير احتياجات المواطنين سيتم تصويره على أنه فساد في إدارة الدولة، على خلاف الحقيقة، فالتحديات داخل مصر كبيرة، وقادرون على التغلب عليها، بشرط تحمل الصعاب من أجل تحقيق الاستقرار، واستمرار العمل... ومثال بسيط: لو دخلك 2000 جنيه، ومصاريفك 2500 جنيه، يبقى العجز عندك 500 جنيه، مع العلم أنك تحتاج إلى 5 آلاف لتحقيق أهدافك... والدولة لا تستطيع تلبية طموحات 100 مليون مصري، خصوصاً أنها تواجه تحديات خطيرة في مجالات مثل التعليم والصحة".

 

المساهمون