دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى عدم اجتياح قطاع غزة براً، مبيناً أن تحقيق هدف الحرب المعلن وهو "تصفية حماس والفصائل المسلحة" يتطلب سنوات طويلة.
وقال السيسي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القاهرة، إن الاجتياح البري "قد ينتج عنه ضحايا كثيرون... من المدنيين، ويكفي أنه حتى الآن نحن نتحدث عما يقرب من 600 ألف نصفهم من الأطفال. ويجب أن نضع ذلك في الاعتبار". مؤكداً أنه اتفق وماكرون على "ألا تتسع الأزمة الحالية".
وأوضح الرئيس المصري أنه بحث مع الرئيس ماكرون "عدم تدخل أطراف أخرى في حرب أوسع"، وأنه تناول وماكرون العمل على "إطلاق مزيد من الأسرى والرهائن في غزة"، مشدداً على أنّ "فقدان الأمل في حل الدولتين والتوسع الاستيطاني والممارسات في الأقصى زادت من تغذية الكراهية".
وتابع أنه توافق والرئيس الفرنسي على العمل بجد لـ "إدخال المساعدات الإنسانية بالحجم الذي يتناسب مع 2.3 مليون فلسطيني في القطاع، واليوم نحن نتحدث عن 15 يوماً والقطاع تحت الحصار الكامل من قطع المياه والكهرباء والوقود، وهذا أمر كان له تداعيات كبيرة جداً على الحالة الإنسانية. وتوافقنا أيضاً على أهمية أن نتحرك في إدخال مزيد من المساعدات".
وختم السيسي بتأكيده إدانة "كل الأعمال التي تمس كل المدنيين"، لكنه طالب بالتمسك بـ "معيار واحد، يعني المدنيين اللي هنا والمدنيين اللي هنا"، بحسب تعبيره.
من جهته، رد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلاً: "سمعت رسالتكم سيادة الرئيس، كما سمعت صرخة الإنذار التي أطلقها ملك الأردن في ما يتعلق بازدواجية المعايير"، وأضاف "أريد أن أكون واضحاً جداً، فرنسا لا تمارس ازدواجية المعايير، فالقانون الدولي ينطبق على الجميع، وفرنسا دوماً تدافع عن قيم الإنسانية العالمية، حياة البشر متساوية وليس هناك أولويات، كل الضحايا يستحقون تعاطفنا والتزامنا من أجل السلام في الشرق الأوسط".
وأوضح ماكرون: "ما نريده هو مبادرة سلام وأمن تمنع التصعيد وتعالج جذور هذه المشكلة التي نمر بها اليوم... الجزء الأول من جوابنا هو مكافحة الإرهاب، أقول ذلك لأنه في السابع من أكتوبر تم ارتكاب عمل إرهابي خطير ضد أطفال ونساء وبالغين من دون مبرر، وقتل 31 مواطناً فرنسياً في هذه العملية. لا يجب أن نتساهل مع الإرهاب، وأنا أعرف أنكم في مصر حريصون على حرب الإرهاب وخضتم معركة ضده لسنوات".
وتابع: "أودّ أن نستمر في تعاوننا الوثيق في مجال المعلومات واستهداف الإرهاب، والجواب الصحيح أن نتعلم الدروس التي استخلصناها من التحالف الدولي ضد داعش".