السويداء توقع تفاهمات غير نهائية مع دمشق: إصلاحات أمنية ومؤسساتية
استمع إلى الملخص
- إصلاحات إدارية ومالية: الوثيقة تنص على صرف الرواتب المتأخرة وإعادة المفصولين تعسفياً، مع إصلاح مؤسسات الدولة وتعيين مكتب تنفيذي مؤقت لمعالجة شؤون الموظفين، وتحويل مبنى الحزب السابق إلى مقر للجامعة.
- تفاؤل مشوب بالحذر: رغم التفاؤل ببنود الاتفاقية، يعبر الناشطون عن قلقهم من غياب ضمانات التنفيذ، وسط محاولات الحكومة المؤقتة في دمشق لاحتواء الاحتجاجات المتصاعدة في السويداء.
شهدت محافظة السويداء السورية، اليوم الأربعاء، توقيع وثيقة تفاهم صادرة عن دارة قنوات (دارة الشيخ حكمت الهجري)، بين ممثلي المجتمع المحلي والإدارة السورية، ممثلتين بالمجموعة السياسية الممثلة لدارة قنوات من نشطاء السويداء الذين شاركوا بمؤتمر الحوار الوطني من جهة، والدكتور مصطفى البكور موفد دمشق إلى السويداء من جهة أخرى.
وتحمل هذه الوثيقة سلسلة من الطلبات التي تعهد موفد الإدارة في دمشق بتنفيذها، بعد أشهر من التفاعلات الأمنية في المحافظة، والتي تشهد اختلافاً بالرأي حول عدد من النقاط، رغم تلاقي التوجه العام. ونصت الوثيقة الموقعة على تعهد الدولة بتنفيذ حزمة إجراءات عاجلة، أبرزها تفعيل الضابطة العدلية، وتعزيز الملف الأمني عبر وزارة الداخلية، وتنظيم الفصائل المسلحة والعسكريين المنشقين تحت إشراف وزارة الدفاع.
عاجل : الشيخ حكمت الهجري مع بقية تكتلات السويداء بالكامل تعلن عن اتفاق مع الحكومة بدمشق :
— Omar Alhariri (@omar_alharir) March 12, 2025
نص البيان :
دارة قنوات تحتضن اتفاق وثيقة تفاهم مع الإدارة السورية الجديدة.
بمباركة سماحة الرئيس الروحي للمسلمين الموحدين الشيخ حكمت الهجري، وحضور محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور،… pic.twitter.com/fLz6ILFvLw
كما نصت على صرف الرواتب المتأخرة للموظفين، وإعادة المفصولين تعسفياً قبل 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، مع منحهم أولوية في التوظيف، وعلى إصلاح مؤسسات الدولة مالياً وإدارياً، وتعيين مكتب تنفيذي مؤقت لمعالجة شؤون الموظفين، وإزالة التعديات على أملاك الدولة والطرقات، مع توفير بدائل للسكان.
وأكدت الوثيقة ضرورة تحويل مبنى الحزب السابق (إشارة إلى مقر حزب البعث) إلى مقر رئيسي للجامعة في السويداء، وعلى تشكيل لجنة متابعة من الموقعين لضمان التنفيذ. وقال مصدر مقرب من دارة قنوات لـ"العربي الجديد"، إن البنود المطلوب تنفيذها من قبل إدارة دمشق ليست نهائية، وهنالك مطالب أخرى يتم التفاوض عليها.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، عبّر الناشط هاني عزام عن تفاؤله ببنود الاتفاقية، معتبراً ذلك خطوة إيجابية إن تم تنفيذها، خاصة في ملفي الرواتب والأمن، موضحاً أن التجارب السابقة تدفعنا للشك حتى يثبت العكس. أما الناشطة علا الحلبي، فترى أن الوثيقة تلامس جراح المواطن، لكن غياب ضمانات أو آلية تطبيق واضحة من الطرفين قد تضعفها، كما أن إشراف الفصائل كافة على تنظيم الضابطة قد يعيد إنتاج الأزمات.
وتُعد السويداء، ذات الغالبية الدرزية، من المناطق الأقل توتراً نسبياً خلال الحرب السورية، لكنها شهدت تصاعداً في الاحتجاجات المطلبية خلال 2023، وما بعد سقوط النظام في 8 ديسمبر 2024، مع تدهور الخدمات وانتشار السلاح. وتأتي هذه الوثيقة في سياق محاولات الحكومة المؤقتة في دمشق وبعض الأطراف في السويداء التوافق على حلّ، بينما يرى مراقبون أن الدعم الروحي للشيخ الهجري والدعم الإداري للمحافظة يهدفان لاحتواء أي تحركات قد تثير مشاكل في المحافظة. ولم تصدر الحكومة السورية المؤقتة حتى اللحظة أي بيان مفصل حول الوثيقة، لكن مصادر مقرّبة من المحافظة أكدت لـ"العربي الجديد" أن "التفاهمات ستدخل حيز التنفيذ خلال أيام".