استمع إلى الملخص
- يؤكد الناشطون على ضرورة إسقاط المنظومة بالكامل والبدء بمرحلة عدالة انتقالية، مشيرين إلى استمرار الفساد في مؤسسات الدولة تحت ذريعة التسامح.
- بحث وزير الموارد المائية واقع المياه المتدهور في السويداء، ووعد بإصلاحات تشمل آبار المياه، لكن الأهالي يشكون من عدم تنفيذ الوعود، مما يفاقم أزمة المياه.
احتشد عشرات المتظاهرين، اليوم الأحد، أمام مديرية التربية في مدينة السويداء السورية، احتجاجاً على إعادة تدوير بعض الشخصيات المحسوبة على النظام السابق في المراكز الحساسة في دوائر الدولة، وفي مقدمتهم مديرة التربية. ونقل المحتجون مطالبهم إلى موفد إدارة المحافظة مصطفى البكور، مطالبين بإيقاف المكتب التنفيذي التابع للمحافظة عن العمل. ووعد البكور المحتجين بالعمل على تحقيق مطالبهم بعدم إعادة تدوير أي من الأسماء المعروفة في زمن النظام البائد، مؤكداً إيقاف عمل المكتب التنفيذي في المحافظة بقرار من الوزارة منذ أيام.
وقال المدرس هشام فخر، لـ"العربي الجديد": "ما زلنا نعاني في محافظة السويداء من التدخلات العائلية في بعض التعيينات، ومن ضمنها مديرة التربية وأحد نوابها، ونسعى جاهدين في حراك السويداء لمنع إعادة تدوير الشخصيات الحزبية والتابعة للسلطة البائدة، ونقف متفقين خلف ممثل الإدارة الموفد مصطفى البكور في جميع الأعمال والحلول التي يسعى لتسييرها في المحافظة". وأضاف: "إننا ندرك تماماً أن المحافظة منهكة وكانت مستباحة وتعاني من الفساد والإفساد في زمن النظام البائد، وتحتاج إلى الكثير من الإصلاح والتعمير والتغيير، ولهذا نقف نحن الحراك الشعبي منعاً لتدوير أي شخص من أتباع النظام السابق، وأملاً في إصلاح جميع المؤسسات الخدمية والإدارية".
واعتبر الناشط المدني ناظم سلوم، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه "بعد هروب رأس النظام بشار الأسد لم يسقط النظام، فتحتَ ذريعة التسامح وطيِّ صفحة الماضي عدنا لتدوير الفساد والفاسدين"، لافتاً إلى أن هذا الأمر "يحدث في كل مؤسسات الدولة. ففي مديرية التربية في محافظة السويداء جرى إغفال رؤية الحراك والتجمع المهني ومن ضمنه تجمع المعلمين. وفي اختيار غير مناسب لهذه المرحلة الحساسة في سورية، عُيِّنت شخصية غير متوافق عليها وغير مقبولة من الحراك، وعُيِّن نائب لها من الأشخاص الفاسدين، وجرى إقصاء أبناء الثورة". وأضاف: "على سبيل المثال، احتجّ أهالي شهبا على استمرار مديرة أحد المدارس كونها محسوبة على السلطة الساقطة، فكان الردّ من مديرية التربية بالرفض، بينما ردت مديرة المدرسة بالحشد العائلي ضمن مجتمع تركيبتُه الاجتماعية حساسة". وقال سلوم: "نحن في حراك السويداء نعتبر أن الثورة لم تنته بسقوط الأسد، فلا بدّ من سقوط المنظومة كاملة والبدء بمرحلة عدالة انتقالية تضمن حقوق الضحايا وتحاسب المجرمين والفاسدين".
بحث واقع المياه في السويداء
في هذه الأثناء، كان وزير الموارد المائية، أسامة أبو زيد يلتقي عدداً من رؤساء البلديات وإدارة مؤسسة المياه القديمة والجديدة في المحافظة، وبحث معهم واقع المياه في المحافظة والمشاكل العالقة منذ سنوات، معتبراً أن الواقع المائي في السويداء هو الأسوأ بين المحافظات. ووعد بحلول لهذا الواقع تبدأ بإصلاح 17 غاطس مياه خلال عشرة أيام من هذا التاريخ. في حين تحدث الوزير عن خطة لإعادة تأهيل أكثر من أربعين بئر مياه في المحافظة خلال الأشهر القليلة المقبلة بالتعاون مع منظمات أممية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، والصليب الأحمر.
وقال الناشط المدني عماد العشعوش، إن "جملة من الوعود بتحسين واقع المياه في محافظة السويداء بعد تعيين مدير جديد للمياه لم يلحظ تنفيذها بعد، إذ تعاني الآبار من أعطال كبيرة وسوء في الشبكات، ما يتسبب في ندرة المياه ويشكل أزمة كبيرة لدى الأهالي، وحتى اللحظة لم تبدأ أعمال الصيانة، ما أثار نقمة الأهالي الذين يعانون صعوبة في شراء صهاريج المياه بسبب تكلفتها المرتفعة، والتي لا تتناسب مع مدخولهم الشهري". وأضاف لـ"العربي الجديد": "نحن المواطنين شهدنا على عهد الفساد والتعيينات الأمنية في المؤسسة، ونحمِّل مؤسسة المياه المسؤولية الكاملة عن تأخّر أعمال الصيانة والمعاناة التي تشهدها المحافظة نتيجة أعمال السرقة والإهمال التي كانت تمارسها جميع الإدارات السابقة".