السويداء: إصابة عائلة من 5 أفراد بالرصاص مع استمرار التوتر الأمني

السويداء: إصابة عائلة من 5 أفراد برصاص مجهولين مع استمرار التوتر الأمني

22 مارس 2022
تكررت الصدامات بين قوات "الدفاع الوطني" وفصائل مسلحة محلية مختلفة الولاءات (فيسبوك)
+ الخط -

أُصيبت عائلة مؤلفة من خمسة أشخاص (أب وأم وثلاثة أطفال)، عصر اليوم الثلاثاء، بعضهم بحالة خطرة، إثر استهدافهم بالرصاص من قبل مسلحين مجهولين، قرب مدينة شهبا على طريق دمشق-السويداء، جنوبيّ سورية.

بدوره، قال الناشط ريان معروف، وهو مسؤول التحرير لدى موقع "السويداء 24"، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "الحادثة وقعت على طريق السويداء - دمشق"، مضيفاً أن "العائلة كانت تستقل سيارة من نوع مرسيدس، ورب الأسرة يدعى راجي جرماني، ويعمل سائق شاحنات ثقيلة، واعترضهم مسلحون ملثمون لا تزال هويتهم مجهولة حتى الآن كانوا يستقلون سيارة من نوع فان".
 

وأشار معروف إلى أن "المسلحين أنزلوا العائلة من السيارة وأطلقوا عليهم الرصاص ولاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة"، وإلى أن "الطفل أدهم الجرماني البالغ من العمر 11 عاماً، وهو نجل راجي الجرماني، وضعه خطر جداً، وهو داخل العناية المشددة، ولا يزال جميع أفراد الأسرة يتلقون الإسعافات داخل المستشفى".

ويعتقد معروف أن "هناك خلافات بين هذه الجهة المُسلحة والسيد راجي الجرماني"، موضحاً أن "حتى الآن لا يوجد أي معلومات عن الجهة التي استهدفت العائلة".

وتابع معروف: "الوضع الأمني متدهور في محافظة السويداء منذ سنوات، وهناك حالات خطف، وهو في سياق الوضع السوري العام الذي تعيشه البلاد، وهناك جملة من العوامل، منها ضعف السلطة الأمنية، وتراخي السلطة القضائية، وانتشار السلاح العشوائي، والمشاكل التي نتجت من الحرب، بالإضافة إلى سوء الأحوال الاقتصادية والمعيشية، وجميع هذه العوامل كانت مؤدية إلى تدهور الوضع الأمني".

وأكد معروف أنه "منذ أواخر العام الفائت برز مشهد جديد من الحوادث الأمنية المستمرة حتى اليوم. عُيِّن محافظ جديد لمحافظة السويداء، هو نمير مخلوف، وعقب تعيينه اتخذ بعض الإجراءات وكان يحاول تفعيل دور الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية مثل قوات حفظ النظام والأمن السياسي وأمن الدولة والشرطة"، مشيراً إلى أن "هذه الأجهزة اصطدمت عدة مرات بمجموعات محلية تابعة لشعبة المخابرات العسكرية، وحصلت أواخر العام الماضي اشتباكات بين أجهزة الشرطة والمجموعات المحلية التابعة للمخابرات العسكرية، وأدت إلى مقتل متزعم إحدى المجموعات ومقتل عنصر يعمل لدى الأمن السياسي".

وأوضح معروف أن "هذه الأحداث استمرت منذ شهر تقريباً، وبعد إرسال النظام السوري تعزيزات كبيرة إلى محافظة السويداء على خلفية الاحتجاجات الأخيرة"، مضيفاً أن "التعزيزات التي أرسلها النظام نفى أنها من أجل الاحتجاجات، وهي كانت فعلياً تلويح بالقوة، وهذه التعزيزات لا تزال حتى اليوم موجودة في محافظة السويداء".

وأشار معروف إلى أن "هذه التعزيزات بدأت تنتشر منذ الأسبوع الماضي بعد اجتماع اللجنة الأمنية، وتتخذ بعض الإجراءات التي ليست مألوفة في السويداء، مثل تدقيق الهويات الشخصية على المارة في الطرقات، ومحاولة اعتقال بعض المطلوبين، إلى ما هنالك من إجراءات أمنية، وهذه الإجراءات الأمنية نتيجة حصول استفزازات من بعض العناصر التي انتشرت، أدت إلى تجدد المواجهات بين مجموعات محلية، بعضها محسوب على المخابرات العسكرية والأجهزة الأمنية".

ولفت المتحدث إلى أن "مليشيا الدفاع الوطني مؤازرة للحملة الأمنية في محافظة السويداء، لذلك كانت هناك صدامات بين الدفاع الوطني وجماعات محلية مسلحة، منها مستقلة لا تتبع لأحد، ومنها مجموعات تابعة للمخابرات العسكرية، وهذا أدى إلى صدامات كبيرة في الآونة الأخيرة واعتراض قوات الفهد قائد مليشيا الدفاع الوطني في السويداء وضربه ضرباً مبرحاً والاشتباك الأخير قبل يومين مع عناصر الأمن السياسي، وليس صحيحاً أنهم حاولوا اغتيال قائد قوات الفهد، إنما كانوا موجودين في المنطقة بمحض صدفة".

و"قوات الفهد" فصيل محلي معظم أفراده من بلدة قنوات الواقعة شماليّ مدينة السويداء، وبعض عناصره منشقون عن حركة رجال الكرامة، ويتهم الفصيل بأنه كان على علاقة مع شعبة المخابرات العسكرية، لكن الفصيل بات يروج أخيراً أن علاقته مع شعبة المخابرات انقطعت، في حين أن الفصيل لا يتجاوز عدد أفراده الـ 50 شخصاً، وهو من الفصائل المتهمة بانتهاكات وعمليات خطف على غرار باقي الفصائل.