السودان: 57 قتيلاً بهجمات لقوات الدعم السريع على الفاشر ومخيّم زمزم

12 ابريل 2025
آثار قصف على مدينة الفاشر، السودان 27 يوليو 2024 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت مدينة الفاشر ومخيّم زمزم هجمات عنيفة من قوات الدعم السريع، مما أدى إلى مقتل 57 شخصاً وإصابة المئات، واستهدفت الهجمات المدنيين والمرافق الصحية، مما زاد من معاناة النازحين.
- نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن الهجمات، متهمة الجيش السوداني بفبركة المشاهد، بينما أعربت منظمات الإغاثة ووزارة الخارجية السودانية عن قلقها من تدهور الوضع الإنساني.
- حذرت الأمم المتحدة من العواقب الكارثية على المدنيين مع دخول النزاع عامه الثالث، وسط اتهامات متبادلة بين الخرطوم والإمارات بدعم الأطراف المتنازعة.

قُتل 57 شخصاً في هجمات لقوات الدعم السريع الجمعة على مدينة الفاشر ومخيّم زمزم للنازحين قربها، وهي آخر عاصمة ولاية يسيطر عليها الجيش في إقليم دارفور تجري فيها معارك ضارية، بحسب ما أعلنت تنسيقية لجان المقاومة، فيما أبدت الخارجية السودانية ومنظمات إغاثية مخاوفها من أنّ المئات قُتلوا أو أصيبوا في مخيّم زمزم.

مخاوف من مقتل المئات في مخيّم زمزم

وقالت التنسيقية في بيان إن الهجوم الأول الذي شنّ تحت غطاء نيران كثيفة "استهدف صباح اليوم معسكر زمزم للنازحين من محورين، الجنوبي والشرقي"، وأضافت أنه "تم التصدي للهجوم... المعلومات التي وصلتنا الآن تفيد بأن هنالك 25 مواطناً استشهدوا اليوم، من بينهم أطفال وكبار ونساء، وعدد من الجرحى والمصابين". ووصف شهود عيان مشاهد توغل مركبات قتالية إلى المخيم تحت غطاء نيران كثيفة، وبحسب التنسيقية "جرى التصدي للهجوم ولا توجد معلومات مؤكدة حجم الأضرار مع انقطاع شبكات الإنترنت وتوقفها لدواعٍ أمنية".

من جهتها، قالت وزارة الخارجية السودانية ومنظمات إغاثة، اليوم السبت، إن مئات أصيبوا وقتلوا في هجوم مدمّر شنته قوات الدعم السريع شبه العسكرية على مخيّم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر، وقالت كليمنتاين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، في بيان إن مئة مدنيّ على الأقل قُتلوا في مخيّم أبو شوك ومخيّم زمزم اللذين يستضيفان أكثر من 700 ألف نازح، وأصبح العديد منهم الآن محاصرين بلا مأوى آمن.

وأفادت منظمة ريليف إنترناشونال، وهي آخر منظمة تقدم خدمات أساسية في مخيّم زمزم، بأن المركز الطبي التابع لها تعرض للهجوم وقُتل تسعة من الموظفين، منهم أطباء وسائقون، وذكرت في بيان "كان هذا هجوماً يستهدف الفئات الأكثر ضعفاً، كبار السن والنساء والأطفال، وشمل الهجوم أيضاً عيادتنا وهي آخر مصدر متبقٍ للرعاية الصحية في زمزم".

كذلك، هاجمت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر نفسها من جهة الشرق والشمال الشرقي "بقصف مدفعي عيار 120 وقناصات"، إضافة إلى إطلاقها "سرباً من المسيّرات الانتحارية"، ما أدى إلى مقتل 32 مدنياً بينهم أربع نساء وعشرة أطفال، بحسب تنسيقية لجان المقاومة. وتأتي هذه الهجمات غداة قصف قوات الدعم السريع مخيم أبو شوك، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 15 مدنياً وإصابة 25 آخرين، وفق مسعفين. وتكثّف قوات الدعم السريع جهودها للسيطرة على كامل إقليم دارفور في غرب البلاد منذ خسرت مواقعها في العاصمة الخرطوم في مارس/آذار.

ونفت قوات الدعم السريع الادعاءات بوقوع مجازر في مخيّم زمزم ووصفتها بأنها ملفّقة، قائلة إنّ مقطع فيديو نشر مؤخراً يصوّر معاناة المدنيين مفبرك من الجيش السوداني، وفي بيان صدر، اليوم السبت، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بتنظيم حملة إعلامية باستخدام ممثلين وفبركة مشاهد داخل المخيّم لتجريمهم زوراً، ونفت مسؤوليتها عن أي هجمات على المدنيين وأكدت التزامها بالقانون الإنساني الدولي، وانتقدت ما وصفته بحملة دعائية تهدف إلى تشويه سمعتها وصرف الانتباه عن الجرائم الحقيقية المرتكبة ضدّ الشعب السوداني.

"صراع عنيف عبثي"

في جنيف، أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة أنه يخشى عواقب كارثية على المدنيين مع دخول النزاع عامه الثالث. وقال: "يجب أن يكون الصراع العنيف العبثي المستمر منذ عامين بمثابة تحذير للأطراف بضرورة إلقاء السلاح وللمجتمع الدولي بالتحرك". وتابع تورك: "على السودان ألا يستمر في هذا النهج المدمر".

وتعاني المخيمات المكتظة في ضواحي مدينة الفاشر، كمخيم زمزم، كثيراً منذ بداية الحرب. ويعتبر مخيم زمزم إلى جانب أبو شوك والسلام، أحد المخيمات الثلاثة الكبيرة في ضواحي الفاشر. وتفشت المجاعة في المخيمات ويتوقع أن تمتد إلى خمس مناطق أخرى في شمال دارفور، من بينها العاصمة الفاشر، وفق ما أكد تقييم تدعمه الأمم المتحدة. وصارت ثالث أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة مقسّمة عملياً، إذ يسيطر الجيش على مساحات واسعة في شرق البلاد وشمالها، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على القسم الأكبر من دارفور غرباً وأجزاء من جنوب السودان.

وتقوم تنسيقيات لجان المقاومة المؤيدة للديمقراطية بتنسيق المساعدات في السودان منذ نشوب الحرب في 15 إبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

الدعم السريع يواجه اتهامات بالعنف الجنسي

أدى النزاع إلى مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون سوداني والتسبب بأسوأ أزمة إنسانية حديثة، وفق الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. ويواجه كل من الجيش وقوات الدعم السريع اتهامات بارتكاب جرائم حرب. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو مليوني شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد في السودان، وأن 320 ألفاً يواجهون المجاعة. كذلك، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس من أن ثلثي السودانيين الذين يعيشون في مناطق الحرب أصبحوا محرومي الرعاية الطبية بسبب إغلاق غالبية المرافق الصحية. وندّدت منظمة العفو الدولية الخميس، في تقرير، بالمعاناة التي يتعرض لها المدنيون، بما في ذلك استخدام قوات الدعم السريع بشكل واسع النطاق للعنف الجنسي الذي وصل في حالات إلى استعباد الجنسي.

واتهم السودان الإمارات العربية المتحدة أمام محكمة العدل الدولية الخميس بأنها كانت "القوة الدافعة" وراء ما تصفه الخرطوم بأنه "إبادة جماعية" في دارفور، من خلال الدعم الذي يشتبه في أنها قدمته لقوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه أبوظبي.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون