استمع إلى الملخص
- التعاون المصري السوداني: جرت مباحثات بين عبد العاطي ونظيره السوداني لتعزيز العلاقات الثنائية، مع التركيز على قضايا المياه والهجرة والتعليم، وتأكيد دعم مصر لسيادة السودان ووحدة أراضيه.
- الوضع الميداني في السودان: تستمر المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق، مع سيطرة الجيش على مواقع استراتيجية وتصاعد القتال في الخرطوم وولايات أخرى، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.
وصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بورتسودان، عاصمة السودان المؤقتة، اليوم الثلاثاء، في زيارة غير معلنة هي الأولى له منذ تعيينه في منصبه.
وعقب لقاء له مع رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، قال عبد العاطي في تصريحات صحافية، إن بلاده حريصة على استعادة السودان عضويته ونشاطه في الاتحاد الأفريقي، مؤكداً استعداد بلاده "لبذل كل ما في وسعها من أجل استئناف السودان نشاطه داخل الاتحاد في أقرب وقت ممكن". وكان الاتحاد الأفريقي، قد جمد عضوية السودان في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عقب انقلاب عسكري لقائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان على الحكومة المدنية التي شكلت عقب ثورة 2019 برئاسة عبد الله حمدوك.
وأضاف الوزير المصري أن "هناك تشاوراً مستمراً بين البلدين بشأن قضية المياه باعتبارها قضية وجودية لمصر والسودان خاصة أنهما دولتا المصب، ولا بد من النظر بعين الاعتبار لشواغلهما". وطبقاً لبيان لوزارة الخارجية السودانية، عقد عبد العاطي جلسة مباحثات رسمية مع نظيره السوداني علي يوسف الشريف، جدد فيها الوزير المصري "موقف بلاده الداعم لسلامة السودان وسيادته ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية"، مؤكداً أن "الشعب المصري يشاطر الشعب السوداني الشقيق في محنته وسيكون سنداً له حتى يتجاوزھا بسلام".
وأوضح البيان أن الجانبين ناقشا كذلك "جميع أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين"، واتفقا على تفعيل آليات التعاون السياسية والاقتصادية والقنصلية، "لزيادة تمتين العلاقات الاستراتيجية بينهما وإحكام التنسيق بين القيادتين في القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي". كما ناقش الجانبان، "سبل تذليل المعوقات التي تواجه السودانيين المقيمين في مصر مؤقتاً بسبب الحرب، خاصة في الجوانب المتعلقة بالهجرة والتعليم، واتفقا على وضع المعالجات العملية والناجعة لتلك القضايا في ضوء العلاقات الأزلية بين الشعبين"، وفقاً لما جاء في البيان.
ميدانياً، تواصلت المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أكثر من محور. وسيطر الجيش بالكامل على منطقة مصنع سكر سنار بولاية سنار جنوب شرق البلاد. وفي الخرطوم واصل الجيش قصفه تجمعات الدعم السريع وسط تبادل للقصف المدفعي بمناطق الخرطوم بحري.
وتشهد منطقة ود الحداد على حدود ولاية الجزيرة قتالاً عنيفاً تُستخدم فيه الأسلحة الخفيفة والثقيلة، بمثل ما تشهده منطقة أم روابة بولاية شمال كردفان، حيث أغار الجيش على المدينة الواقعة تحت سيطرة الدعم، وسط أنباء عن سقوط مدنيين نتيجة القصف. وفي مدينة الفاشر، أسخن مناطق القتال، غرب البلاد، تبادل كل من الجيش وقوات الدعم السريع، الاتهامات بشأن القصف المدفعي الذي طاول معسكرين للنازحين هما زمزم وأبو شوك، وأدى لمقتل عدد من الأشخاص، في حين تتواصل المعارك بالمدينة التي يحاول الدعم السريع لأكثر من عشرة أشهر الاستيلاء عليها.