السودان: لجان المقاومة تتبرأ من الاجتماع بحمدوك وتتهمه بشق الصف

السودان: لجان المقاومة تتبرأ من الاجتماع بحمدوك وتتهمه بشق الصف

29 نوفمبر 2021
تحدّث مكتب حمدوك عن اجتماع بينه وبين عدد من لجان المقاومة (محمود حجاج/الأناضول)
+ الخط -

تبرّأت لجان من المقاومة السودانية، اليوم الاثنين، من لقاء تقول إنه مزعوم تم بينها وبين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، نافية بشدة علاقتها باللقاء الذي عدّته محاولة من سلطات الانقلاب العسكري لشق الصف.

ونشر مكتب رئيس الوزراء، أمس الأحد، خبراً عن اجتماع بينه وبين عدد من لجان المقاومة في العاصمة والولايات، شرح فيه حمدوك أسباب إقدامه على التوقيع على اتفاقه مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ورؤيته للمرحلة المقبلة، من دون أن يكشف الخبر عن أسماء أعضاء لجان المقاومة الذين شاركوا في اللقاء أو صورهم.

وتصدرت لجان المقاومة السودانية، أخيراً، الحراك الثوري ضد الانقلاب العسكري لقائد الجيش في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ورفعت شعارات "لا تفاوض، لا مساومة، لا شرعية مع الانقلاب"، كما أنها رفضت الاتفاق السياسي بين البرهان وحمدوك، وتعهدت بمواصلة التصعيد لهزيمة الانقلاب.

وذكرت لجنة مقاومة الخرطوم وسط، في بيان لها، أن ما جاء في اللقاء هو استمرار لسياسة التدليس التي ظلت تمارسها السلطة الانقلابية طيلة الفترة الماضية، وأن ما تمخض عن الاجتماع فيه الكثير من العبث ومحاولة يائسة لإضفاء شرعية مفقودة للسلطة الانقلابية المتهالكة، التي قاربت على السقوط.

وأكد البيان أن لجان المقاومة في الخرطوم وسط لم تشارك في الاجتماع العبثي بين بعض السواقط من فلول النظام المقبور ورئيس مجلس الوزراء الانقلابي، مجددة موقفها الثابت من السلطة الانقلابية، وهو "لا شراكة، لا تفاوض، ولا مساومة".

كما أعادت لجان الخرطوم جنوب التأكيدات ذاتها، وأوضحت في بيان لها، أنها رفضت الاجتماع مع حمدوك من قبل، ودعت السودانيين إلى المشاركة في مليونية 30 نوفمبر/تشرين الثاني، غداً الثلاثاء، ضمن جداول إسقاط الانقلاب. كما صدرت بيانات مماثلة من تنسيقيات لجان مقاومة أم درمان وبحري ومدني، مطالبة طاقم حمدوك الإعلامي بالإفصاح عن اللجان المزعومة التي ادّعى أنها التقت برئيس وزراء الانقلاب.

وزير في حكومة حمدوك يتحدث عن اعتقاله

وفي أول تصريح له منذ إطلاق سراحه، قال وزير شؤون مجلس الوزراء السابق في حكومة عبد الله حمدوك، خالد عمر يوسف، إن "خروجهم من السجن جاء بفضل شعب مذهل لم ولن يرضى أن ينكسر أو يتسلط عليه مستبد، وأنهم خرجوا أكثر إيماناً ويقيناً بالتحول المدني الديمقراطي، ولن تحول دونه دبابة انقلابي أو اتفاقات إذعان تشرعن الاستبداد".

وأوضح عبر صفحته في "فيسبوك"، أنه تعرض للاعتداء داخل منزله لحظة اعتقاله في اليوم الأول من الانقلاب، قبل وضعه في حبس انفرادي في زنزانة فيها فتحة صغيرة في الباب هي صلته بالعالم الخارجي.

وأضاف: "رغم كل غيوم الظلم والظلام التي تظلل وطننا في هذه الفترة، إلا أن قوة وحيوية وبسالة الحركة الجماهيرية لا تترك في النفس إلا التفاؤل والثقة بأن القادم أفضل.. نصر شعبنا صبر ساعة وهو قريب.. سنصل إلى مرافئ المدنية الحقيقية مهما حالت دونها الصعاب، سنستعيد مسار الانتقال المدني الديمقراطي ونكمل مهام ثورة ديسمبر المجيدة كاملة غير منقوصة"، مؤكداً أن ذلك هو الطريق، ولن نحيد عنه أو نتراجع عنه.

سلطات الانقلاب تفرج عن محمد الفكي سليمان

إلى ذلك، أطلقت سلطات الانقلاب في السودان، اليوم الإثنين، سراح عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق محمد الفكي سليمان، بعد مرور أكثر من شهر على الانقلاب.

وطبقاً لأسرته، فإن سليمان وصل إلى منزل الأسرة بضاحية الصحافة، جنوب الخرطوم، قبل قليل.

ويُعدّ محمد الفكي سليمان، الناطق الرسمي باسم مجلس السيادة قبل قرار حلّه بواسطة الانقلاب، أحد أبرز الأعضاء مواجهة للمكون العسكري، وأعلن في أكثر من مرة رفضه للوصاية التي يفرضها العسكر على السلطة الانتقالية، وهو الوحيد من بين أعضاء مجلس السيادة الذي أبقي عليه في المعتقل طوال تلك الفترة.

ومن المنتظر أن يخاطب سليمان حشداً لأنصار حزبه التجمع الاتحادي بالخرطوم.

إلى ذلك، ذكرت مصادر أخرى أن كلّاً من وزير الصناعة في حكومة حمدوك إبراهيم الشيخ، وعضو لجنة إزالة التمكين وجدي صالح، ومجموعة أخرى من المعتقلين، تم تحويلهم اليوم إلى سجن كوبر القومي بعد تدوين بلاغات ضدهم لدى نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة.

حزب "المؤتمر" يقطع الطريق أمام أي تصالح مع الانقلاب العسكري

في غضون ذلك، قطع حزب "المؤتمر السوداني"، الطريق أمام أي تصالح مع الانقلاب العسكري، والعمل مع الشعب السوداني لإسقاطه وتشييعه إلى مثواه الأخير.

وذكر رئيس الحزب عمر الدقير في مؤتمر صحافي، هو الأول من نوعه منذ وقوع انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اليوم الإثنين، أن الحزب وتحالف قوى "إعلان الحرية والتغيير" غير معنيين بالاتفاق السياسي بين قائد الانقلاب وحمدوك، "وهو اتفاق باطل"، مشيراً إلى أن حمدوك وضع نفسه في المعسكر الانقلابي بعدما خانته حصافته السياسية بتوقيعه على الاتفاق، في وقت كان فيه الشهداء يتساقطون، كما أن الاتفاق ورغم نصه على إطلاق سراح المعتقلين، إلا أن هناك عددا منهم لا يزال رهن الاعتقال.

ودعا الدقير، جماهير الشعب السوداني، إلى مواصلة التصعيد ضد الانقلاب، والخروج في مليونية الغد لإسقاط الانقلاب ورميه في مزبلة التاريخ، واستئناف التحول الديمقراطي المدني.