استمع إلى الملخص
- دعت الإمارات إلى هدنة إنسانية في السودان خلال شهر رمضان لتسهيل وصول المساعدات، وأعلنت عن تقديم 200 مليون دولار إضافية، ليصل إجمالي المساعدات إلى 600.4 مليون دولار.
- أدانت الحكومة السودانية الهجمات على مخيمات النازحين وطالبت بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين.
قال سكان وعاملون في القطاع الطبي إن قوات الدعم السريع السودانية هاجمت مخيم زمزم للنازحين الذي يعاني المجاعة، في وقت تحاول فيه القوات شبه العسكرية إحكام قبضتها على معقلها في دارفور مع تكبدها خسائر أمام الجيش في العاصمة الخرطوم. وأدى أحدث قتال إلى ترسيخ خطوط المواجهة بين الطرفين المتناحرين في صراع يهدد بتقسيم السودان بعد أن دفع نصف السكان إلى هاوية الجوع وشرّد أكثر من 20 % منهم منذ إبريل/ نيسان 2023.
وذكر ثلاثة أشخاص في مخيم زمزم أن قوات الدعم السريع شنت هذا الأسبوع هجمات متعددة على سكان المخيم في إطار محاولتها تعزيز سيطرتها على أراضيها. وأكدت منظمة أطباء بلا حدود مقتل سبعة أشخاص نتيجة للعنف، بينما يقول السكان إن العشرات ربما يكونون قد لاقوا حتفهم. وقالت المنظمة إن المسعفين غير قادرين على إجراء عمليات جراحية داخل زمزم، كما أصبح السفر مستحيلاً إلى المستشفى السعودي في الفاشر، وهو هدف متكرر لقوات الدعم السريع.
وتحققت "رويترز" من مقطع فيديو يظهر أفراداً من قوات الدعم السريع داخل مخيم زمزم في وقت سابق هذا الأسبوع وهم يدوسون على راية للطرف الثاني من الصراع مع تعرض مبنى للاحتراق في الخلفية.
الأمم المتحدة منزعجة من تصاعد القتال في مخيم زمزم
من جهتها، أعربت الأمم المتحدة عن "انزعاجها الشديد" من تصاعد القتال في مخيم زمزم للنازحين وفي محيطه، وسط تزايد الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع. ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أشارت التقارير - بما في ذلك صور الأقمار الصناعية - إلى استخدام الأسلحة الثقيلة في المعارك، فضلاً عن تدمير منطقة السوق الرئيسية. كما أفادت المنظمات غير الحكومية الدولية في المخيم بوقوع خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين "مع وجود أفراد من العاملين في المجال الإنساني بين القتلى".
وفي مؤتمر صحافي عقده في نيويورك، اليوم الجمعة، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "يُقدر أن مخيم زمزم يستضيف مئات الآلاف من النازحين، وهو أيضاً من بين المواقع في السودان التي تم تحديد ظروف المجاعة فيها، مما يجعل التقارير عن تدمير منطقة السوق بالمخيم مثيرة للقلق بشكل خاص. في الواقع، إنها واحدة من تلك المناسبات التي يبدو أننا نفقد فيها الكلمات الملائمة لوصف هول الموقف".
وقال دوجاريك إن برنامج الأغذية العالمي وشركاءه يعملون على تقديم المساعدات الغذائية والتغذوية الحيوية لـ300 ألف نازح في مخيم زمزم وما حوله، مضيفاً أن هذه الجولة الأخيرة من العنف "تعرض الأسر وعمليات الإغاثة الحيوية لمزيد من المخاطر". وأضاف: "نطالب أطراف الصراع بالتقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني. يُحظر شن الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية. يجب على جميع الأطراف اتخاذ خطوات لحماية المدنيين من الأذى، ويجب السماح لأولئك الذين يسعون إلى مغادرة المنطقة طواعية بالقيام بذلك بطريقة آمنة وكريمة".
وأول من أمس الأربعاء، اتهم وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، خالد الإعيسر، قوات الدعم السريع بتصعيد استهدافها لمخيمات النازحين في دارفور، غربي البلاد. وقال الإعسير، في بيان صحافي، إن "مليشيا الدعم السريع تستمر في ممارسات انتهاكاتها ضد المدنيين العزل، وصعَّدت هجماتها ضد معسكرات النازحين في دارفور، بما في ذلك معسكر زمزم للنازحين، وهو واحد من أكبر معسكرات النزوح في ولاية شمال دارفور"، مبيناً أن حكومة السودان تدين بشدة "الحوادث المأساوية المتكررة" التي يتعرض لها معسكر زمزم، والسكان المدنيون في مدينة الفاشر، ومواقع أخرى من حرق وتدمير للممتلكات، التي أسفرت عن "معاناة جديدة تضاف إلى معاناة المدنيين الأبرياء الذين هم في أمس الحاجة إلى الحماية والمساعدة".
الإمارات تدعو لهدنة إنسانية في السودان
وفي سياق المواقف، دعت الإمارات، اليوم الجمعة، الأطراف المتحاربة في السودان إلى احترام قدسية شهر رمضان المبارك الذي يحل مطلع مارس/ آذار المقبل، من خلال تنفيذ هدنة إنسانية لضمان الوصول الآمن والعاجل ومن دون أي عوائق للمساعدات الإنسانية.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي شخبوط بن نهيان خلال "المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان" الذي عُقد اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إن المؤتمر عقدته الإمارات مع اقتراب شهر رمضان المبارك، بالتعاون مع حكومة إثيوبيا والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد).
وأضاف أن المؤتمر "جمع الدول والمنظمات الدولية لتجديد الالتزامات في إطار الجهود المشتركة للحد من معاناة الشعب السوداني الشقيق باعتباره أول مؤتمر للسودان يُعقد هذا العام". وأردف الوزير الإماراتي أن "هذا المؤتمر الهام سيعمل على تحديد المسار للمؤتمرات المستقبلية المقررة لمساعدة الشعب السوداني، وتواصل دولة الإمارات تعاونها مع الشركاء الإقليميين والدوليين، خاصة مع شركائها في أفريقيا، لتقديم المساعدات بكافة الوسائل المتاحة".
ودعا "الأطراف (السودانية) المتحاربة إلى احترام قدسية شهر رمضان المبارك من خلال تنفيذ هدنة إنسانية لضمان الوصول الآمن والعاجل ودون أية عوائق للمساعدات الإنسانية الأساسية لأولئك الأكثر احتياجاً، خاصة الأطفال وكبار السن والنساء". وأشار إلى أن الإمارات "قدّمت (خلال المؤتمر) 200 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية ليصل إجمالي المساعدات (للسودان) إلى 600.4 مليون دولار منذ اندلاع الصراع". وتابع أن "دولة الإمارات قدمت 3.5 مليارات دولار من المساعدات للشعب السوداني، على مدى العقد الماضي، مما يؤكد جهودها الراسخة في دعم من هم بأمسّ الحاجة في أوقات الأزمات".
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)