السودان: تحطم طائرة عسكرية في أم درمان وتجدد المعارك وسط الخرطوم

26 فبراير 2025
تحطم طائرة للجيش السوداني في أم درمان، 25 فبراير 2025 (لقطة شاشة/إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعدت المعارك في الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث استهدف الجيش القصر الجمهوري، واشتدت الاشتباكات في مناطق مثل السوق العربي وحي بري، مع استهداف الطيران الحربي لتحركات الدعم السريع في الفاشر.
- تحطمت طائرة عسكرية سودانية من طراز "أنتونوف" بعد إقلاعها من مطار وادي سيدنا، مما أدى إلى وفاة 46 شخصاً، بينهم اللواء بحر أحمد بحر، المعروف بمعارضته لقائد قوات الدعم السريع.
- أعلنت قوات الدعم السريع عن إسقاط طائرة إليوشن تابعة للجيش في نيالا، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في السودان.

استأنف الجيش في السودان معاركه ضد قوات الدعم السريع في وسط الخرطوم، في وقت خسر عدداً من عناصره جراء تحطّم طائرة عسكرية تابعة له من طراز أنتونوف، روسية الصنع، بعد دقائق من إقلاعها من مطار وادي سيدنا العسكري غربي مدينة أم درمان، الجزء الآخر من العاصمة الخرطوم، مساء أمس الثلاثاء.

وسُمعت أصوات دوي قصف مدفعي وانفجارات من صوب وسط مدينة الخرطوم، حيث يقع القصر الجمهوري الذي تسيطر عليه "الدعم السريع" منذ اندلاع الحرب منتصف إبريل/ نيسان 2023، مع تصاعد أعمدة الدخان في المدينة. وتتقدم منذ أيام قوات سلاح المدرعات من جنوبي الخرطوم نحو الوسط والشرق نحو القصر الجمهوري، واشتبكت اليوم مع قوات الدعم السريع التي تحاول حماية وجودها في القصر الجمهوري، وذلك بعد أن وصلت قوات المدرعات الى منطقة السوق العربي، أقرب نقطة للقصر الجمهوري من الاتجاه الغربي، فيما اشتبكت قوات أخرى من الجيش مع مجموعات للدعم السريع في حي بري في الخرطوم الذي يقع شرقي القيادة العامة للجيش.

وفي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، أعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش في تصريح اليوم الأربعاء، أن الطيران الحربي استهدف تحركات الدعم السريع شرقي وشمال شرقي المدينة وجنوبها مساء أمس الثلاثاء، ودمّر عدداً من المركبات القتالية. وفي اتجاه آخر أعلنت قيادة الفرقة 19 مشاة التابعة للجيش السوداني في مدينة مروي بالولاية الشمالية، عن هجوم شنته الدعم السريع بطائرات مسيّرة في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء.

وقالت الفرقة في تصريح صحافي، إن المضادات الأرضية تصدت لعدد من المسيّرات كانت متوجهة نحو مطار مروي، وأضافت: "نطمئن جميع المواطنين بالولاية الشمالية وبمحلية مروي أن قواتكم المسلحة في كامل الاستعداد والتأهب التام للتعامل مع أي طارئ أو أي أجسام غريبة في سماء محلية مروي والولاية الشمالية عامة".

إلى ذلك، وفي حادث تحطم الطائرة العسكرية، قال الجيش السوداني في تصريح صحافي عقب الحادث، إن إحدى طائراته تحطمت أثناء إقلاعها من مطار وادي سيدنا ليلاً، وسقطت في الحارة السكنية 75، وقُتل جراء ذلك عدد من العسكريين والمدنيين، ووقع مصابون جرى إسعافهم إلى المستشفى، مشيراً إلى أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق بموقع تحطم الطائرة من دون كشف تفاصيل أكثر.

وكان على متن الطائرة عدد من العسكريين برتب مختلفة، أبرزهم قائد العمليات العسكرية في مدينة بحري اللواء بحر أحمد بحر. من جانبه، قال مكتب الإعلام في حكومة العاصمة الخرطوم، إن الطائرة من طراز أنتونوف، سقطت في الحارة 75 بمنطقة الثورة السكنية بعد دقائق من إقلاعها من قاعدة وادي سيدنا، وتضرر عدد من المنازل جراء ذلك، لافتاً إلى أنّ عدد قتلى الحادث بلغ 46 شخصاً، في الوقت الذي وصل فيه عدد الجرحى إلى 10.

ولم يكشف الجيش السوداني من جانبه عن أي تفاصيل حول الحادث، لكن ضباطاً وجنوداً نشروا أسماء بعض زملائهم القتلى على مواقع التواصل الاجتماعي بينهم: اللواء بحر أحمد بحر، العقيد ركن مدثر، المقدم عوض أيوب، الرائد أيمن الخطيب، الرائد شمس الدين، الرائد كمال سيد، النقيب منجد أحمد، ملازم أول حسن بدر الدين، الجندي ناصر مختار.

ويُعتبر اللواء بحر أحمد بحر الذي قُتل في الحادث، أحد أبرز ضباط الجيش السوداني المعارضين لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إذ كان يرفض تغوله على عمل الجيش، ووجود قواته حول المقار العسكرية في الخرطوم، كما ظهر اسمه ضمن الضباط المتهمين بمحاولة انقلاب مزعومة في 11 يوليو/ تموز 2019، بقيادة رئيس هيئة أركان الجيش السابق الفريق أول هاشم عبد المطلب. وتم خلال تلك المحاولة الحكم عليه مع ضباط آخرين، بالسجن 5 سنوات، وخفض رتبهم العسكرية، ثم الطرد من الخدمة، لكن بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع في 15 إبريل/ نيسان 2023، عاد إلى الخدمة وقاد العمليات العسكرية في مدينة الخرطوم بحري، الضلع الآخر للعاصمة الخرطوم.

وجاء الحادث بعد يوم من إعلان قوات الدعم السريع الاثنين الماضي، أنها تمكنت من إسقاط طائرة من طراز إليوشن، روسية الصنع، تابعة للجيش في الساعة الرابعة والنصف صباحاً، في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، لكن الجيش السوداني لم يصدر أي تعليق حول الأمر، إلا أن عسكريين قالوا على موقع فيسبوك إن الطائرة كان على متنها اللواء أبو القاسم علي، وهو أيضاً أحد الضباط المتهمين في المحاولة الانقلابية في يوليو 2019، إذ اكتفت المحكمة العسكرية حينها بالحكم عليه بالسجن عامين والطرد من الخدمة، وعاد إلى العمل بعد اندلاع الحرب مع مليشيا "الدعم السريع".

المساهمون