السودان: الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين

الشرطة السودانية تطلق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين قرب القصر الجمهوري

06 ديسمبر 2021
مسيرات شعبية متواصلة منذ انقلاب البرهان (فرانس برس)
+ الخط -

أطلقت الشرطة السودانية، اليوم الإثنين، الغاز المسيل للدموع على متظاهرين قرب القصر الجمهوري في وسط العاصمة الخرطوم، يطالبون بعودة الحكومة المدنية.

وخرج السودانيون، اليوم الاثنين، إلى الشوارع في مليونية ثامنة، ضمن حراكهم الثوري المناهض الانقلابَ العسكريَ، والرافض للتسويةَ السياسيةَ معه.

وتجمع مئات السودانيين في مناطق عدة بالخرطوم، وأغلقوا الطرق والشوارع الرئيسة، وأحرقوا إطارات السيارات القديمة ورددوا شعارات مناوئة لقادة الانقلاب العسكري.

وطالب المشاركون في التظاهرات بتسليم السلطة لحكومة مدنية، في حين انتشرت قوات الشرطة بكثافة وسط الخرطوم، وأغلقت بعض الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي.

وانطلقت التظاهرات، بحسب وكالة "الأناضول"، في مناطق الديم والشجرة وشارع الستين والثورة في أم درمان والخرطوم بحري. 

وحمل المتظاهرون في منطقة الخرطوم بحري شعارات مثل "سنظل شامخين كأرواح الشهداء وفي السماء كالمتاريس"، و"موكب 6 ديسمبر"، و"ضد الرصاص.. والانتكاس".

وفي مدينة نيالا، مركز ولاية جنوب دارفور، حمل المحتجون لافتة كتب عليها "موكب مقاومة نيالا.. موكب 6 ديسمبر لدعم التحول الديمقراطي".

كما حمل المحتجون في مدينة الضعين، مركز ولاية شرق دارفور (غرب)، شعار "السلطة سلطة شعب".

وفي مدينة مايرنو بولاية سنار، هتف المحتجون "السلطة سلطة شعب.. والعسكر للثكنات". وفي شارع الستين حمل المحتجون الأعلام الوطنية، وأشعلوا إطارات السيارات ورددوا هتافات مثل "مدنية.. مدنية".

وفي مدينة ود مدني (وسط)، تجمع آلاف الأشخاص وسط المدينة استجابة لدعوات التظاهر، ورددوا شعارات تدعو إلى إسقاط الانقلاب ومحاكمة قادته. وفي ولاية سنار، جنوب شرقي البلاد، توجه آلاف الأشخاص نحو مدينة مايرنيو لإحياء ذكرى خروج أول تظاهرة في العام 2018 ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير. وأشارت المعلومات إلى حصول اعتقالات في القضارف قبل انطلاق المواكب.

ودعت للمليونية لجان المقاومة السودانية، وتجمع المهنيين السودانيين، وأجسام نقابية ومهنية أخرى، مع دعم ومساندة من الأحزاب والتيارات السياسية.

وذكرت لجان المقاومة، في بيان، أنها متمسكة بلاءات رفعتها من قبل "لا تفاوض، لا شراكة ولا شرعية"، كما تمسكت بتعهدها بإسقاط السلطة الانقلابية بكافة الطرق السلمية رغم محاولات الانقلاب جر الحراك الثوري نحو العنف.


وحذر تحالف قوى الحرية والتغيير، الشريك السابق في السلطة الانتقالية قبل 25 أكتوبر/تشرين الأول، السلطة الانقلابية من أي جنوح اليوم للقمع واستخدام آلة عنف الدولة ضد بنات وأبناء الشعب السلمي الثائر، مؤكداً أن الجرائم والانتهاكات لا تسقط بالتقادم.

وكان 44 شخصاً قد لقوا حتفهم خلال الحراك الثوري منذ اليوم الأول للانقلاب وجرح المئات، طبقاً لإحصاءات لجنة أطباء السودان المركزية.

وأضاف التحالف أنّ "مليونية اليوم في العاصمة والأقاليم واحدة من فعاليات المقاومة المستمرة للانقلاب الغاشم، وأن غايتها تحقيق مطلب إسقاط الانقلاب ومدنية الدولة وتحقيق أهداف الثورة المجيدة".

وأشار البيان إلى أنه "لا مناص للانقلابيين والانتهازيين وفلول النظام البائد من الانصياع للإرادة الجماهيرية الساعية إلى بناء حكم مدني خالص".

وجددت قوى الحرية والتغيير رفضها الاتفاق السياسي الذي تم بين رئيس الحكومة عبد الله حمدوك وقائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان، مشيرة إلى أنها ستظل تدعم الحراك الجماهيري السلمي، ودعت كل "الشرفاء في قوى الثورة للمشاركة الفاعلة في مواكب مليونية اليوم، لتكون ملحمة جديدة من ملاحم الوحدة خلف الأهداف الوطنية".

عشرات القتلى في نزاع قبلي بولاية غرب دارفور

إلى ذلك، قالت لجنة أطباء السودان المركزية إن 48 شخصاً لقوا حتفهم وأصيب آخرون بمحلية كرينك بولاية غرب دارفور، في أحدث حوادث العنف القبلي.

وأوضحت اللجنة، في بيان لها اليوم الاثنين، أن الضحايا قتلوا بالرصاص الحي، وأن بعض المصابين حالاتهم حرجة، داعية أطراف النزاع إلى "تحكيم صوت العقل، وتفويت الفرصة على الانقلابيين ومليشياتهم المتفلتة الساعية إلى إحداث فوضى بالبلاد، واستسهال التقتيل الممنهج للتغطية على جرائمهم تجاه العزل في العاصمة والأقاليم".

وكان إقليم دارفور مسرحاً للنزاعات القبلية المسلحة منذ عشرات السنين.

وتقدر السلطات عدد ضحايا العنف القبلي في السنوات الأخيرة بعشرات الآلاف نتيجة لتسليح القبائل وبروز المليشيات المسلحة.

وفي تصريح صحافي، قالت الناطقة الرسمية باسم مجلس السيادة الانتقالي سلمى عبد الجبار إن المجلس عبر عن "أسفه الشديد" لوقوع الأحداث القبلية التي شملت أيضاً أحداثاً قبلية في كردفان.

وأكدت أن المجلس تعهد بـ"التصدي للتفلت الذي تقف وراءه مجموعات تسعى لخلق حالة من عدم الاستقرار، وبث الرعب بين المواطنين"، مشيرة إلى أن "المجلس وجه بفرض مزيد من الضوابط والسيطرة على الأوضاع في تلك المناطق فرضاً لهيبة الدولة وسيادة حكم القانون، والحد من تدفق السلاح من دول الجوار المأزومة، ووقف أنشطة التجارة غير المشروعة".

وأضافت عبد الجبار أن "مجلس السيادة تطرق إلى جهود تسريع وتيرة تنفيذ بند الترتيبات الأمنية وفق اتفاق جوبا للسلام بالسودان".

تجمع المهنيين: نحو جيش سوداني مهني

وكان تجمع المهنيين السودانيين قد دعا إلى "إنهاء تعدد الجيوش كواجب مقدم للسلطة الوطنية المدنية الكاملة النابعة من القوى الثورية القاعدية المؤمنة بالتغيير الجذري وأهداف ثورة ديسمبر/كانون الأول".

وشدد التجمع على "أهمية حلّ مليشيات الدعم السريع وكل المليشيات الأخرى والحركات المسلحة، وذلك عبر عملية نزع السلاح والتسريح والدمج في الجيش القومي المهني الواحد، وفق أسس فنية ومهنية تتحكم فيها أجهزة متخصصة".

ودخل الانقلاب العسكري، بقيادة قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، اليوم الاثنين، أسبوعه الثامن، وسط احتجاجات مستمرة حتى بعد توقيعه على اتفاق مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي فشل حتى الآن في تشكيل حكومته الجديدة.

وأمس، الأحد، شهد عدد من أحياء الخرطوم تظاهرات ليلية للترويج والدعاية للمليونية، وحث المواطنين على المشاركة فيها.

وأعلنت لجان المقاومة الرئيسة نقطة التجمع في تقاطع المؤسسة بمدينة بحري، بينما أعلنت لجان مقاومة جنوب الحزام تنظيم المليونية ليوم واحد في منطقة الأزهري، جنوب الخرطوم.

ومنذ الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شهدت البلاد 7 مواكب مليونية، أولها في اليوم الأول من الانقلاب، وآخرها في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

كما نُظمت عشرات التظاهرات الليلية في الأحياء، ووقفات احتجاجية شملت قطاعات مختلفة، مثل النفط والاتصالات والبنوك والوزارات وغيرها، حيث يصرّ المشاركون على إنهاء الانقلاب العسكري وعودة الحكم المدني.