استمع إلى الملخص
- تركز الزيارة على معالجة ملف المياه، التبادل المعلوماتي الأمني، مشروع طريق التنمية، ورفع التبادل التجاري، مع فتح معبر بري جديد.
- تأتي الزيارة ضمن تحضيرات لتعزيز التعاون الثنائي، وسط تفاهمات أمنية رغم محاولات بعض الفصائل المسلحة العراقية التأثير على العلاقات.
بدأ رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني صباح الخميس، زيارة رسمية إلى تركيا، يلتقي فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعدداً من المسؤولين التنفيذيين بالبلاد. من المتوقع أن تتضمن الزيارة اتفاقات وتفاهمات على المستويات السياسي والأمني والاقتصادي، وسط تأكيدات أهمية الزيارة بتعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
ووفقاً لبيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، فإن السوداني سيشارك أيضاً في "اجتماعات المجلس الأعلى العراقي التركي للتعاون الاستراتيجي"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل. من جهته، أكد مسؤول في الخارجية العراقية، أن الزيارة ستبحث عدة ملفات أبرزها ملف العمال الكردستاني، والحدود المشتركة، ومشروع طريق التنمية، كما أشار إلى أن "الملف السوري سيكون حاضراً بقوة، فضلاً عن ملفات الطاقة والتعاون التجاري بين البلدين".
وقال المسؤول لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن "الفترة الأخيرة شهدت تفاهمات على مستوى كبير بين البلدين في الجانب الأمني والتعاون الاستراتيجي في ما يخص ملف العمال الكردستاني، فضلاً عن التحديات الأمنية المشتركة وتأمين الحدود". وأضاف "ستُوقع اتفاقيات تخص الطاقة وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، فضلاً عن ملف طريق التنمية الذي سيكون مدرجاً على جدول أعمال الزيارة"، مؤكداً أن الزيارة مهمة في تعزيز أطر التعاون الثنائي المشترك".
وتأمل بغداد حسم ملف المياه الذي يشكل تحدياً كبيراً كل صيف بسبب تراجع منسوب نهري دجلة والفرات، وسعيها إقناع تركيا برفع حصة العراق من المياه، ضمن ما تسميه الحكومة العراقية "تقاسم الضرر"، بقضية شح الأمطار والتغيرات المناخية الكبيرة التي طرأت في السنوات العشر الأخيرة، وما صاحبها من تراجع حاد في مستويات الأنهر وروافد دجلة والفرات التي ينبع أغلبها من تركيا وإيران.
إلى جانب ملف حزب العمال الكردستاني، والوجود العسكري التركي في مناطق وبلدات حدودية عراقية أقصى شمالي البلاد، فإن التبادل المعلوماتي الأمني، ونقل وتسليم المطلوبين بين البلدين، تتصدر المباحثات. تجارياً؛ فإن مشروع طريق التنمية الذي يربط البصرة على مياه الخليج العربي، بالأراضي التركية، ورفع التبادل التجاري وفتح معبر بري جديد بين البلدين وتصدير النفط، يتصدران مباحثات اليوم.
وجرى في بغداد منتصف الشهر الفائت، اجتماع هو الثاني للجنة التخطيط المشترك بين العراق وتركيا، وأكدت الخارجية العراقية أن الاجتماع يأتي لمتابعة تنفيذ اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين، وتعزيز مجالات التعاون الثنائي، وأنه يندرج في سياق التحضيرات الجارية للزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لتركيا.
والاثنين الماضي، وصل وفد عراقي رسمي إلى أنقرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين الأتراك تمهيداً لتوقيع مذكرات تفاهم ثنائية تتم أثناء زيارة السوداني. وكان السفير العراقي في أنقرة، ماجد اللجماوي، قال في وقت سابق إن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى تركيا، ستشمل بحث ملفات عدة، منها طريق التنمية والطاقة والتجارة.
واتفق العراق وتركيا في الاجتماع الخامس لآلية الأمن رفيعة المستوى، التي جرت في أنطاليا منتصف إبريل نيسان الماضي، على تعزيز التعاون الأمني وأهمية تنفيذ دعوة عبد الله أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني ونزع سلاحه.
يجري ذلك على الرغم من محاولة بعض الفصائل المسلحة العراقية الحليفة لإيران، التأثير على العلاقة العراقية التركية، إذ هدّد زعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي، الشهر الفائت، باستهداف القاعدة العسكرية التركية في نينوى، شمال شرقي الموصل، واصفاً إياها بأنها "إدلب أخرى في العراق"، مهدداً بالتحرك نحوها في حال لم تقم الحكومة بذلك. وجاء التهديد على شكل بيان لزعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، وهي إحدى الجماعات المسلحة الحليفة لإيران، تزامناً مع تصعيد مماثل من مليشيا "عصائب أهل الحق"، في خطوة جديدة تجاه تركيا.