السوداني يزور تركيا قريباً: ملفات الأمن والاقتصاد تتصدر المباحثات

03 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 15:00 (توقيت القدس)
أردوغان يستقبل السوداني في إسطنبول، 1 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعتزم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني زيارة تركيا لتعزيز العلاقات الثنائية مع الرئيس رجب طيب أردوغان، مع التركيز على ملفات الأمن والاقتصاد والتجارة، بما في ذلك مشروع طريق التنمية والطاقة والنقل.
- تأتي الزيارة في ظل تطورات إقليمية ودولية مهمة، وهي الثالثة للسوداني إلى تركيا، حيث تهدف لتعزيز التعاون في مجالات متعددة مثل الأمن ومكافحة الإرهاب.
- يسعى السوداني لمناقشة قضايا حيوية مثل حصة العراق من المياه وتعزيز التبادل التجاري، حيث تعتبر تركيا شريكًا اقتصاديًا مهمًا للعراق.

يعتزم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني زيارة تركيا خلال الأيام القليلة المقبلة لإجراء مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، أبرزها الأمن والاقتصاد.

وهذه الزيارة هي الثالثة لرئيس الوزراء العراقي لتركيا خلال ترؤسه الحكومة العراقية، حيث زارها سابقاً في مارس/ آذار 2024 وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بينما أجرى أردوغان زيارة رسمية للعراق في إبريل/ نيسان 2024 هي الأولى له منذ 13 عاماً، وشهدت توقيع اتفاق استراتيجي بين بغداد وأنقرة.

وأعلن السفير العراقي في أنقرة، ماجد اللجماوي، مساء أمس الأربعاء، أن زيارة السوداني المرتقبة لتركيا ستشمل بحث ملفات عدة، منها طريق التنمية والطاقة والتجارة. وقال اللجماوي، في بيان صحافي، إن "هذه الزيارة تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وستسهم في دفع التعاون الاقتصادي والاستثماري إلى مستويات جديدة". وأضاف أن "المباحثات ستركز على عدد من الملفات الاستراتيجية، أبرزها مشروع طريق التنمية، الذي يعزز الترابط الاقتصادي ويؤسس لشراكة متينة بين العراق وتركيا، إضافة إلى ملفات الطاقة، والنقل، والتبادل التجاري".

وبيّن السفير العراقي في أنقرة أن "الزيارة تأتي في ظل تطورات إقليمية ودولية مهمة، ما يجعلها فرصة لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي"، مؤكدًا "حرص العراق على بناء علاقات متوازنة قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل". وأكد اللجماوي أن "السفارة العراقية في أنقرة تبذل جهودًا حثيثة لتوطيد العلاقات الثنائية، بما يخدم استقرار البلدين وازدهارهما".

من جهته، أعلن وزير النقل التركي، عبد القادر أورال أوغلو، الأربعاء، أن السوداني سيزور تركيا خلال الأيام المقبلة، فيما سيزور الرئيس التركي العراق خلال النصف الأول من العام الجاري.

في المقابل، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان مختار الموسوي، لـ"العربي الجديد"، إن "السوداني سيجري زيارة مهمة لتركيا خلال الأيام القليلة المقبلة، وقد تكون منتصف الأسبوع المقبل، وهذه الزيارة ستُبحَث خلالها جملة من الملفات ذات المصلحة المشتركة على الجانب الأمني والاقتصادي والتجاري". وبيّن الموسوي أن "مباحثات السوداني في تركيا ستركز على الملف الأمني بسبب ما تمر به المنطقة من تغيرات خاصة في الساحة السورية وتصاعد العدوان الإسرائيلي، وانعكاسات ذلك على كل دول المنطقة، وكذلك زيادة التنسيق الأمني لضبط الحدود المشتركة ما بين البلدين"، لافتاً إلى أن "ملف حزب العمال الكردستاني ووجوده داخل العراق سيتصدر الملفات الأمنية". وأضاف أن "حوارات السوداني في تركيا ستركز أيضًا على الملفات ذات البعد الاقتصادي والتجاري، خصوصًا في ما يتعلق بطريق التنمية، وكذلك التبادل التجاري بين البلدين وغيرها من ملفات الاستثمار، إذ تعتبر أنقرة الأسواق العراقية مهمة لها بشكل كبير جدًا، وهي تعتمد عليها كثيرًا بالجانب الاقتصادي والمالي".

وتابع أن "السوداني سيعمل خلال زيارته على حصول العراق على حصته العادلة من المياه، في قرب فصل الصيف وزيادة نسبة الجفاف بشكل كبير وخطير، فهذا الملف مهم جدًا ويشكل تهديدًا حقيقيًا للعراق والعراقيين خلال المرحلة المقبلة". وأضاف عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية أن "العراق يدرك أهمية تركيا ودورها في المنطقة، ولهذا هو مع تقوية العلاقات بما يصبّ في مصلحة العراق العليا".

وكان العراق وتركيا قد وقعا منتصف إبريل/نيسان 2024، عددًا مع الاتفاقيات، على هامش زيارة الرئيس التركي لبغداد، الذي وصف هذه الاتفاقيات بأنّها "نقطة تحوّل" في العلاقات. وأُبرم خلال الزيارة اتفاق أمني يخص وجود العمال الكردستاني، وقد تحدثت مصادر عراقية في حينه أن العراق منح تركيا الضوء الأخضر لشن عملية عسكرية واسعة على الحزب في شمال البلاد.

وتكمن صعوبة إجراء تفاهمات بين العراق وتركيا بشأن إنهاء وجود مسلحي "العمال الكردستاني" بعدة عوامل، أبرزها وجوده في مناطق يصعب وصول القوات العراقية إليها، ضمن المثلث العراقي الإيراني التركي الواقع تحت إدارة إقليم كردستان، إلى جانب الدعم الذي يتلقاه مسلحو الحزب من فصائل مسلحة توصف عادة بأنها حليفة لإيران، خصوصًا في مناطق سنجار غرب نينوى.

وسبّب وجود عناصر الحزب، الذي تصنّفه أنقرة منظمة إرهابية، في الأراضي العراقية، أضراراً أمنية واقتصادية على البلد، حيث شهد إقليم كردستان تراجعاً كبيراً بأعداد السياح بسبب تلك العناصر، فضلًا عن نزوح آلاف العائلات الكردية التي تضررت جراء تحركات الحزب والضربات التركية.