استمع إلى الملخص
- بدأت جولات الحوار العراقي الأميركي لإنهاء مهمة التحالف الدولي، مع تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة المهمة، وسط مخاوف عراقية من تداعيات الانسحاب الأميركي على الأمن والسياسة والاقتصاد.
- أشار أستاذ العلوم السياسية خالد العرداوي إلى أن الوضع العراقي مع إدارة ترامب قد يكون معقداً، خاصة فيما يتعلق بسلاح الفصائل العراقية وتهديدها لمصالح واشنطن.
قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، إنه تواصل مع الفريق الخاص بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مؤكداً أن مهمة التحالف الدولي سوف تنتهي من العراق خلال عامين. وجاءت تصريحات السوداني خلال مقابلة أجراها مع صحيفة إل موندو الإسبانية، بمناسبة زيارته إلى إسبانيا التي وصلها ليلة أمس الأربعاء، وفق بيان مكتبه الإعلامي.
وقال السوداني حول التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في العراق وسورية للقضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي: "بناء على طلبنا ستنتهي مهمة التحالف الدولي خلال عامين لانتفاء مبررات وجوده، خاصة أن قدرات أجهزتنا الأمنية وصلت إلى مرحلة متقدمة، ويوجد استقرار سياسي انعكس على الوضع العام للبلد"، مضيفاً: "علاقاتنا مع الولايات المتحدة مؤسساتية وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي، ولدينا تواصل مع فريق ترامب، وهو يرغب بتطوير العلاقات معنا".
وكانت جولات الحوار الثنائي العراقي الأميركي بدأت في بغداد في 27 يناير/ كانون الثاني الماضي بشأن إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة مهمة التحالف وإنهائها والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية. وعلى المستوى الإقليمي، وصف رئيس الوزراء العراقي اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بأنه "حدث مهم"، معرباً عن أمله أن "يشمل قطاع غزة لينعكس على استقرار المنطقة". وشدد على أن "قوانيننا تنص على عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، والفلسطينيين هم أصحاب الأرض والقضية، وهم من يقررون صيغة الحل لقضيتهم".
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية خالد العرداوي، لـ"العربي الجديد"، إن "المعطيات الحالية داخل العراق لا تبشر بوجود جدية أميركية بالانسحاب من العراق، والأمر ربما يكون على مستوى التسميات فقط المتعلقة بغطاء التحالف الدولي". وتحدث العرداوي عن "خشية عراقية على المستوى الحكومي وحتى السياسي من مسألة الانسحاب الأميركي وما بعدها، إذ ربما تكون له نتائج أمنية أو سياسية وحتى اقتصادية، ولهذا يتم العمل على إيجاد عنوان جديد تحت الشراكة المستدامة، وقد يسبب هذا مشاكل خلال الفترة المقبلة بين الفصائل المسلحة والحكومة".
وأشار إلى أن مسألة الوضع العراقي مع إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب "لن تكون مريحة"، حيث وفقا للعرداوي فإن "قضية سلاح الفصائل العراقية وتهديدها لمصالح وأهداف لواشنطن في العراق والمنطقة ستكون نقطة تشدد أميركية، ولهذا فإن المرحلة المقبلة سوف تكون مليئة بالأحداث وعلى مختلف الأصعدة".
ويوجد نحو 2500 عسكري أميركي في العراق ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب، الذي تقوده واشنطن منذ سبتمبر/أيلول عام 2014، ويتوزع الجنود على ثلاثة مواقع رئيسية في العراق هي قاعدة "عين الأسد" في الأنبار وقاعدة "حرير" في أربيل ومعسكر "فيكتوريا" الملاصق لمطار بغداد الدولي، وليست هذه القوات جميعها أميركية، إذ توجد أيضاً قوات فرنسية وأسترالية وبريطانية تعمل ضمن قوات التحالف، وأخرى ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العراق.