انتخب يحيى السنوار رئيساً لحركة "المقاومة الإسلامية" (حماس) في قطاع غزة لدورة ثانية تنتهي في 2025، مساء اليوم الأربعاء، بعد جولات عدة من الانتخابات الداخلية في الحركة التي تسيطر على القطاع المحاصر، والتي تتهيأ للانتخابات الفلسطينية العامة التي ستجري بدءاً من الـ22 من مايو/أيار المقبل.
وكان يتوقع أنّ تعلن نتيجة الانتخابات لرئاسة مكتب "حماس" السياسي في غزة أمس، الثلاثاء، لكن المنافسة الشديدة بين السنوار وعضو المكتب السياسي نزار عوض الله، كانت على أشدها وأعيد الانتخاب لأربع مرات للوصول إلى نسبة الحسم.
وبانتخاب السنوار لرئاسة "حماس" في القطاع، تسدل الحركة الستار على انتخاباتها الداخلية في انتظار انتهاء انتخاباتها في الخارج والإعلان عن رئيسها في إقليم الخارج ورئيس مكتبها السياسي العام، وهو المنصب الذي يشغله حالياً إسماعيل هنية.
ودعا هنية في تصريح وصل لـ"العربي الجديد"، الله أنّ "يوفق السنوار في مهمته في قيادة غزة الأبية، وأن يعينه وإخوانه على أداء مهامهم الحركية والوطنية ومع إخواننا في الضفة الغربية والخارج في مختلف المستويات لتحقيق أهداف وتطلعات شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال".
وذكر هنية أنّ رسالة اليوم والأيام الماضية التي حملتها الانتخابات التي أجرتها "حماس" وما زالت مستمرة تؤكد "أننا جميعاً رابحون بهذا المشهد الصلب المتماسك، والفوز هو للحركة التي تشرفنا بالانتماء لها".
ولفت هنية إلى أنّ التزام "حماس" بدورية انتخاباتها الداخلية كل أربعة أعوام تؤكد "الإيمان العميق بمبدأ تداول السلطة والاحتكام للصندوق، ما يؤكد جدية الحركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني".
وشدد على أنّ قرار حركته هو العمل مع الكل الوطني على إنجاح هذه الانتخابات (المقبلة) والمضي بها حتى النهاية بشفافية ونزاهة ويقبل بنتائجها الجميع.
وعلى الرغم الشعبية من الكبيرة التي يتمتع بها السنوار في أوساط الفلسطينيين الذين يرون أنه أكثر قادة "حماس" الذين قدموا تنازلات في ملف المصالحة الفلسطينية والذهاب للانتخابات العامة، إلا أنّ مقربين من "حماس" ومسؤولين بالحركة لم يفوزوا بالانتخابات الأخيرة أظهروا فرحتهم، أمس، بخسارته في الانتخابات بعد أنباء عن فوز عوض الله عليه، قبل أنّ تتم جولة الإعادة الأخيرة اليوم.
وكان لافتاً وجود حالة من الاصطفاف للمرة الأولى في تاريخ "حماس" المعاصر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين أنصار عوض الله والسنوار، وقيام مناصرين للحركة وقياديين فيها بمحاولة ترجيح كفة شخص على آخر، والمطالبة بديمقراطية أكثر في الحركة الإسلامية.
وعقب اعلان النتائج، أعلن عوض الله، منافس السنوار الأبرز، تقبله فوزه منافسه، وقال في بيان وزعته الدائرة الإعلامية لـ"حماس": "نؤكد أننا نقف مع الأخ أبو إبراهيم (السنوار) وقيادة الحركة، ونقف إلى جواره في كل موقع وموقف لتحقيق أهداف مشروعنا وحركتنا".
ودعا عوض الله "جميع الإخوة الذين شاركوا في العملية الانتخابية ومنحوا ثقتهم للأخ أبو إبراهيم أو الأخ أبو عبيدة (لعوض الله) وجميع أبناء الحركة بأن يعملوا ويكونوا صفاً واحداً إخوة متحابين لرفعة راية حركتنا ودعوتنا، ومواجهة التحديات التي تواجهها حركة حماس".