استمع إلى الملخص
- تشهد مدينة جنين توتراً مستمراً واشتباكات مسلحة بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وعناصر من "كتيبة جنين" التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وسط حصار على المخيم واعتقالات لنشطاء.
- تتعهد المؤسسة الأمنية بحماية المواطنين ومنع زعزعة الأمن، مع متابعة التحقيقات في حادثة الشلبي وتقديم التعازي لعائلته.
أقرت السلطة الفلسطينية، مساء اليوم الخميس، بمسؤوليتها عن مقتل الشاب ربحي محمد ربحي الشلبي (19 عاماً) الذي قتل برصاص الأمن الفلسطيني قبل أيام في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، بعد محاولتها إنكار الحقيقة في البداية، لتتراجع بعد تحول مقتله إلى قضية رأي عام أثارت ضجة كبيرة. ويأتي إقرار السلطة الفلسطينية بمسؤوليتها عن مقتل الشاب الشلبي بعد إصدارها بيانا في البداية حاولت من خلاله اتهام مقاومين بقتله ووصفهم بـ"الخارجين عن القانون"، وبعد انتشار تسجيلات لكاميرات المراقبة تفند ذلك، أصدرت بيانا ثانيا قالت فيه إنها تتابع التحقيق في الحادثة، وصولا إلى إصدارها البيان الثالث الليلة، الذي أقرت فيه بمسؤوليتها عن الحادثة تحت الضغط الكبير بعد انتشار فيديوهات وشهادات تؤكد بشاعة عملية قتل الشلبي.
وأعلن الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب، في تصريح صحافي، أن السلطة الفلسطينية تتحمل المسؤولية الكاملة عن استشهاد الشلبي، مؤكداً أنها "ملتزمة بالتعامل مع تداعيات الحادثة بما ينسجم ويتفق مع القانون، وبما يضمن العدالة واحترام الحقوق". وقال إن "المؤسسة الأمنية، وكما كانت دوماً في التعامل مع القضايا التي تهم الرأي العام، وانطلاقاً من اعتمادها لمبدأ الشفافية والنزاهة، وفي ما يتعلق بحادثة استشهاد الشاب ربحي الشلبي، في مدينة جنين بتاريخ 9/12/2024، وبعد المتابعة الحثيثة والاطلاع على جميع حيثيات وظروف وملابسات الحادثة، تحتسب الشهيد ربحي الشلبي شهيداً من شهداء الوطن، وتتقدم بأحر التعازي من والديه وأفراد عائلته".
وشدد رجب على أن "المؤسسة الأمنية وفي سياق العملية الأمنية الجارية الآن في مدينة جنين لإنفاذ وتنفيذ القانون، تؤكد حرصها الشديد على حماية المواطنين، ومنع كل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار في جميع المحافظات الفلسطينية".
ويسود التوتر لليوم الثامن على التوالي في مدينة جنين ومخيّمها، حيث تستمر الاشتباكات المسلّحة بين أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية وعناصر مسلّحة من "كتيبة جنين" التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، بالتزامن مع فرض حصار على المخيم. وتأتي الأحداث على خلفية اعتقالات نفّذتها الأجهزة الأمنية بحقّ نشطاء من المخيم ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، تبعها استيلاء أفراد الكتيبة الخميس الماضي على مركبتين، إحداهما تعود للارتباط العسكري الفلسطيني، والأخرى لوزارة الزراعة، أعقبها عودة اعتقال نشطاء وذوي شهداء من المخيم، ثمّ حصاره وإغلاق مداخله، وصولًا إلى مقتل الشاب ربحي الشلبي في أحد أحياء جنين القريبة من مخيم جنين.