أعلنت السلطات المغربية اليوم الأربعاء، عن إيقاف خلية موالية لتنظيم "داعش"، يشتبه في تورط أعضائها في التخطيط والإعداد "لتنفيذ مشاريع تخريبية"، في إطار ما يسمى بعمليات الإرهاب الفردي.
وأعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية المكلف بمحاربة الإرهاب، أنه جرى توقيف 5 مشتبه بهم في عمليات أمنية متفرقة ومتزامنة بكل من القنيطرة والعرائش وسوق السبت ولاد النمة وتارودانت والجماعة القروية السويهلة بمنطقة مراكش.
وكشف المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في بيان له، أن "عمليات التفتيش المنجزة بمنازل الأشخاص الموقوفين مكنت من حجز معدات ودعامات إلكترونية، بالإضافة إلى مجموعة من المخطوطات التي تشيد بتنظيم "داعش" الإرهابي، فضلا عن أسلحة بيضاء من مختلف الأحجام".
وحسب المعلومات الأولية للبحث، فإن أعضاء الخلية الخمسة الموالين لتنظيم "داعش"، انخرطوا في "التحريض والتحضير لتنفيذ مشاريع إرهابية، كما شرعوا في تجميع محتويات ذات طبيعة متطرفة حول كيفية صناعة وتركيب المتفجرات والأجسام الناسفة، والإشادة بأسلوب التصفية الجسدية والتمثيل بالجثث الذي يعتمده التنظيم الإرهابي، فضلا عن تبني الأفكار المتطرفة بشأن تكفير المجتمع وممثلي السلطات العمومية، واستحلال العائدات المتحصلة من عمليات إرهابية".
وأوضح المكتب أن نفس المعطيات تشير إلى أن المشتبه فيهم سطروا الأهداف الإرهابية الخاصة بكل واحد منهم، والتي تتقاطع جميعها في أسلوب وتقنيات الإرهاب الفردي، مشيرا إلى أن هذه الأهداف تتلخص في استهداف مقرات أمنية وعسكرية ومنشآت حكومية، والقيام بتصفيات جسدية ضد عناصر القوة العمومية وبعض المنتسبين لقطاعات حكومية معينة، فضلا عن استهداف مؤسسات مصرفية وبنكية لضمان الدعم والتمويل اللازم للعمليات الإرهابية.
وتواجه السلطات المغربية تحديات متزايدة بفعل تنامي ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة والعدوان الخارجي والتدخل الأجنبي، فضلاً عن التطور السريع الذي عرفه الإرهاب الإلكتروني.
ومع أنّ المغرب لم يتعرض سوى لهجوم كبير واحد خلال السنوات العشر الماضية (مقتل سائحتين إسكندنافيتين عام 2018) إلا أن المسؤولين المغاربة يرون أن الجماعات المتشددة في منطقة الساحل المجاورة، والتي تجند وتدرب أتباعها عبر الإنترنت، تمثل أكبر خطر على البلاد، وأن موقعه يجعله هدفا للجماعات المتمركزة في تلك المنطقة. كما يبدي المسؤولون المغاربة قلقا لافتا من انتقال بعض المغاربة الذين انضموا لتنظيم "داعش" في الشرق الأوسط إلى منطقة الساحل.
ووفق إحصائيات رسمية صدرت بمناسبة الذكرى الـ 18 لتفجيرات 16 مايو/ أيار الإرهابية بالدار البيضاء، تمكّنت السلطات الأمنية المغربية من اعتقال ما مجموعه 210 خلايا إرهابية، وإيقاف ما يزيد على 4304 أشخاص خلال ذلك.