أفرجت السلطات الليبية، اليوم الأربعاء، عن 120 أسيراً من مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في مدينة الزاوية، غرب العاصمة طرابلس، إطار عملية المصالحة الوطنية.
ورعت لجنة تبادل الأسرى التابعة للجنة العسكرية المشتركة 5 + 5، اليوم الأربعاء، حفل إطلاق سراح مقاتلي حفتر، الذين تم أسرهم على يد قوات حكومة الوفاق السابقة في إبريل/نيسان عام 2019، أثناء هجوم حفتر على العاصمة طرابلس.
وحضر مراسم الإفراج بالإضافة لبعض أعضاء لجنة 5 + 5، نائبا رئيس المجلس الرئاسي، موسى الكوني، وعبدالله اللافي، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، وعدد من أعضاء مجلس النواب ووزراء حكومة الوحدة الوطنية.
ودعا الكوني، في كلمة له خلال الحفل، المدن الليبية كافة إلى الاقتداء بمدينة الزاوية وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين.
وقال: "أبناء بلادنا اليوم في أحوج ما يكون لبعضهم البعض وأدعو أهالي الزاوية ومدن غرب ليبيا إلى تكوين وفود لزيارة شرق ليبيا للمساهمة في إطلاق المحتجزين هناك".
وأضاف: "يجب أن نتذكر وفد الزاوية الذي زار بنغازي في السابق لإنجاح مسار الوحدة الوطنية. واليوم تثبت المدينة أن لها السبق في الصلح مجدداً".
من جهته، اعتبر اللافي أن الخطوة بـ"مثابة تدشين لمشروع المصالحة الوطنية والتسامح وتجاوز الماضي"، مشيداً بجهود المجلس الرئاسي وإطلاق مبادرة إخلاء سراح المحتجزين.
وقال "نثمن جهودهم وقدرتهم على التنازل لصالح الوطن"، مضيفاً "هذا لا يعني أن ننسى أهالي الشهداء والجرحى بحسب الحرب الظالمة لكننا نحييهم على قدرتهم على تغليب الصلح على الانتقام".
وتابع "علينا ألا نورث الظلم والانتقام لأبنائنا، بل نؤمّن لهم وطناً يشتركون في العيش فيه. ولن نبني وطناً ونحن منقسمون. ونترك للقضاء العادل البحث عن الظالم والتحقيق معه ومحاسبته".
بدوره، أثنى رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري على موقف المدينة والصفح عن الأسرى والمحتجزين، لكنه في الوقت ذاته أكد على ضرورة إرساء مبدأ عدم الإفلات من العقاب.
ودعا المشري، خلال كلمته في الحفل، الليبيين "شرقاً وغرباً إلى التسامح والصفح"، مؤكداً على "ضرورة معالجة القضايا الجنائية بمحاسبة من ارتكب الانتهاكات في أي مكان حتى نبني الوطن على أسس سليمة لا على العواطف".
وأضاف "تعرضت بلادنا لمؤامرات ولا تزال، وأكبرها خطر إحداث شرخ اجتماعي وانشقاقات في صفوف أهلها"، لافتاً إلى أن "أهلنا قدموا الشهداء على أسوار طرابلس واليوم نتسامح للم شمل الوطن".
وأنشأت لجنة 5 + 5 العسكرية، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لجنة لتبادل أسرى الحرب التي دارت بين قوات حفتر وقوات حكومة الوفاق السابقة، خلال العامين الماضيين في جنوب طرابلس. وتمكنت اللجنة من تبادل أول دفعة من الأسرى نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وطالب رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، أمس الثلاثاء، بضرورة الإسراع في إنشاء مفوضية المصالحة الوطنية لـ"لوضع الأسس والركائز لتحقيق المصالحة الشاملة بين الليبيين"، بحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.
وقال المنفي إن تحقيق المصالحة "يقع في أعلى سلم أولويات المجلس الرئاسي لكونه حجر الأساس لبناء دولة مدنية موحدة"، مشيراً إلى أنه "قدم لمجلس النواب الخطوط العريضة لعمل المفوضية وهيكلها التنظيمي والأهداف والاختصاصات المنوطة بها".