السلطات السورية تطلق سراح القيادي الفلسطيني طلال ناجي بعد توقيف لساعات

03 مايو 2025   |  آخر تحديث: 22:18 (توقيت القدس)
طلال ناجي (يمين) خلال لقاء للجبهة في دمشق، 11 أكتوبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أفرجت السلطات السورية عن طلال ناجي بعد توقيفه لعدة ساعات في دمشق، بفضل تدخل جهات فلسطينية خارج سوريا، بما في ذلك الرئيس محمود عباس وخالد مشعل.
- ناجي، المولود في الناصرة عام 1946، هو عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وقائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، التي دعمت نظام بشار الأسد.
- في ظل التوترات الإقليمية، طالبت إدارة ترامب سوريا باتخاذ إجراءات ضد "المتطرفين"، بينما تسعى السلطة الفلسطينية لوقف تجنيد الفلسطينيين في سوريا.

أفرجت السلطات السورية، مساء اليوم السبت، عن طلال ناجي الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة في دمشق، بعد توقيف لعدة ساعات. وذكر مصدر فلسطيني مطلع لـ"العربي الجديد" أن الإفراج جاء بعد تدخل جهات فلسطينية من خارج سورية لدى السلطات السورية، حيث يُعتقد أن قيادة الجبهة تواصلت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والقائد السابق لحركة حماس خالد مشعل، وأنهما بادرا إلى التدخل لدى السلطات السورية من أجل إطلاق سراحه.

ووفق المصدر، كان لدى ناجي مراجعة أمنية دورية صباح اليوم، لكن لم يتم تركه إلا بعد عدة ساعات، حيث جرى توقيفه مع مدير مكتبه إسماعيل مخللاتي.

وفي وقت سابق، ذكر مصدر فلسطيني مطلع لـ"العربي الجديد" أنه جرى اعتقال طلال ناجي في مكتبه المؤقت في مبنى إذاعة القدس، بمنطقة المزرعة بدمشق. ووصف المصدر عملية الاعتقال بأنها "مفاجئة ومن دون مقدمات، خاصة أن الأمين العام كان يعمل على إعادة ترتيب مكتبه الأساسي بعد أن جرى اقتحامه بعيد إسقاط نظام الأسد، ولم يُمس وقتها أحد من الجبهة الشعبية، باستثناء اعتقال نحو عشرين كادرا كانوا متورطين بالعمل العسكري لصالح النظام، بصفتهم قيادات ميدانية، ونقلوا إلى سجن حماة المركزي".

ووفق المصدر نفسه، فإن عضو المجلس القيادي لحركة حماس خالد مشعل تدخل في حينه من أجل عدم التعرض للقيادة العامة وقياداتها، خاصة طلال ناجي بوصفه من القيادات التاريخية للحركة الوطنية الفلسطينية. وطلال ناجي هو عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ العام 1974، ويعتبر "شخصية معتدلة وغير حدية"، ويحتفظ بعلاقات جيدة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ويعد من آخر القياديين الفلسطينيين من الرعيل الأول. طلال ناجي من مواليد 1946 (79 سنة) في مدينة الناصرة، شمالي فلسطين المحتلة. وتولى قيادة الجبهة بعد وفاة أمينها العام السابق أحمد جبريل عام 2021، ويعد من القيادات الفلسطينية التاريخية التي لا تزال على رأس عملها.

والجبهة الشعبية- القيادة العامة من أبرز المنظمات الفلسطينية التي وقفت إلى جانب نظام بشار الأسد، وشاركت معه في العمل العسكري الموجه للسيطرة على المخيمات الفلسطينية في سورية، وخاصة مخيم اليرموك، بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011. وكانت السلطات السورية اعتقلت في 22 إبريل/نيسان الماضي المسؤول العام لحركة الجهاد الإسلامي في سورية خالد خالد، ومسؤول اللجنة التنظيمية بالحركة ياسر أبو علي الزفري، من دون إعلان الأسباب وراء ذلك.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، منتصف الشهر الماضي، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب طالبت الحكومة السورية باتخاذ إجراءات صارمة ضدّ من وصفتهم بـ"المتطرفين"، وطرد المسلحين المنتمين إلى الفصائل الفلسطينية، إلى جانب شروط أخرى، مقابل تخفيف محدود للعقوبات.

وقال مصدر وثيق الاطلاع من حركة "فتح الانتفاضة"، في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، إن "إدارة العمليات العسكرية" في دمشق وضعت يدها، بعد أسابيع قليلة على إطاحة النظام السوري السابق في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، على مكتب أحمد جبريل (مسؤول القيادة العامة السابق الذي توفي عام 2021) الذي ورثه ابنه أبو العمرين (ورث المكتب، أما الأمين العام للجبهة فهو طلال ناجي)، إضافة إلى وضع معسكرات الجبهة الشعبية-القيادة العامة تحت قيادة "إدارة العمليات العسكرية"، ومنها مركز تدريب "عين الصاحب"، إضافة الى السيطرة على معسكرات للقيادة العامة في منطقتي الريحان وحوش فاره، بريف دمشق.

كما وضعت السلطات السورية الجديدة يدها على مقر مسؤول حركة فتح – الانتفاضة، العقيد زياد الصغير الكائن في ساحة التحرير بدمشق، بينما هرب الصغير إلى لبنان، وعلى مقر قيادة قوات "الصاعقة" العسكري في منطقة العباسيين بدمشق، وفق المصدر نفسه، فيما سلمت "القيادة العامة" معسكراتها وأنفاقها في لبنان واعتبرتها "هدية للجيش اللبناني".

أما الفصائل والمجموعات التي نشأت مع الأزمة، وأسستها مخابرات النظام السابق، وهي (لواء القدس بقيادة محمد السعيد، وحركة فلسطين حرة بقيادة سائد عبد العال، وحركة فلسطين الديمقراطية بقيادة مازن شقير) فانتهت بهروب قادتها على الأغلب إلى لبنان، وقيام البعض بمحاولة تسوية أوضاعه مع السلطات الجديدة في دمشق.

وبالنسبة لـ"جيش التحرير الفلسطيني"، (وهو قوة من ثلاثة ألوية، تتكون من المجندين الفلسطينيين في سورية، وكانت تطبق عليهم الأنظمة نفسها التي تطبق على جيش النظام السابق) قال مصدر في قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله، وإدارة المخابرات العامة التي يقودها اللواء ماجد فرج، لـ"العربي الجديد"، إن التوجه هو نحو إيقاف التجنيد للفلسطينيين في سورية، وأن تتحول ثكنات "جيش التحرير" إلى الجيش السوري الجديد.

المساهمون