Skip to main content
السلطات الجزائرية تمنع مظاهرات الحراك الطلابي وتعتقل عدداً من المشاركين
عثمان لحياني
غابت مسيرة الثلاثاء عن شوارع وسط العاصمة للمرة الأولى منذ عودة المظاهرات (تويتر)

اعتقلت قوات الشرطة الجزائرية عدداً من الناشطين والطلبة من قادة الحراك الطلابي، خلال مظاهرات الطلبة التي جرت اليوم الثلاثاء في العاصمة وعدد من المدن الجزائرية في تحول لافت في تعاطي السلطة مع مظاهرات الحراك.

وتصدت قوات الأمن لمسيرة الطلبة اليوم وسط العاصمة الجزائرية، بخلاف المسيرات الطلابية التي كانت تجري في ظروف طبيعية خلال الأسابيع الماضية، حيث شنت حملة اعتقالات طاولت الطلبة ومواطنين وناشطين.

وكان واضحاً تركيز قوات الشرطة على عدد من النشطاء البارزين في الحراك الطلابي والمحركين الأساسيين له، بينهم الطلبة شوقي حموم وعبد النور آيت سعيد، وساعي زهرة، وشهيد عزيزي، وقيس ولد عمار.

وأجهضت الشرطة المظاهرة الطلابية في نقطة بدايتها في ساحة الشهداء وسط العاصمة الجزائرية، حيث بادرت إلى اعتقال كل من كان في الساحة، ولم تسمح للطلبة والناشطين والمواطنين بالتجمع، وكان واضحاً وجود قرار أمني بعدم السماح بوجود مسيرة، وإنهاء الحراك الطلابي، حيث غابت مسيرة الثلاثاء عن شوارع وسط العاصمة للمرة الأولى منذ عودة المظاهرات في 22 فبراير/شباط الماضي.

ومنعت الشرطة الصحافيين ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية من تصوير المظاهرة والاعتقالات وتغطيتها، ونشط رجال أمن بالزي المدني لملاحقة الصحافيين والمصورين لمنعهم من ذلك، خاصة أن استمرار تغطيات المواقع الإخبارية التقدمية ووسائل الإعلام الأجنبية العاملة في الجزائر لمظاهرات الحراك الشعبي الجمعة والحراك الطلابي الثلاثاء باتت تزعج السلطات بشكل بالغ.

وقال الناشط في الحراك الشعبي رضوان منصوري لـ"العربي الجديد" إن اعتقال العشرات من الطلبة والمواطنين في العاصمة، ومنع الصحافيين من نقل الوقائع، يثبت أن السلطة الحالية لا تعرف غير التعامل الأمني من قمع واضطهاد ودعاية إعلامية مغرضة، همها تغييب الرأي الآخر الذي يخالف مسارها السياسي المنقلب على الإرادة الشعبية".

وتؤشر هذه الاعتقالات على رغبة السلطة في العودة لسياسة التشدد الأمني مع الحراك الشعبي والطلابي، خاصة مع قرب موعد بدء الحملة الدعائية للانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة في 12 يونيو/حزيران المقبل، كما يربط مراقبون بين ذلك وبين تداعيات دعاية مكثفة شنتها السلطة ووسائل إعلام موالية لها، تزعم وجود أيادٍ أجنبية وحركات متشددة مثل "رشاد"، وانفصالية مثل "ماك"، تستغل المظاهرات.

ولا تستبعد بعض التوقعات أن يكون منع السلطات لمظاهرة الطلبة، مقدمة لمنع أية مظاهرة شعبية للحراك، بما فيها مظاهرات الجمعة المقبلة.