السلطات الجزائرية تبدأ حملة لتسلم ناشطين مطلوبين فارين إلى الخارج

السلطات الجزائرية تبدأ حملة لتسلم ناشطين مطلوبين فارين إلى الخارج

28 اغسطس 2021
تواجه مساعي الجزائر إشكالات سياسية ودبلوماسية (Getty)
+ الخط -

بدأت السلطات الجزائرية حملة دبلوماسية وجهودا قضائية لإقناع عدد من الدول التي يقيم على أراضيها عناصر من حركة "ماك" و"رشاد"، لتوقيفهم تمهيدا لتسليمهم للسلطات الجزائرية، بعد تصنيف الحركتين كتنظيمين إرهابيين، وخاصة بعد نجاحها مؤخرا في تسلم مطلوبين كانوا في حالة فرار في الخارج.

واعتقلت مصالح الأمن الاسبانية، العضو في حركة "رشاد" محمد حمالي، والذي كان قد وصل قبل أسبوعين إلى إسبانيا بطريقة غير شرعية، حيث تجري الجزائر اتصالات مع السلطات الإسبانية قصد تسليمه، إضافة إلى عدد من الناشطين في نفس الحركة يقيمون على الأراضي الإسبانية، بعضهم وصل عبر قوارب الهجرة غير الشرعية.

وسلمت الجزائر إسبانيا، الأسبوع الماضي، قائمة بأسماء مطلوبين ينتمون إلى التنظيمين اللذين تصفهما الجزائر بالإرهاب، ونجحت الأسبوع الماضي في تسلم الرقيب في الدرك الوطني محمد عبد الله، بعد ثلاث سنوات من فراره إلى الخارج، ووجهت له السلطات الجزائرية اتهامات بـ"النشاط في حركة إرهابية" (رشاد) و"المساس بأمن الدولة".

والثلاثاء الماضي، قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الجزائرية، إن الجزائر تبذل جهودا كبيرة على الأجهزة الدبلوماسية والقضائية والأجهزة الأمنية، للتنسيق مع كل الدول التي يقيم على أراضيها مطلوبون لدى القضاء الجزائري، لتوقيفهم والعمل على تسليمهم للجزائر.

وفي نفس السياق، تلاحق السلطات الجزائرية أنشطة حركة "ماك" الانفصالية، والتي تطالب بانفصال منطقة القبائل، ونجحت قبل أيام في إقناع إدارة القمر الصناعي "عرب سات"، بوقف بث قناة "ثاقبايليت" التابعة لهذه الحركة، خاصة بسبب مضمونها الإعلامي ذي النزعة العرقية، كما كان القضاء الجزائري قد أصدر، الخميس، مذكرة توقيف دولية في حق رئيس الحركة الانفصالية، فرحات مهني، الذي يقيم في فرنسا، بتهمة الإرهاب والتورط في قتل وحرق الشاب جمال بن إسماعيل في 11 أغسطس/آب الماضي.

وتسعى الجزائر إلى استعادة آخرين تتهمهم بالنشاط في أحد التنظيمين، والمساس بأمن الدولة ونشر وثائق سرية، بينهم الصحافي والضابط السابق في المخابرات هشام عبود الموجود في جنيف، والصحافي عبدو سمار المقيم في سويسرا، وأمير بوخرص المتواجد في باريس، والناشطان العربي زيطوط والسعيد بن سديرة المقيمان في ألمانيا، وأغلب هؤلاء أصدر القضاء الجزائري في حقه مذكرات توقيف دولية، لكن الجزائر تواجه مصاعب سياسية بشأن تسليمهم لاعتبارات متعددة.

وفي 18 مايو/أيار الماضي، قررت السلطات الجزائرية تصنيف حركة "رشاد" و"ماك" كتنظيمين إرهابيين. وحركة "ماك" هي حركة استقلال القبائل (ذات الغالبية من السكان الأمازيغ)، وتعرف اختصارا بتلك التسمية، ويقودها المغني والناشط السابق في الحركة الأمازيغية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية فرحات مهني، وتطور مطلب هذه الحركة من الحكم الذاتي إلى الانفصال الكامل لمنطقة القبائل، وزعمت هذه الحركة تشكيل حكومة منفى، وتصف الشرطة الجزائرية بشرطة احتلال، وأصدرت بدعم من إسرائيل التي زارها مهني جوازات سفر لكوادرها.

أما حركة رشاد فقد أسسها ناشطون ومعارضون وقيادات سابقة في الجبهة الإسلامية للإنقاذ (محظورة منذ عام 1992) يقيمون في الخارج، أبرزهم مراد دهينة ويحيى مخيوبة، إضافة إلى بعض الناشطين البارزين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحظى بدعم قناة تبث من لندن (المغاربية).

وتشمل الجهود الجزائرية ملاحقة شخصيات ووزراء سابقين وعسكريين فارين مطلوبين لدى القضاء الجزائري، بينهم وزير الصناعة السابق عبد السلام بوشوارب الذي يتواجد بين لبنان وفرنسا، والقائد السابق لجهاز الدرك الوطني غالي بلقصير الذي يتردد أنه لجأ إلى فرنسا ومنها إلى إحدى الدول الصغيرة في أوروبا، وعدد من رجال الأعمال الفارين، بينهم فريد بجاوي نجل شقيق وزير الخارجية الأسبق، محمد بجاوي.

دلالات