السفير السعودي في اليمن: زيارتي إلى صنعاء تهدف لتثبيت الهدنة

السفير السعودي في اليمن: زيارتي إلى صنعاء تهدف لتثبيت الهدنة والوصول لحل شامل

10 ابريل 2023
آل جابر يتوسط المشاط ومحمد عبد السلام في صنعاء (تويتر)
+ الخط -

قال السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، يوم الإثنين، إن زيارته إلى صنعاء برفقة وفد عماني هدفها تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم عملية تبادل الأسرى، إضافة إلى بحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن.

وأضاف آل جابر في تغريدة في حسابه على تويتر "وقفت المملكة حكومة وشعباً منذ عقود مع الأشقاء في اليمن في أحلك الظروف والأزمات السياسية والاقتصادية، ولا تزال الجهود الأخوية مستمرة منذ العام 2011 لتحقيق تطلعات أبناء اليمن الشقيق بعودة الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي".

وفي تغريدته، قال السفير السعودي، إن زيارته لصنعاء تأتي "استمراراً لجهود المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية ودعماً للمبادرة التي قدمتها المملكة في 2021". وكانت السعودية أعلنت في مارس/آذار 2021 مبادرة لإنهاء الأزمة في اليمن تتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة وكذا فتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، إضافة إلى إيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة وفق اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة، وصولاً إلى إطلاق مشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية أممية ووفقاً للمرجعيات الثلاث، إلا أن جماعة الحوثيين رفضتها حينها.

ويجري وفد سعودي برئاسة السفير آل جابر محادثات مع جماعة الحوثيين في صنعاء، في زيارة نادرة للعاصمة الخاضعة لسيطرة الجماعة المتحالفة مع إيران، في إطار مسعى جديد لإحياء عملية السلام في اليمن بعد التقارب الأخير بين الرياض وطهران.

وأظهرت صورة نشرتها وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين الأحد السفير السعودي وهو يصافح رئيس ما يسمى المجلس السياسي للحوثيين مهدي المشاط، وأخرى وهما يتوسطان الوفد السعودي ووفداً عمانياً يقود الوساطة بين الجانبين ومسؤولين حوثيين.

وأكد مصدر مقرب من الحوثيين لـ"العربي الجديد"، طلب عدم ذكر اسمه، أن محادثات صنعاء بين الوفدين السعودي والعماني مع الحوثيين تركز على الشق الإنساني وجبر الضرر، لافتاً إلى أن هناك توافقاً شبه كامل على تمديد الهدنة وما يترافق معها من إجراءات اقتصادية وإنسانية.

والخميس الماضي، كانت مصادر رسمية يمنية، أكدت لـ"العربي الجديد"، التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة في اليمن حتى نهاية العام الحالي وتوسيعها لتشمل إجراءات إنسانية واقتصادية، مشيرة إلى أن اللقاء الذي جمع فجر الخميس أعضاء مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد العليمي، مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، كان لإطلاع القيادة اليمنية على التفاهمات التي توصلت إليها السعودية مع جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) خلال الفترة الماضية.

ووفق المصادر ذاتها، التي اشترطت عدم نشر هويتها، فإن اتفاق تمديد الهدنة يترافق معه الإعلان عن إطار عام للحل السياسي. وكشفت المصادر أن الاتفاق يتضمن تمديد الهدنة حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول القادم، إضافة إلى فتح مطار صنعاء أمام رحلات أوسع واستئناف تصدير النفط من الموانئ اليمنية وتوحيد العملة وصرف مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين في مناطق الحكومة الشرعية والحوثيين، وكذا فتح الطرقات في تعز وبقية المناطق، بالإضافة إلى إطلاق سراح الأسرى ضمن الاتفاق الموقع بين الحكومة اليمنية والحوثيين في سويسرا وتوسيع القائمة لتشمل عدداً أكبر.

وسبق أن زارت وفود سعودية العاصمة صنعاء لإجراء محادثات حول عمليات تبادل للأسرى مع الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة ومناطق شاسعة في شمال ووسط وغرب أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

لكن هذه الزيارة رفيعة المستوى تأتي في خضم مساع إقليمية ودولية للدفع باتجاه حل سياسي يفتح الباب أمام خروج السعودية من الحرب، ثم إسدال الستار على النزاع بين الحوثيين والحكومة والذي أودى بمئات آلاف الأشخاص.

وتستمد هذه الجهود زخمها من اتفاق السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً في اليمن دعماً للحكومة منذ 2015، وإيران التي تدعم الحوثيين، بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية الشهر الماضي بعد سبع سنوات من القطيعة.