السفير الروسي بالقاهرة يعلن استعداد بلاده لبذل جهود بقضية سد النهضة
في بادرة خارج سياق التصريحات السابقة للمسؤولين الروس، أعلن السفير الروسي بالقاهرة جيورجي بوريسينكو استعداد موسكو لبذل الجهود للتوصل إلى حل لقضية سد النهضة الإثيوبي، وأن بلاده تتفهم جيداً قلق "أصدقائها المصريين" الشديد بشأن سد النهضة.
وقال السفير الروسي، في تصريحات نشرتها سفارة بلاده بالقاهرة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اليوم، إن الأمن المائي لمصر يعد أمراً وجودياً، باعتبار نهر النيل مصدراً واحداً للمياه لأكثر من 100 مليون نسمة في مصر.
وأوضح أن روسيا كانت وما زالت تدعو إلى الحل العادل للنزاع حول هذا السد، مع الوضع في الاعتبار المصالح لكل من مصر والسودان وإثيوبيا، معربا عن قناعته بأنه يتعين على "الجيران" البحث عن حلول توافقية توفر فرصا من أجل تنفيذ البرامج الوطنية للتنمية في مناخ يتسم بحسن الجوار والسلام والاستقرار.
وأكد السفير الروسي أن مصر تتمتع بنفوذ كبير على الصعيد الدولي، بوصفها بلدا رائدا في الشرق الأوسط وأفريقيا وركيزة للاستقرار في المنطقة المضطربة والصعبة، وأنها تسير بخطوات مطمئنة نحو التنمية المستدامة والديمقراطية، مشيدا بالإنجازات الضخمة التي تحققت في المجالات المختلفة، من بينها: الاقتصاد والرعاية الاجتماعية، والعلم، والتعليم، والثقافة.
وذكر أن مصر وروسيا شريكتان استراتيجيتان، وتقومان بتوطيد التعاون متعدد الأطراف بينهما تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين من خلال حوار يتسم بروح الصراحة والثقة حول القضايا الدولية، مشيراً إلى أن دخول اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين حيز التنفيذ في يناير/ كانون الثاني الماضي يعتبر علامة بارزة من أجل تعزيز التعاون وتحسين نوعيته.
وكانت روسيا قد رفضت إلزام إثيوبيا بأي شيء في جلسة مجلس الأمن الأخيرة حول سد النهضة، ووجهت انتقادا مبطنا لمصر، مطالبة إياها بوقف التهديد باستخدام القوة لحل هذه الأزمة، وبعدها بأيام أعلنت إثيوبيا اختتام الاجتماع المشترك الحادي عشر للتعاون التقني العسكري مع روسيا، بتوقيع العديد من الاتفاقيات العسكرية.
وفي مايو/أيار 2020، كشف مصدر إثيوبي لـ"العربي الجديد"، أن الجيش نفذ مرحلة أساسية من مراحل نشر منظومات دفاع جوي متطورة حول سد النهضة، استعدادا لأي هجوم مصري محتمل، ثم اكتمل نشر المنظومات خلال شهر يونيو/حزيران 2020، وبنهايتها أصبحت لدى إثيوبيا قاعدتان متكاملتان للدفاع الجوي عن السد، إحداهما قريبة للغاية منه والأخرى على بعد استراتيجي.
وذكر المصدر أن بلاده حصلت على المنظومات الجديدة من عدة دول، أبرزها روسيا، وأنه تم تجريبها جميعا في عدة مناسبات، مطلع 2020، قبل نقلها إلى ولاية بني شنقول التي يقع فيها السد، كما أن بعض المنظومات تم إدخال تعديلات عليها بواسطة الشركة العسكرية للمعادن والهندسة (ميتيك) التابعة للجيش، والتي أجرى أبي أحمد تعديلات واسعة على هيكلها الإداري منذ صعوده للسلطة لتحسين جودة عملها، علما أنها كانت تشارك سابقا في عمليات إنشاء أجزاء من سد النهضة.
