السفير الإيراني في بغداد: ترامب طالب في رسالته بحل "الحشد الشعبي"

29 مارس 2025   |  آخر تحديث: 16:09 (توقيت القدس)
مناورة عسكرية لعناصر الحشد الشعبي، البصرة، 28 فبراير 2025 (حيدر محمد علي/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- كشف السفير الإيراني في بغداد عن طلب الرئيس الأميركي ترامب بحل "الحشد الشعبي" أو دمجه في الأجهزة الأمنية العراقية، واعتبره طلباً غير مقبول عراقياً وإيرانياً، مؤكداً أن "الحشد الشعبي" مؤسسة عراقية رسمية.
- أوضح السفير أن وصف فصائل المقاومة بأنها أذرع إيرانية يعد إهانة، مشيراً إلى دعم إيران للفصائل خلال حرب داعش، وأنها الآن قادرة على الدفاع عن نفسها، مع ضغوط أميركية على الحكومة العراقية لحل الفصائل.
- اعتبر النائب ماجد شنكالي تصريحات السفير خطيرة، بينما أكد عمار الحكيم على التزام الفصائل بعدم التصعيد مع الولايات المتحدة وأهمية تغليب المصلحة الوطنية.

كشف السفير الإيراني في بغداد محمد آل صادق أن رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيران تضمنت طلباً بحل "الحشد الشعبي"أو دمجه في الأجهزة الأمنية العراقية، مشدداً على أن الطلب غير مقبول "لا عراقياً ولا إيرانياً"، مجدداً تأكيد رفض طهران اعتبار فصائل المقاومة في المنطقة أذرعاً إيرانية.

وقال السفير في لقاء متلفز، مساء أمس الجمعة، إن رسالة ترامب "تضمنت طلباً بحل الحشد الشعبي"، مؤكداً أن "الحشد مؤسسة عراقية لا دخل لإيران حتى تتكلم مع أميركا بشأنها، يريد ترامب برسالته حل أو دمج الحشد وهذا غير مقبول لا عراقياً ولا إيرانياً، الحشد اليوم مؤسسة رسمية وأدت دوراً كبيراً في الحرب ضد داعش، واليوم تمتلك قوة وقدرة وخبرة وهي ضمن المؤسسة الأمنية في العراق".

وشدد آل صادق على أن "الحشد لن يُحل بحسب معرفتي"، مضيفاً أن "العراق بلد قوي ومستقل وفيه سيادة وحكومة، ويريد الجانب الأميركي، عبر إصراره على أن قرار المقاومة إيراني، وضعنا في موقع المتهم"، مؤكداً أن "المقاومة في المنطقة باقية وهي قادرة على الدفاع عن نفسها، والعراق فيه فصائل مقاومة"، مشيراً إلى أن "المنطقة الآن في هدنة". معتبراً أن "ملف الفصائل العراقية هو شأن داخلي عراقي بامتياز في الوقت الحاضر".

وقال السفير إنه "حينما توصف فصائل المقاومة في المنطقة بأنها أذرع إيرانية، فهذه إهانة لتلك الفصائل"، مؤكداً أنها "فصائل مستقلة وتعمل بحرية كاملة، وتدافع عن نفسها في أي وقت تقتضيه الضرورة". وأوضح أنه "في فترة من الفترات، اقتضت الضرورة دعم الفصائل في العراق من قبل إيران، خاصة أن ذلك جرى في فترة حرب داعش، ويعلم القاصي والداني دور إيران في الدفاع عن العراق عبر تقديم السلاح والعتاد والإمكانات اللازمة"، وأضاف: "قدمنا شهداء كباراً دفاعاً عن العراق، ونتعامل مع الفصائل بطريقة نعطيها فيها سمكة ونعلمها أيضاً كيف تصطاد السمك (أي نشارك الفصائل في اقتناص الأهداف، ومن ثم نعلمها الاعتماد على نفسها). لقد جهزت الفصائل نفسها وهي اليوم في كل المنطقة بدأت تصطاد أهدافها بنفسها".

وتواجه الحكومة العراقية ضغوطاً أميركية بشأن حل الفصائل المسلحة المنضوية في "الحشد الشعبي" (المظلة الجامعة أكثرَ من 70 فصيلاً مسلحاً، وبقوام يتعدى 200 ألف عنصر)، ودمجها في المؤسسة الأمنية، كما تواجه الحكومة صعوبات بالاتفاق مع الفصائل بهذا الشأن.

واعتبر النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي أن كلام السفير الإيراني عن "الحشد" كلام خطير، وقال في تدوينة له على منصة إكس: "حسب حديث السفير الإيراني في العراق عن أن رسالة ترامب الى إيران تضمنت حل الحشد الشعبي والفصائل المسلحة، هو كلام خطير جداً شكلاً ومضموناً"، مضيفاً: "كما أن جواب السفير أخطر من مضمون الرسالة، بأن إيران لا تقبل بذلك بدلاً من أن يقول إن موضوع الحشد الشعبي شأن عراقي داخلي لا علاقة لطهران به ولو من باب المجاملة".

ومن جهته، أكد زعيم تيار الحكمة العراقي عمار الحكيم أن الفصائل العراقية المسلحة "ملتزمة بعدم التصعيد مع الولايات المتحدة الأميركية ولا ترغب بإحراج الحكومة"، وقال في جلسة نقاشية، مساء أمس الجمعة، إن "هذه الفصائل تأسست في فترات معينة وكان لها دور في مواجهة الإرهاب وتحرير الأرض، وحملنا تغليب المصلحة الوطنية في اتخاذ القرارات والمواقف من منطلق سيادة البلد"، مشيراً إلى أن "العراق، بما هو دولة، له آلياته في التعاون والتواصل مع دول المنطقة والعالم، ومنها الولايات المتحدة الأميركية، والتواصل مع دول المنطقة والعالم مصدر قوة للعراق ومصالحه".

المساهمون