السفير الأميركي لدى إسرائيل يكشف عن خطة توزيع المساعدات في غزة

09 مايو 2025
مايك هاكابي خلال حلقة نقاش مع ترامب في بنسلفانيا، 29 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن السفير الأميركي لدى إسرائيل أن إسرائيل لن تشارك في توزيع المساعدات داخل غزة، لكنها ستوفر الأمن، بينما تدرس الولايات المتحدة خطة لتوزيع المساعدات بمشاركة شركات أمن خاصة ومنظمات غير ربحية.
- حركة حماس رفضت اتهامات السفير الأميركي، مؤكدة على حق أهالي غزة في الحصول على المساعدات بكرامة، ودعت المجتمع الدولي لمنع عسكرة المساعدات وفتح المعابر.
- أعربت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية عن قلقها من خطة توزيع المساعدات، محذرة من تفاقم معاناة المدنيين ودعت إلى رفع الحصار عن غزة.

هاكابي: عدد من الشركاء اتفقوا على آلية لتوزيع المساعدات

أونروا: من المستحيل الاستعاضة عن الوكالة لتوزيع المساعدات في غزة

يونيسف: الخطط الجديدة لتوزيع المساعدات ستفاقم معاناة الأطفال

قال السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، اليوم الجمعة، إنّ إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" لن تشاركا في توزيع المساعدات داخل قطاع غزة المحاصر، لكن إسرائيل ستشارك في توفير الأمن هناك، في حين أفادت صحيفة نيويورك تايمز، بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرس الإعلان عن خطة توزيع المساعدات في الأيام المقبلة، قبيل توجهه إلى المنطقة.

وقال هاكابي إن عدداً من الشركاء اتفقوا على آلية لتوزيع المساعدات على غزة، مشيراً إلى أن بعض الشركاء تعهدوا بالتمويل ولا يريدون الكشف عن هوياتهم حتى الآن، وأكد أن شركات أمن خاصة ستكون مسؤولة عن ضمان سلامة العاملين وتوزيع الغذاء. وبحسب قوله، فإنه "ستكون مشاركة من منظمات غير ربحية"، متعهداً بالكشف عن المزيد من التفاصيل في الأيام المقبلة.

وأكد السفير الأميركي بحسب ما نقلت وكالة رويترز، الحاجة الماسة للمساعدات الإنسانية في غزة زاعماً أن حركة حماس غير قادرة أو غير راغبة في توفيرها. ورداً على سؤال عمّا إذا كانت إمدادات المساعدات مشروطة بالتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، قال هاكابي "لن تعتمد المساعدات الإنسانية على أي شيء غير قدرتنا على إيصال الغذاء إلى غزة". ومنذ الثاني من مارس/ آذار، تمنع سلطات الاحتلال دخول أيّ مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر حيث يعيش 2.4 مليون شخص.

حركة حماس ترفض اتهامات السفير

وفي وقت لاحق، قالت حركة حماس إنّ اتهامات السفير الأميركي لها بالتحكّم بالمساعدات "تُجافي الحقيقة، وتمثل ترديداً لأكاذيب صهيونية فضحتها المنظمات والوكالات الأممية التي عملت في قطاع غزة كافّة، كما يستخدمها السفير لتسويغ الانخراط في خطط التهجير والإخضاع الإسرائيلية عبر سياسة التجويع"، وأضافت في بيان "لقد شهد العالم بأسره جريمة حرب غير مسبوقة، ارتكبها الإرهابي نتنياهو وحكومته الفاشية، بفرض سياسة تجويع مُعلَنة ومؤكَّدة على أكثر من مليونين وربع المليون إنسان، يتعرّضون للإبادة بشتى أنواع الأسلحة والوسائل".

وفيما شدّدت على حقّ أهالي غزة في الحصول على المساعدات الإنسانية بكرامة، ووفقاً للآليات المعتمدة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، لفتت حماس إلى أن المواقف التي عبّرت عنها الأمم المتحدة ووكالاتها، إلى جانب منظمات إنسانية دولية، والتي أكّدت رفضها المشاركة في أيّ خطط تنتهك المبادئ الإنسانية في قطاع غزة، "توجب على المجتمع الدولي التحرّك العاجل لمنع عسكرة المساعدات وتحويلها إلى أداةٍ لإدارة التجويع في انتهاكٍ صارخ للمعايير الإنسانية".

وجاء في بيان حماس "يتوجّب أن تتركّز الجهود على كسر الحصار الإجرامي الذي تفرضه حكومة مجرم الحرب نتنياهو على قطاع غزة، وإجبارها فوراً على فتح المعابر أمام قوافل المساعدات والشاحنات المتكدّسة على الجانب المصري من الحدود".

ويوم أمس الخميس، أعلنت الولايات المتّحدة أنّ "مؤسّسة" جديدة ستتولّى قريباً مهمة إدارة وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة. وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس للصحافيين إنّه "على الرّغم من أنّه ليس لدينا شيء محدّد نعلنه اليوم في هذا الصدد، وأنا لن أتحدّث نيابة عن المؤسّسة التي ستقوم بهذا العمل، إلا أنّنا نرحّب بالمبادرات الرامية لتسليم المساعدات الغذائية عاجلاً إلى غزة بسرعة، حتى تصل المساعدات الغذائية فعلياً إلى أولئك الذين تستهدفهم". وأضافت: "نحن على بُعد خطوات قليلة من هذا الحلّ، من إمكانية تقديم المساعدات والغذاء" لمحتاجيها في القطاع الفلسطيني.

وبحسب ما تنقل "نيويورك تايمز"، عن مسؤولين إسرائيليين ودبلوماسي في الأمم المتحدة، فإنّ الفكرة العامة للخطة تقوم على إنشاء عدد محدود من مناطق التوزيع لتقديم الغذاء لمئات الآلاف من الفلسطينيين، على أن يتمركز الجيش الإسرائيلي خارج محيط المواقع، ما يسمح لعمّال الإغاثة بتوزيع الغذاء دون تدخل مباشر من الجنود، كما أكّد مسؤول إسرائيلي وآخر أميركي للصحيفة، أن ترامب يدرس الإعلان عن الخطة في الأيام المقبلة، قبل رحلته إلى الشرق الأوسط.

وبشأن المؤسّسة التي تحدثت عنها تامي بروس، أوردت الصحيفة الأميركية نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وشخص مشارك في المبادرة، أنّ هذه المؤسسة هي "مؤسّسة غزة الإنسانية"، وهي مجموعة خاصة جديدة تأسست لهذا الغرض، فيما قالت وكالة فرانس برس إنها مسجلة منذ فبراير/ شباط في سويسرا ومقرّها جنيف. وجاء في ورقة إحاطة صدرت باسم المؤسّسة ونقلتها "نيويورك تايمز"، أنها ستوفر "شريان حياة إنساني فعّال في غزة، يُخفف المعاناة، ويُحافظ على القانون الإنساني الدولي، ويُقدّم نموذجاً قابلاً للتطوير لإيصال المساعدات في بيئات مُعقّدة".

وأعربت الأمم المتحدة وجهات أخرى عن قلقها من أن الخطة ستجبر المدنيين على التفاعل بانتظام مع الجنود الإسرائيليين، ما يزيد من خطر الاعتقال والاستجواب. وذكرت ورقة إحاطة للأمم المتحدة، أنّ المشروع قد يكون وسيلة غير مباشرة لتهجير المدنيين قسراً في شمال غزة، كما حذّر عمال الإغاثة من أنّ النظام الجديد قد يجعل المدنيين الذين يعيشون بعيداً عن نقاط التوزيع أكثر عرضة للنهب واللصوص، إذ سيضطرون إلى السير لمسافات طويلة حاملين طروداً غذائية قيّمة.

أونروا ويونيسف تنتقدان خطة توزيع المساعدات في غزة

من جانبها، قالت جولييت توما الناطقة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إنه سيكون "من الصعب جدّاً" توزيع المساعدة الإنسانية في غزة من دون الوكالة، وأضافت خلال إحاطة إعلامية من عمّان ونقلتها "فرانس برس": "من المستحيل الاستعاضة عن أونروا في مكان مثل غزة، فنحن أكبر منظمة إنسانية".

كما انتقدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" خطة تولي مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، وقالت إنها ستفاقم معاناة الأطفال والأسر، وأفاد جيمس إلدر المتحدث باسم "يونيسف"، بحسب ما نقلت وكالة رويترز "يبدو أن مشروع الخطة التي قدمتها إسرائيل لمجتمع الإغاثة من شأنه أن يفاقم المعاناة المتواصلة للأطفال والأسر في قطاع غزة"، وأضاف إلدر أن حديثه ينطبق أيضاً على المؤسّسة الجديدة التي يُعتقد أنها جزء من نفس الخطة الموسعة، وقال "إن استخدام المساعدات الإنسانية طُعْماً لإجبار الناس على النزوح، خاصة من الشمال إلى الجنوب، سيتركهم أمام اختيار مستحيل: بين النزوح والموت".

وأضاف "من الواضح أن الهدف هو تعزيز السيطرة على مقوّمات الحياة الأساسية تكتيكاً للضغط"، ودعا إلدر إسرائيل بدلاً من ذلك إلى رفع الحصار الذي تفرضه منذ أكثر من شهرَين على دخول المساعدات إلى القطاع، والذي تسبب في تفشي الجوع على نطاق واسع ويثير مخاوف من ارتفاع الوفيات نتيجة لسوء التغذية، وقال "هناك بديل بسيط وهو رفع الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لإنقاذ الأرواح".

يأتي ذلك فيما يعيش سكان القطاع أوضاعاً مأساوية في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل وشح المواد الغذائية بعد قرار إسرائيل منع إدخال المساعدات. ولأكثر من مرة، حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، وحماس، ومؤسسات حقوقية، ومسؤولون أمميون، من مخاطر المجاعة وسوء التغذية "الحاد" الذي وصل إليه فلسطينيو غزة، خاصة الأطفال والكبار في السن، بسبب منع إسرائيل دخول المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية إلى القطاع. وتتزامن هذه التطورات مع تزايد الضغوط الأميركية على إسرائيل لإبرام صفقة مع حركة حماس قبيل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة.

المساهمون