السفير الأميركي لدى إسرائيل يدسّ رسالة لترامب في حائط البراق بالقدس
استمع إلى الملخص
- رحب حاخام الحائط بزيارة هاكابي، مشيداً بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، ويُعرف هاكابي بدعمه القوي لإسرائيل وزياراته المتكررة لها، مما يعكس التزامه بدعم السيادة الإسرائيلية.
- شهد المسجد الأقصى اقتحامات متكررة من قبل المستوطنين وأعضاء الكنيست، مما يعكس تجاهل الحكومة الإسرائيلية للانتقادات الدولية واستمرارها في تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي.
شارك السفير الأميركي الجديد في تل أبيب مايك هاكابي، اليوم الجمعة، في طقوس دينية يهودية عند حائط البراق في القدس المحتلة، بعد وصوله إلى إسرائيل مساء أمس الخميس، عشية تقلّده منصبه رسمياً. ووضع هاكابي ورقة بين أحجار الحائط، سلّمها له الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ثم أدلى بتصريح للصحافة.
وقال هاكابي رداً على أسئلة صحافيين إسرائيليين: "لا أستطيع التفكير في شيء أفضل أفعله في يومي الأول في المنصب من إرسال صلاة باسم الأميركيين من أجل السلام"، رغم إدراكه أنه موجود في منطقة مُحتلة، يمارس فيها الاحتلال الإسرائيلي قمعاً مستمراً للفلسطينيين ويتركب انتهاكات يومية بحقهم، من قبيل الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى بمشاركة وزراء وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي، واستفزاز مشاعر المسلمين، والتضييق على المسيحيين حتى في هذه الفترة، في عيد الشعانين وعشية عيد الفصح.
El embajador Mike Huckabee @USAmbIsrael inició su primera jornada en Israel con una visita al Muro Occidental.
— Fuente Latina (@FuenteLatina) April 18, 2025
pic.twitter.com/KXtT0RHbCK
وذكر هاكابي أنه في الرسالة التي سلّمها له ترامب ووضعها بين حجارة حائط البراق، كُتبت صلاة من أجل سلامة القدس، مضيفاً: "إنه لشرف أن أكون هنا خلال عيد الفصح (اليهودي). أصلّي من أجل أن يعود جميع المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) الآن، وأن نُعيدهم إلى ديارهم. الرئيس (ترامب) زار هذا المكان وفعل كل شيء لجعل القدس معترف بها عاصمةً لإسرائيل. أتيت باسم الشعب الأميركي مع صلوات وإيمان بالقيم التي توحّدنا معاً".
وأضاف السفير الأميركي في حديث للصحافيين: "العلاقات بين الدولتين عميقة ومتجذّرة. الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصلي من أجل تحرير كل مختطف، وهذا أيضاً سبب ارتدائي شارة المختطفين". وتطرق إلى الوضع في المنطقة قائلاً: "لم يكن هناك رئيس أفضل لإسرائيل من ترامب. كما أوضح الرئيس، لن تمتلك إيران أبداً سلاحاً نووياً. لن ننسى أن إيران لا تهدد إسرائيل فقط، بل الولايات المتحدة أيضاً".
ورحب حاخام الحائط شموئيل رابينوفيتش بزيارة السفير الأميركي الجديد، وشكر الرئيس ترامب على نقل السفارة إلى القدس. وقال الحاخام للسفير الأميركي: "أصلي من أجل نجاحك ونجاح الشعب الأميركي. اهلاً بك في القدس". ويقدّم السفير الأميركي، يوم الاثنين المقبل، أوراق اعتماده للرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ. وزار هاكابي دولة الاحتلال حوالي 100 مرة على مدار نحو خمسة عقود، وقاد مجموعات في جولات. ويُعرف هاكابي بأنه داعم لإسرائيل ويرفض استخدام مصطلحات مثل "احتلال" و"الضفة الغربية"، وقد أعرب مراراً عن دعمه فرض السيادة الإسرائيلية على الصفة الغربية المحتلة.
وأمس الخميس، تفاخر عضو الكنيست الإسرائيلي تسفي سوكوت، من حزب "الصهيونية الدينية"، باقتحامه المسجد الأقصى، وأدائه ما وصفه بـ"السجود الملحمي" (الانبطاح الكامل على الأرض) وطقوساً دينية أخرى، من دون أن يُعتقَل كما حدث في اقتحام سابق، مشيراً إلى أن "الوضع القائم" في الحرم القدسي قد تغيّر، ولم يعد أحد يبالي بذلك، فيما اعتبر أحد الحاخامات هذا الاقتحام "يقظة بعد ألفي عام من السبات"، في إشارة إلى تطلع الجماعات اليهودية إلى السيطرة على المسجد.
ورغم أن السجود اليهودي داخل المسجد الأقصى يُعدّ مخالفاً للقواعد المتعارف عليها، لكن إنفاذ هذه القواعد قد تراجع في العامين الأخيرين، وأصبح المستوطنون يؤدون طقوسهم في باحات المسجد من دون عوائق، على الرغم من الحظر الرسمي. ويبدو أن المستوطنين وممثليهم في الكنيست لم يعودوا يكترثون بردات الفعل العربية والإسلامية، في ظل تجاهل حكومة الاحتلال التي تكتفي، في أفضل الأحوال، بتصريحات شكلية من قبيل أن "الوضع القائم لم يتغير".
وقال سوكوت في بيان أصدره: "لقد حظينا اليوم بفرصة الصعود إلى جبل الهيكل (المسجد الأقصى) بامتنان كبير لله على المعجزات في العام الماضي: في الشمال، في الجنوب، في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)، بفضل تفاني جنودنا. أنا هنا أيضاً لأصلي من أجل عودة المختطفين (الإسرائيليين المحتجزين في غزة) إلى منازلهم في أسرع وقت ممكن. نحن نصلي من أجلهم في هذا المكان المقدس، ومن أجل نجاح جنود الجيش الإسرائيلي في جميع الجبهات".
وتابع سوكوت متذكراً اقتحامه السابق للأقصى: "قبل 14 عاماً، سجدت لثانية واحدة، فأمسكني رجال الشرطة واعتقلوني، وقدّموا لائحة اتهام ضدي. أما اليوم، فأعود إلى هنا، لا يمكن وصف هذا الشعور، مع دموع في العينين. اليهود يسجدون ويصلون ويقيمون طقوساً جماعية هنا، ولا نسمح للعرب بالاقتراب على الإطلاق".
وقبل حوالي أسبوعين، قاد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير مجموعة من المستوطنين في اقتحام المسجد الأقصى، وذلك بعد 13 يوماً من إغلاق الموقع أمام الاقتحامات اليهودية خلال شهر رمضان وعيد الفطر. وكانت هذه المرة الخامسة التي يقتحم فيها بن غفير المسجد الأقصى منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والثامنة منذ توليه منصبه وزيراً في نهاية عام 2022، غير آبه بالانتقادات العربية والإسلامية والدولية، علماً أن اقتحامات الوزراء تحدث بموافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حتى لو أصدر لاحقاً بياناً يؤكد فيه الحفاظ على "الوضع القائم".