السفير الأميركي في عمّان: تعاون أميركي أردني لتعزيز استقرار المنطقة

السفير الأميركي في عمّان لـ"العربي الجديد": تعاون أميركي أردني لتعزيز استقرار المنطقة

14 مايو 2022
ناقش الملك عبدالله مع الرئيس الأميركي الأحداث الأخيرة في المنطقة (Getty)
+ الخط -

قال السفير الأميركي في الأردن هنري ووستر لـ"العربي الجديد"، تعليقاً على اللقاء الذي جمع أمس الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي جو بايدن، إن "الأردن شريك استراتيجي للولايات المتحدة في مجموعة من الاهتمامات المشتركة في جميع أنحاء المنطقة، وإن قيادة الملك عبد الله ومنظوره الواضح مرحب به في جميع أنحاء واشنطن، بما في ذلك المكتب البيضاوي". 

وأضاف أن "اللقاء بين الملك والرئيس بايدن يأتي استمرارا لتعاوننا في دفع الأهداف المشتركة حول القضايا الرئيسية، بما في ذلك تعزيز استقرار الشرق الأوسط".

ويبدو أن القمة الأردنية الأميركية التي عُقدت أمس الجمعة في البيت الأبيض، حققت الآمال المرجوه منها، إذ يعول أن تلعب الأردن دورا إقليميا أوسع وأكثر تأثيراً، في ظل الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة، خاصة التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والأوضاع في القدس المحتلة، وكذلك العلاقات الثنائية ببعديها الاقتصادي والأمني. 

ووفق بيان صادر عن السفارة الأميركية في عمّان مساء الجمعة، فإن الرئيس الأميركي والعاهل الأردني أكدا متانة الصداقة الوثيقة والدائمة بين الولايات المتحدة والأردن، وأن الأردن حليف مهم وقوي لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وأكد الرئيس الأميركي دعم الولايات المتحدة الثابت للأردن وقيادة الملك عبدالله. 

وأوضح البيان، أن الرئيسان ناقشا الأحداث الأخيرة في المنطقة والآليات العاجلة لوقف العنف وتهدئة الخطاب وتخفيف التوترات في إسرائيل والضفة الغربية.  

وأكد الرئيس الأميركي دعمه القوي لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأشار إلى ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في الحرم الشريف، كما أشاد الرئيس بالدور المحوري للمملكة الأردنية الهاشمية كوصي على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس. 

وبحسب البيان، فقد ناقش الملك عبد الله مع نظيره الأميركي المكاسب السياسية والاقتصادية لزيادة التكامل الإقليمي في مشاريع البنية التحتية والطاقة والمياه والمناخ، مع اعتبار الأردن مركزاً مهماً لمثل هذا التعاون والاستثمار، واتفقا على البقاء على اتصال دائم وتعزيز العلاقات التاريخية بين بلدينا. 

وفي السياق، قال بيان صادر عن الديوان الملكي الجمعة، إن العاهل الأردني أكّد خلال اللقاء، عمق علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين، معرباً عن تقدير الأردن للدعم المتواصل الذي تقدمه الولايات المتحدة للمملكة في مختلف المجالات.

وتعليقاً على اللقاء قال وزير دولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأسبق وعضو مجلس الأعيان الدكتور محمد المومني، لـ"العربي الجديد" إن اللقاء كان في غاية الأهمية ونتائجه إيجابية، كما تخلل اللقاء تبادل وجهات النظر حول القضايا العالقة بما في ذلك ملف القضية الفلسطينية والقدس، وكان هناك تبادل للمشورة. وأضاف "اللقاء بين الجانبين استمر أكثر من ساعة، وهذا يعني أنه جرى خلال اللقاء بحث مختلف القضايا بعمق، وفي ذلك دلالة هامة". 

وقال إن اللقاء يؤكد الدعم الأميركي للدور الأردني، مشيراً إلى أن "الوصاية الهاشمية ستبقى مكرسة للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، والأردن سيوظف كل أدواته من أجل ذلك، في ظل اعترافه بالسيادة الفلسطينية على القدس المحتلة". 

وتابع "سيجرى خلال المستقبل القريب توقيع مذكرة تفاهم أردنية أميركية، وهذه المذكرة تدل على تقدير موقع الأردن الاستراتيجي والرغبة الأكيدة بمساعدة الأردن، على مواجهة التحديات". 

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية جمال الشلبي لـ"العربي الجديد"، إن القمة هي تأكيد على العلاقات الاستراتيجية المتينة بين الأردن والولايات المتحدة، وأن الإدارة الحالية تدرك أهمية الدور الأردني فيما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل ومواجهة التطرف والإرهاب، مشيرا إلى أن الحرب في أوكرانيا تؤكد أن الشرق الأوسط نقطة ارتكاز مهمة لأي دولة تريد أن تلعب دور كبيرا في المنطقة والعالم. 

وقال إن الأردن لديه مجموعة من المفاتيح التي تحتاجها الولايات المتحدة في تنسيقها الأمني والسياسي في العالم، خاصة بعد الحرب الأوكرانية وتنامي النفوذ الصيني. 

وأضاف، أن الأردن لا يستغني عن الولايات المتحدة، ولا الولايات المتحدة تستغني عن الأردن، وهناك بعد عسكري، فمن الممكن أن تضحي الولايات المتحدة ببعض العلاقات مع دول أخرى من الخليج لتستمر العلاقة مع الأردن، فالولايات المتحدة تقدم حوالي 1.5 مليار دولار مساعدات سنوية، وهناك توافقات تاريخية، ومن الصعب على الولايات المتحدة أن تستغني عن هذه العلاقات الجاهزة والناضجة". 

تقارير عربية
التحديثات الحية

ولفت إلى وجود تحالفات جديدة على مستوى العالم، معتبراً أن علاقات التطبيع الخليجية مع إسرائيل خلال الفترة الماضية أضعفت الدور الأردني كوسيط وعامل توازن، لكن موضوع الوصاية الهاشمية هو الأهم بالنسبة للأردن، فهو مرتبط بالشرعية التي اعتمدت عليها الدولة الهاشمية منذ التأسيس وتحاول المحافظة عليها. 

وتابع "الإرادة الأميركية الحالية لا مانع لديها حول الوصاية، لكن هناك محاولة إسرائيلية بدعم من دول عربية لسحب هذه الوصاية لصالحها وزعزعة دور الأردن، وهذه الدول تعتقد أن التوازن العالمي يسير بشكل أساسي مع إسرائيل وليس الولايات المتحدة". 

وأوضح أن "موضوع السلام مع إسرائيل لم يحسم حالياً برغم من كل علاقات التطبيع التي حدثت في الفترة الأخيرة"، مشيراً إلى أن "الاستراتيجية الأردنية لعملية السلام تنظر إلى أنها تمس أولاً الأمن الوطني والقومي الأردني، ولا يمكن الوصول لحل جذري إلا بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس". 

المساهمون