واشنطن: حقوق الإنسان في مصر على أجندتنا ولا خطط لاجتماع مع إيران

السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة: حقوق الإنسان في مصر على طاولة نقاشاتنا ولا خطط لاجتماع مع إيران الأسبوع المقبل

17 سبتمبر 2021
غرينفيلد: قصة علاء عبد الفتاح تكسر القلب ويمكنني أن أتخيل لو كنت والدته (فرانس برس)
+ الخط -

صرّحت السفيرة الأميركية للأمم المتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد، لـ"العربي الجديد" في نيويورك، الجمعة، بأنّ قضايا حقوق الإنسان في كل مكان حول العالم على أجندة بلادها، بما فيها وضع حقوق الإنسان والسجناء السياسيين في مصر. وجاءت تصريحات السفيرة الأميركية رداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي مقتضب عقدته في مقر الأمم المتحدة في نيويورك قبيل افتتاح أعمال الجمعية العامة رفيعة المستوى الثلاثاء المقبل.

وكانت السفيرة الأميركية في مستهل حديثها للصحافيين قد تحدثت عن أولويات بلادها خلال اجتماعات الجمعية العامة رفيعة المستوى الأسبوع المقبل، وركزت على قضايا حقوق الإنسان والمناخ وجائحة كورونا.

وطرحت مراسلة "العربي الجديد" سؤالاً حول ما إذا كان المسؤولون الأميركان سيتطرقون خلال لقاءاتهم مع نظرائهم المصريين على هامش أعمال الجمعية العامة إلى قضايا حقوق الإنسان والسجناء السياسيين في مصر، بمن فيهم علاء عبد الفتاح، والذي كان قد عبر في رسالة لوالدته عن مشاعر يأس من معاملته وحبسه الانفرادي، وتحدث لأول مرة، بحسب عائلته، عن خواطر انتحار.

وقالت السفيرة الأميركية في هذا الصدد: "قضايا حقوق الإنسان في كل مكان لها قيمة تركز عليها الولايات المتحدة في كل نقاشاتنا مع جميع شركائنا حول العالم، وهذا الأمر يعكس قيمنا، وأؤكد لكِ أن قضايا حقوق الإنسان في مصر وأي دولة أخرى في العالم على طاولة نقاشاتنا". وأضافت السفيرة الأميركية: "ومرة أخرى فيما يخص قصة الشاب الذي ذكرته (علاء عبد الفتاح) فإنها تكسر القلب، ويمكنني أن أتخيل لو كنت والدته التي وصلتها الرسالة، وأُدرك أنها تريد أن يتم فعل كل شيء من أجل ابنها، وأؤكد لك أن هذا ما نفعله".

وكانت السفيرة الأميركية قد تحدثت مطولاً في مستهل المؤتمر الصحافي عن أن إدارة جو بايدن ستعمل من أجل ترسيخ قضايا حقوق الإنسان، وأنها تضعها على سلم أولوياتها. وقالت: "تُهاجَم الديمقراطية وحقوق الإنسان والنظام العالمي المبني على القوانين. الأنظمة السلطوية تستخدم الجائحة (كورونا) لخرق حقوق الإنسان وإحكام قبضتها. كما تزايدت ملاحقتها لمعارضيها، وتقترف بذلك أعمالاً عدائية عابرة للحدود".

وتحدّثت السفيرة الأميركية عن ضرورة أن يدلي مجلس الأمن بدلوه حول خروقات حقوق الإنسان الفظيعة. كما أعلنت أن بلادها تنوي الترشح لمقعد في مجلس حقوق الإنسان. وأشارت كذلك إلى نيتها عقد "قمة للديمقراطية" في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، لتحديد أجندة تجديد الالتزام بالديمقراطية ودعم حقوق الإنسان ومكافحة الفساد.

لا خطط لاجتماع مع إيران الأسبوع المقبل

وفي الشأن الإيراني، قالت السفيرة إنّ وزير الخارجية أنتوني بلينكن ليست لديه خطط للاجتماع مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال الاجتماع السنوي لزعماء العالم بالأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.

وقالت توماس غرينفيلد للصحافيين: "نتواصل مع الإيرانيين.. وستستمر المناقشات".

وأضافت: "ليس لدينا خطط لعقد اجتماعات ثنائية أثناء وجودهم هنا، لكن ليس معنى هذا أن المناقشات مع الإيرانيين ليس لها قيمة في نظرنا، إذ إننا نريد المضي قدماً في القضايا المتعلقة بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)".

وضع أفغانستان وحقوق الفتيات والنساء

وحول الوضع في أفغانستان والنقاشات خلال أعمال الجمعية رفيعة المستوى والتجديد لعمل بعثة الأمم المتحدة هناك لستة أشهر إضافية، والتي صادق عليها مجلس الأمن بالإجماع صباح الجمعة (بعد المؤتمر الصحافي لكن المصادقة كانت متوقعة)؛ قالت السفيرة الأميركية: "أتوقع يكون هناك عدد من النقاشات حول أفغانستان الأسبوع المقبل خلال اجتماعات الجمعية العامة رفيعة المستوى. وسنؤكد على التزامنا للشعب الأفغاني وخاصة الفتيات والنساء، وسنؤكد على ما يقلقنا حول الوضع على الأرض".

وتابعت "نحث طالبان على الإصغاء إلى المجتمع الدولي، وأن يأخذوا الخطوات اللازمة التي تطمئنه، وأهم من ذلك طمأنة الأفغان أنفسهم إلى أنهم سيحترمون حقوقهم. جزء من هذه التعهدات قامت طالبان بقطعها للأمم المتحدة وبصيغة مكتوبة. وسوف نحاسب طالبان على ما يفعلونه، وليس على ما يقولونه، أو الالتزامات التي سلموها بصيغة مكتوبة".

وعن السبب وراء عدم تضمن القرار التي تبناه المجلس حول التجديد لبعثة الأمم المتحدة عبارة حول الحفاظ على حقوق الفتيات والنساء؛ قالت السفيرة الأميركية: "إن التجديد لعمل بعثة الأمم المتحدة كان بمثابة تجديد آلي، والجزء الوحيد والرئيس الذي تم تغييره يتعلق بعدم إعطاء اعتراف ضمني بحكم طالبان". وأضافت: "إن التزامنا تجاه حقوق النساء والفتيات لم يضعف في القرار، بل إننا مصممون على أن يتم احترام حقوق الفتيات والنساء".

وحول الوضع في ليبيا والتجديد لعمل بعثة الأمم المتحدة هناك؛ قالت إن بلادها تعمل مع بقية الدول للتجديد لعمل بعثة الأمم المتحدة فيها، وتبني قرار يدعم المجهودات لتحقيق انتخابات ناجحة في ديسمبر/ كانون الأول.

وأكدت أنّ الرئيس بايدن سيأتي إلى نيويورك صباح الثلاثاء لإلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكنه سيعود في اليوم نفسه إلى واشنطن ويحضر بقية الاجتماعات رفيعة المستوى عن بعد، من أجل خفض عدد الاجتماعات الشخصية بسبب جائحة كورونا. وأكدت أن وفد الولايات المتحدة لأعمال الجمعية العامة رفيعة المستوى صغير نسبياً مقارنة بالأعوام التي سبقت بسبب انتشار الجائحة.