السعودية تتجه لإعلان الحكومة اليمنية بعد "تطبيق مشوّه" لاتفاق الرياض

السعودية تتجه لإعلان الحكومة اليمنية بعد "تطبيق مشوّه" لاتفاق الرياض

16 ديسمبر 2020
حكومة مناصفة بين المحافظات الشمالية والجنوبية (تويتر)
+ الخط -

تتجه السعودية للإعلان عن خطوة تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة، رغم التشوهات التي رافقت تطبيق الشق العسكري من اتفاق الرياض الموقع بين "الشرعية" المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي.  

ومن المرجح أن يتم الإعلان عن تشكيل الحكومة، الخميس، رغم أنباء عن تذبذب في موقف الدكتور أحمد عوض بن مبارك المرشح لمنصب وزير الخارجية، وفقاً لمصدر رئاسي يمني تحدث لـ"العربي الجديد".  

وذكر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن بن مبارك، الذي يشغل حالياً منصب سفير اليمن في واشنطن، أبدى تخوفه من قبول الحقيبة السيادية ولم يحسم القرار بعد، متوقعاً أن يفرض الرئيس هادي عليه بقبول القرار.  

وحسب مصادر حكومية لـ"العربي الجديد"، ستعقد حكومة تصريف الأعمال، نهار الخميس، اجتماعاً أخيراً في مقر إقامتها المؤقت بالرياض، بهدف توديع الوزراء الذين سيغادرون مناصبهم، جراء تقليص عدد الحقائب إلى 24، وترشيح غالبية المكونات لوجوه جديدة. 

وطرح الوسطاء السعوديون، الخميس الماضي، مهلة أسبوع لتطبيق الشق العسكري من اتفاق الرياض، على أن يعقبها مباشرة تشكيل حكومة المناصفة بين المحافظات الشمالية والجنوبية بمشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي.  

وانقلب التحالف السعودي الإماراتي على الآلية المطروحة لتطبيق الشق العسكري من اتفاق الرياض، عندما أدرج ألوية العمالقة السلفية المدعومة إماراتياً والمرابطة في الساحل الغربي، كقوات لحفظ السلام في أبين، بعدما فشلت الانسحابات المتبادلة للقوات الحكومية والانفصالية.  

وقالت مصادر عسكرية حكومية، لـ"العربي الجديد"، إن الشق العسكري أيضاً لم يتم تطبيقه حرفياً في أبين، حيث انسحبت القوات لعدة كيلومترات فقط، ولم تتوجه إلى جبهات القتال ضد الحوثيين، كما نصت الآلية التنفيذية لاتفاق الرياض، فضلاً عن استدعاء ألوية العمالقة، بعد تكليفها بتنفيذ نقاط فاصلة بين الأطراف المتنازعة.  

وأعلنت قوات ألوية العمالقة، مساء الأربعاء، أنها بدأت مهام الفصل بين القوات الحكومية والانفصالية، ونشر نقاط مراقبة في خطوط التماس بمحافظة أبين، بالتزامن مع قيام فرقها الهندسية، بعمليات مسح وتطهير للمناطق الفاصلة لنزع الألغام والمتفجرات، وفقاً لبيان نشرته على موقعها الإلكتروني.  

وأفصحت ألوية العمالقة أن مهمتها الجديدة في أبين، جاءت بتكليف من قائد قوات التحالف بالساحل الغربي لليمن، الإماراتي حمد أبو راشد، وليس من اللجنة السعودية المكلفة بتطبيق الشق العسكري لاتفاق الرياض والمتواجدة في عدن منذ أغسطس/آب الماضي.  

وكان التحالف السعودي الإماراتي قد استبق انتشار ألوية العمالقة في نقاط التماس بأبين، بالإعلان عن نجاح تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، بفصل القوات في أبين وخروجها من عدن، لكن مصادر عسكرية أكدت لـ"العربي الجديد"، أن العاصمة المؤقتة لا تزال تحت سيطرة كاملة للقوات المدعومة إماراتياً.  

ونصت الآلية التنفيذية لاتفاق الرياض على دخول اللواء الأول حماية رئاسية المرابط في شقرة بأبين إلى عدن من أجل حماية قصر معاشيق الرئاسي والمقرات السيادية للدولة، ولا يعرف ما إذا كانت القوات المدعومة إماراتياً ستسمح بذلك أم لا.  

ويبدو أن التحالف السعودي الإماراتي سيكتفي بنشر ألوية العمالقة فقط في نقاط التماس بمحافظة أبين باعتباره تطبيقاً للشق العسكري، وذلك من أجل الذهاب إلى الخطوة التالية وهي تشكيل حكومة الشراكة برئاسة معين عبدالملك.  

ووفقاً للجدول الزمني للخطة السعودية، من المقرر أن يتم الإعلان عن الحكومة غداً الخميس، ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التأكد من مصدر حكومي أو رئاسي حول إمكانية تحقيق ذلك، كما لم يصدر بيان رسمي من القوات الحكومية حول مسألة نجاح تطبيق الشق العسكري وطبيعة الوضع في مدينة عدن.  

وفي سياق الترتيبات لإعلان الحكومة، ناقشت هيئة رئاسة البرلمان الموالي للشرعية، الأربعاء، مع رئيس الوزراء المكلف، الأولويات العاجلة للحكومة الجديدة المتوقع إعلانها قريباً، وكذلك عودتها إلى عدن لممارسة مهامها، وفقاً لوكالة "سبأ" الخاضعة للحكومة المعترف بها.  

وطالب البرلمان، الحكومة الجديدة، بتضمين برنامج عملها الذي ستعرضه على مجلس النواب لنيل الثقة، عدة "إجراءات وإصلاحات في مختلف المجالات بينها تنمية الموارد وتعزيز الرقابة والمحاسبة وتفعيل مؤسسات الدولة، إضافة إلى توحيد الصف الوطني في معركة استكمال استعادة الدولة وانهاء الانقلاب الحوثي، ودعم جبهات القتال". 

وقال رئيس مجلس النواب، سلطان البركاني، إن وجود الحكومة والبرلمان داخل الوطن "سيشكل علامة فارقة في معركة استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي". 

وفي المقابل، كشف رئيس الحكومة المكلف، معين عبدالملك، عن ما أسماها بـ"الخطط الأولية لبرنامج الحكومة الجديدة"، لافتاً إلى أنه يتضمن رؤية واضحة لما ينبغي عمله على جميع المستويات، ومعالجة الأخطاء المتراكمة والعمل كحكومة كفاءات سياسية بشكل فاعل وشفاف يخضع للمحاسبة والمساءلة من قبل البرلمان. 

وتوقع عبدالملك، أن يثمر تنفيذ برنامج الإصلاحات المعد في الانعكاس بشكل عاجل وسريع على الأداء الاقتصادي والجوانب المالية والنقدية، يلمس ثمارها المواطن وتنعكس على حياته المعيشية اليومية. 

تجاهل انقلاب سقطرى

وفي السياق، استنكر وزير الثروة السمكية اليمني، فهد كفاين، التجاهل السعودي للانقلاب الذي نفذه المجلس الانتقالي الجنوبي في سقطرى، والذهاب لإعلان حكومة جديدة، رغم الاتفاق مسبقاً على تطبيع الأوضاع بالجزيرة.  

https://twitter.com/fahadkafayan/status/1339295247948525569

وقال كفاين الذي ينحدر من سقطرى، في سلسلة تغريدات على تويتر "من غير المقبول تجاهل الانقلاب الذي تم في أرخبيل سقطرى والذهاب إلى إعلان الحكومة دون الالتزام بالتعهدات التي تمت والتي نصت على سحب الميليشيات المسلحة من مؤسسات الدولة وعودة الأرخبيل إلى كنف الدولة و الشرعية".  

وأشار المسؤول اليمني، إلى أن الوضع في سقطرى يزداد سوءاً مع استمرار المليشيا المدعومة إماراتياً في ممارساتها الانقلابية والسيطرة على مؤسسات الدولة بقوة السلاح.