في قضية "خيانة عظمى" جديدة تشهدها روسيا، أصدرت محكمة إقليم زابايكاليه الواقع جنوب شرق سيبيريا، اليوم الخميس، حكماً بالسجن المشدد لمدة ثماني سنوات، بحق مواطن روسي يدعى فلاديمير فاسيلييف، لإدانته بتهمة جمع وتسليم بيانات تشكل أسرار الدولة لأجهزة استخباراتية صينية.
وقالت الناطقة باسم المحكمة، فيكتوريا ميخايليوك، لوكالة "تاس" الرسمية الروسية: "أدانت محكمة زابايكاليه الإقليمية المواطن الروسي فلاديمير فاسيلييف بموجب المادة الـ 275 من القانون الجنائي الروسي ("الخيانة العظمى") لجمعه وتسليمه بيانات تشكل أسرار الدولة لأجهزة خاصة أجنبية. حُدِّدَت العقوبة بالسجن لمدة ثماني سنوات مع أدائها في إصلاحية ذات نظام مشدد. دخل الحكم حيز التنفيذ".
واعتقل فاسيلييف البالغ من العمر 52 عاماً في إقليم زابايكاليه في أغسطس/ آب 2019، ثم نُقل إلى موسكو لإجراء أعمال التحقيق.
وبحسب مصدر "تاس" في الأجهزة الأمنية، اعترف فاسيلييف بمسؤوليته. وأوضح المصدر أن فاسيلييف كان يجمع معلومات سرية ويسلّمها للأجهزة الخاصة الصينية، دون الكشف عن مزيد من ملابسات القضية.
وهذا ثالث حكم في قضية "خيانة عظمى" يصدر في المحاكم الروسية خلال آخر شهرين. وتنص العقوبة بموجب هذه المادة على سجن المدان لمدة تراوح بين 12 و20 عاماً، وغرامة مالية تصل إلى 500 ألف روبل (حوالى 7 آلاف دولار) أو راتب أو دخل آخر للمدان لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
ومع ذلك، لا تقتصر هذه المادة على ملاحقة من اطلعوا على بيانات سرية في إطار خدمتهم أو دراستهم أو عملهم، بل أيضاً في "حالات أخرى"، ما يوسع مجال التفسير والتطبيق الواسع لمفهوم "الخيانة العظمى".
وتشهد روسيا في الآونة الأخيرة مجموعة من القضايا المثيرة للجدل تتعلّق بالمادة الـ 275، ولعل أكثرها شهرة اعتقال الصحافي السابق بجريدتي "كوميرسانت" و"فيدوموستي"، إيفان سافرونوف، في يوليو/ تموز الماضي بتهمة التعاون مع الاستخبارات التشيكية وتمديد حبسه احتياطياً حتى 7 مارس/ آذار المقبل.