السجن المؤبد لجندي روسي في أول قضية جرائم حرب بأوكرانيا

السجن المؤبد لجندي روسي في أول قضية جرائم حرب بأوكرانيا

23 مايو 2022
من إحدى جلسات المحاكمة (Getty)
+ الخط -

حكمت محكمة أوكرانية، الاثنين، على جندي روسي اعترف بارتكاب جريمة قتل مدني بالسجن المؤبد، وهو الحكم الأقصى، وسط مؤشرات على أن الكرملين قد يعقد محاكمات مماثلة، خاصة للمقاتلين الأسرى الذين احتجزوا في مصنع الصلب في ماريوبول.

في غضون ذلك، وفي تعبير علني نادر عن معارضة الحرب من قبل صفوف النخبة الروسية، استقال دبلوماسي مخضرم من الكرملين وأرسل رسالة لاذعة إلى زملائه الأجانب قال فيها عن الغزو: "لم أشعر أبدًا بالخجل من عملي كما شعرت اعتباراً من 24 فبراير/شباط من هذا العام".

كما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى فرض عقوبات "قصوى" على روسيا، في خطاب بالفيديو وجهه إلى زعماء العالم والمديرين التنفيذيين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.

وفي ساحة المعركة، اندلع قتال عنيف في دونباس في الشرق، حيث كثفت القوات الروسية قصفها.

وتعرضت المدن التي لا تخضع للسيطرة الروسية للقصف باستمرار، وقال مسؤول عسكري أوكراني إن القوات الروسية استهدفت المدنيين الذين كانوا يحاولون الفرار.

وفي أول ما يمكن أن يكون عدداً كبيراً من محاكمات جرائم الحرب داخل أوكرانيا، حكم على السارجنت الروسي فاديم شيشيمارين، 21 عامًا، بالسجن المؤبد، لقتله رجلا يبلغ من العمر 62 عامًا برصاصة في رأسه، في قرية بمنطقة سومي الشمالية الشرقية، في الأيام الأولى من الحرب. شيشيمارين، عضو أسير في وحدة دبابات، اعتذر لأرملة الرجل في المحكمة.

وجادل محامي الدفاع الذي عينته أوكرانيا، فيكتور أوفسيانيكوف، أن موكله لم يكن مستعدًا "للمواجهة العسكرية العنيفة" والخسائر الجماعية التي واجهتها القوات الروسية عندما غزت البلاد. وقال إنه سيستأنف على الحكم.

وقال المدافع عن الحريات المدنية الأوكرانية فولوديمير يافورسكي، إن هذه "عقوبة قاسية للغاية لقتل شخص واحد خلال الحرب". لكن عارف أبراهام، محامي حقوق الإنسان المقيم في بريطانيا، قال إن المحاكمة أجريت "بما يبدو أنها إجراءات قانونية كاملة وعادلة"، بما في ذلك الوصول إلى محام.

ويحقق ممثلو الادعاء الأوكرانيون في الآلاف من جرائم الحرب المحتملة، فقد قصفت القوات الروسية في مدينة ماريوبول مسرحاً كان يحتمي فيه مدنيون وقصفت مستشفى للولادة.

وفي أعقاب انسحاب موسكو من محيط كييف قبل أسابيع، تم الكشف عن مقابر جماعية، وتناثرت الجثث في شوارع مدن مثل بوتشا.

وقال أبراهام إن القضايا الصعبة قد تكون بحاجة إلى أن ترفع للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا.

وكان شيشيمارين قد أخبر المحكمة أنه في البداية عصى أمر قائده المباشر، بإطلاق النار على مدني أعزل، ولكن لم يكن أمامه خيار سوى اتباع الأمر عندما كرره ضابط آخر بالقوة.

مع ذلك، أشار أبراهام إلى أن اتباع الأمر ليس دفاعا بموجب القانون.

وقبل إصدار الحكم، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن موسكو غير قادرة على الدفاع عن الجندي "على الأرض"، ولكن ستنظر في أن تفعل ذلك "من خلال قنوات أخرى".

وهددت السلطات الروسية بعقد محاكمات للأوكرانيين الأسرى، لا سيما المقاتلين الذين صمدوا في مصانع الصلب المدمرة، آخر معقل للمقاومة في المدينة الساحلية الاستراتيجية جنوبي البلاد.

وذكرت هيئة التحقيق الرئيسية في روسيا أنها تعتزم استجواب المدافعين عن ماريوبول من أجل "التعرف على القوميين"، وتحديد إذا ما كانوا متورطين في جرائم ضد المدنيين.

استغلت السلطات الروسية الأصول المتطرفة لإحدى الكتائب هناك، واصفة مقاتلي كتيبة آزوف بـ"النازيين" واتهمت قائدهم "بارتكاب فظائع عديدة" بدون أدلة.

وطلب المدعي العام الروسي من المحكمة العليا في البلاد تصنيف كتيبة آزوف منظمة إرهابية.

في المقابل، طالب أفراد عائلات المقاتلين بمنحهم حقوقهم كأسرى حرب والعودة في نهاية المطاف إلى أوكرانيا.

(فرانس برس)

المساهمون