الساحل السوري: اشتباكات متقطعة باللاذقية ومعارك عنيفة بطرطوس وسط موجة نزوح
استمع إلى الملخص
- هاجم مسلحون من فلول النظام السابق مواقع حيوية، مما أسفر عن اشتباكات عنيفة وسقوط قتلى من الأمن العام، بينما أرسلت وزارتي الدفاع والداخلية تعزيزات لضبط الأوضاع.
- تعاني المناطق المتأثرة من نقص في الخدمات الأساسية، وسط مناشدات للحكومة السورية للتدخل السريع، بينما بدأت بعض المدن في استعادة مظاهر الحياة الطبيعية تدريجياً.
الدفاع السورية تدفع بتعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة
موجة نزوح من القرى إلى مدينتي اللاذقية وطرطوس
عودة محدودة لمظاهر الحياة الطبيعية في مراكز بعض المدن
تشهد مناطق الساحل السوري في محافظتي اللاذقية وطرطوس تراجعاً في حدة العمليات العسكرية مع وجود بعض الاشتباكات والهجمات المتفرقة وأعلنت وزارتا الدفاع والداخلية عن إرسال تعزيزات إضافية لقواتها في المنطقة، ويأتي ذلك وسط موجة نزوح من قرى المنطقة باتجاه مدينتي اللاذقية وطرطوس.
وهاجم مسلحون من فلول النظام السابق، فجر اليوم الأحد، الإدارة العامة للشركة السورية للمحروقات (سادكوب) في اللاذقية، وسُمعت أصوات رصاص واشتباكات متقطعة بالقرب من مرفأ اللاذقية دون معلومات عن خسائر بشرية. كما اندلعت اشتباكات متقطعة بين الجيش السوري ومسلحين موالين للنظام السابق في منطقة الحفة بريف اللاذقية حيث قُتل ثلاثة عناصر من الأمن العام في المنطقة. وفي ريف طرطوس الجنوبي قُتل عنصر من الأمن في هجوم على دورية بمحيط مدينة بانياس، كما اندلعت اشتباكات عنيفة وسمع أصوات قذائف مدفعية على الحدود السورية - اللبنانية بالقرب من طرطوس.
وفي سياق متصل، واصلت وزارة الدفاع إرسال تعزيزات عسكرية إلى منطقة الساحل لضبط الأوضاع، ووصل صباح الأحد رتل صخم من إدلب إلى اللاذقية، كما أعلنت وزارة الداخلية إرسال تعزيزات إضافية لمنطقة القدموس بريف طرطوس قالت إنها لضبط الأمن. وبدأت قوات الأمن العام منذ يوم أمس إقامة حواجز عسكرية في الطرقات الرئيسية المؤدية إلى قرى ريف اللاذقية ذات الغالبية العلوية والتدقيق في مهام العسكريين وانتمائهم لوزارة الدفاع من عدمه، بعد انتهاكات وأعمال قتل سُجلت بحق مدنيين خارج نطاق القانون.
وشهدت مناطق اللاذقية وطرطوس موجات نزوح داخلي إذ توجهت عائلات من الريف إلى مدينتي اللاذقية وطرطوس، وخلت قرى ذات أغلبية علوية في ريف اللاذقية بالقرب من مناطق الاشتباكات كثيرة من سكانها خوفاً من الانفلات الأمني، كما لوحظ توجه عائلات كثيرة نحو الحدود اللبنانية. وتوجه أمس السبت وفد حكومي وعسكري يقوده المسؤول الأمني، ساجد الديك، إلى قاعدة حميميم الروسية لإعادة مجموعة من الأهالي لجؤوا للقاعدة وتعهد بحمايتهم وممتلكاتهم، وأعلن الديك أن الأمن العام أوقف خمس شخصيات كبيرة من فلول النظام في الساحل السوري دون أن يكشف عن أسمائهم.
من جانب آخر، شهدت مراكز المدن مثل اللاذقية وجبلة وبانياس وطرطوس صباح اليوم عودة محدودة لمظاهر الحياة الطبيعية، وبدأ البعض بتفقد متاجرهم وسياراتهم والتوجه للأفران ومحال المواد الاستهلاكية كما بدأت فرق الدفاع المدني بإزالة الحواجز وتنظيف الطرقات، ويعاني سكان الساحل السوري غياب الكهرباء والماء وصعوبة في الحصول على الطعام، لا سيما في المناطق التي تشهد اشتباكات وتوتراً أمنياً. وبرزت مناشدات للحكومة السورية لسرعة معالجة الأمور مع تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وقُتل عشرات المدنيين والعسكريين في اشتباكات بدأت في ريف اللاذقية بعد هجوم مسلحين موالين للنظام السابق على الأمن العام، يوم الخميس الماضي، وتمكنت قوات الجيش والأمن من السيطرة على مركز المدينة مع استمرار التوتر في الريف، فيما شهدت العمليات العسكرية انتهاكات تمثلت بالقتل واحراق الممتلكات مع تقديرات تشير إلى مقتل العشرات في أعمال عنف طائفية.