الرواية الإسرائيلية لإطلاق النار من سورية: "نقطة تحوّل"

26 مارس 2025   |  آخر تحديث: 12:19 (توقيت القدس)
آلية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في درعا بسورية، 19 ديسمبر 2024 (نبيهة الطه/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الجبهة السورية تصعيدًا بعد إطلاق النار من سوريا على جنود إسرائيليين، حيث اعتبر جيش الاحتلال الإسرائيلي الحادث "نقطة تحول" في المنطقة، عقب محاولة توغل إسرائيلية في قرية كويا بريف درعا الغربي.
- أطلق مسلحون سوريون النار على وحدة استطلاع الجولان، مما دفع الجيش الإسرائيلي للرد بإطلاق النار واستخدام مسيّرة، مع تعزيز القوات بعناصر إضافية واستخدام قذائف الهاون والدبابات.
- تعتبر منطقة جنوب الجولان السوري خطرة بسبب التضاريس الوعرة والتوجهات الإسلامية المتشددة، ويواصل الجيش الإسرائيلي إقامة مواقع عسكرية وشن غارات جوية.

تنظر دولة الاحتلال إلى ما حدث على أنه "أخطر حادثة" في الجولان

المجموعة التي أطلقت النار تضم 5 إلى 8 سوريين لم يتم التعرف عليهم

من المتوقع أن تحدث تغييرات في أنماط النشاط العملياتي في المنطقة

يعتبر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن إطلاق النار من سورية باتجاه عدد من جنوده، أمس الثلاثاء، يشكّل "نقطة تحوّل" على الجبهة السورية، فيما تشير تحقيقاته إلى أن "المسلّحين" فتحوا النار عن مسافة 300 متر فقط، قبل استهدافهم بمُسيّرة إسرائيلية.

وعقدت قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال جلسة تقييم للوضع، اليوم الأربعاء، ومن المتوقع إجراء تغييرات في الاعتبارات العملياتية للاحتلال في المنطقة. ويدور الحديث عن تصدّي مجموعة من الشبان لقوة إسرائيلية، حاولت أمس التوغّل في قرية كويا في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، في أول اشتباك من نوعه، في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية والتوغلات البرية في الجنوب السوري.

وتنظر دولة الاحتلال إلى ما حدث على أنه "أخطر حادثة" في الجولان السوري المحتل، منذ سقوط نظام بشار الأسد قبل نحو أربعة أشهر، وسيطرة جيش الاحتلال على بعض المناطق خلف الحدود في الهضبة. وفي التفاصيل، وفق رواية الاحتلال التي نشرها موقع واينت العبري اليوم، كان جنود المشاة من جنود وحدة استطلاع الجولان (وهي وحدة جديدة، أنشئت العام الماضي في فرقة الباشان في جيش الاحتلال التي تسيطر على الحدود السورية)، يقومون بدوريات علنية في الصباح الباكر على الجانب الشرقي، الأبعد، لوادي الرقاد المتعرّج قرب نقطة التقائه مع نهر اليرموك، في الزاوية الجنوبية من الجولان السوري المحتل، بالقرب من المثلث الحدودي بين سورية والأردن والأراضي المحتلة.

وبحسب تحقيقات جيش الاحتلال وروايته، التي نقلها الموقع العبري، فإن مجموعة مكوّنة من 5 إلى 8 مسلّحين سوريين، لم يتم التعرف عليهم بعد في الاستخبارات الإسرائيلية، خرجت باتجاه الجنود من قرية كويا، وهي قرية "لم تُنفذ فيها بعد عمليات تمشيط وجمع أسلحة"، من قبل الجيش، "وتمركزوا في أطراف القرية وفتحوا النار على جنود وحدة استطلاع الجولان الذين ردوا بإطلاق النار عليهم".

وأصابت النيران محيط القوة، ولكن لم تقع إصابات في صفوفها. وفي غضون ذلك، نشر جيش الاحتلال قوات إضافية من الكتيبة 890 التابعة للواء المظليين، والتي أطلقت قذائف الهاون لعزل المنطقة، فيما قامت الدبابات بتغطية جنود المشاة. ووسط نيران فرقة الباشان، تم تفعيل مسيّرة من طراز "زيك" تابعة لسلاح الجو، والتي رصدت "المسلّحين" وهاجمتهم بدقة.

وفي أعقاب الحادثة، عُقد اليوم تقييم للوضع في قيادة المنطقة الشمالية، ومن المتوقع أن تحدث تغييرات في أنماط النشاط العملياتي في المنطقة. ويشير التحقيق إلى أنه لم يكن لدى قوات الاحتلال إنذار عيني بشأن إطلاق النار عليها، ولكن يتم أخذ نمط المواجهة، وكذلك سيناريو وجود مواقع مزروعة بالعبوات الناسفة بعين الاعتبار، في كل عملية مشابهة خلف الحدود.

وتُعتبر منطقة الحادثة في جنوب الجولان السوري، أكثر خطورة بالنسبة لجيش الاحتلال، مقارنة بوسط وشمال الهضبة، لسببين رئيسيين، وفقاً للموقع العبري، أولاً، التضاريس في هذه المنطقة تجعل السيطرة العملياتية أكثر صعوبة بسبب الوديان العميقة التي تخلق العديد من المناطق الميتة للمراقبة ومسارات تسلل متعددة، على عكس السهول المفتوحة في بقية أجزاء الجولان. ثانياً، يزعم الاحتلال أن سكان هذه المنطقة يُعتبرون أكثر ميلاً إلى التوجهات الإسلامية المتشدّدة، وأنهم وفّروا في العقد الماضي ملاذاً لفصيل متطرف من تنظيم داعش، الذي حاول في ذلك الوقت عدة مرات استهداف قوات جيش الاحتلال.

في سياق متصل، يواصل الجيش الإسرائيلي في هذه الأيام، استكمال إقامة المواقع العسكرية في الجولان السوري المحتل، ولكنه لم يصل بعد إلى خط التلال الثاني لاتجاه الشرق، حيث يزعم رصد تحرّكات مشبوهة بين حين وآخر في المواقع المهجورة هناك، كما يواصل سلاح الجو شن غارات على ما يدّعي أنه مخازن أسلحة ووسائل قتالية في المناطق الأبعد في الجولان السوري وجنوب دمشق ومناطق أخرى.