الرهينة الإسباني بعد تحريره من شمال مالي: ما زلت تحت تأثير الصدمة

22 يناير 2025
لحظة وصول الرعية الإسباني إلى العاصمة الجزائرية، 22 يناير 2025 (الخارجية الجزائرية)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عبّر الرهينة الإسباني جواكيم كندا نافارو عن سعادته بتحريره بعد اختطافه في جنوب الجزائر، مشيدًا بجهود الجزائر في تأمين سلامته، وأكد أنه لا يزال تحت تأثير الصدمة.
- أشادت إسبانيا بالجهود الجزائرية في تحرير الرهينة، حيث أكد الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية على تسخير كل الإمكانات بالتعاون مع شركاء أمنيين، مجددًا إدانة الإرهاب.
- تم تحرير الرهينة بفضل تدخل جبهة تحرير أزواد وضغط عسكري، واستبعدت وزارة الدفاع الجزائرية فرضية العمل الإرهابي، مشيرة إلى أن الاختطاف كان من قبل عصابة مسلحة.

عبّر الرهينة الإسباني الذي تم تحريره في شمال مالي، جواكيم كندا نافارو، عن سعادته بتحريره بعد عملية اختطاف كان قد تعرض لها في 14 يناير/ كانون الثاني الجاري جنوب الجزائر قبل نقله إلى شمال مالي، فيما ثمنت إسبانيا الجهود الجزائرية لإنهاء هذه القضية.

وقال الرهينة الإسباني الذي بدا بصحة جيدة خلال تسليمه إلى سلطات بلاده في مقر وزارة الخارجية الجزائرية: "أنا سعيد بوجودي هنا.. أشكر الجزائر كثيرا على الجهود التي بذلتها وعلى رعايتها وحرصها على تأمين سلامتي في كل لحظة، وبشكل خاص أود أن أشكر رئيس الجزائري الذي كنت أعلم أنه كان دائم الحضور والمتابعة"، وأضاف "أنا لا أزال تحت تأثير الصدمة وأحتاج إلى بضعة أيام لاستعادة الهدوء والسكينة التي أحتاجها بشدة".

ولم يكشف جواكيم نافاور الذي كان يتحدث الفرنسية بشكل جيد، كيفية اختطافه والعبور به ونقله من جنوب الجزائر إلى داخل مالي، كما لم يتحدث عن ظروف احتجازه من قبل خاطفيه في شمال مالي، وملابسات تحريره وتسلمه من قبل قوات جبهة أزواد.

وعلى الرغم من تأكيد السلطات الجزائرية في بيان الليلة الماضية، أن الرعية الإسباني "كان في رحلة سياحية، وتم اختطافه بتاريخ 14 يناير 2025، بالمنطقة الحدودية الجزائرية- المالية من طرف عصابة مسلحة مكونة من خمسة أفراد"، إلا أنه لا يُعرف ما إذا كان السائح الإسباني قد انحرف عن المسالك السياحية المؤمنة في جنوبي الجزائر، ما سهل للعصابة الإجرامية اختطافه، خاصة وأن تنقل الأجانب إلى مناطق أقصى جنوبي الجزائر قرب الحدود مع دول الساحل للسياحة أو أي غرض بما فيها العمل، مرتبط في الغالب بتدابير وبرتوكولات أمنية تتخذها السلطات الجزائرية، لحمايتهم من التهديدات الأمنية القادمة من منطقة شمال مالي والساحل.

وقال الأمين العام لوزارة الخارجية لجزائرية لوناس ماقرمان خلال حفل التسليم الرعية الإسباني بحضور السفير الإسباني في الجزائر، إن "الجزائر لم تدخر أي جهد في تسخير كل الإمكانات المادية والبشرية لتحرير الرعية الإسباني الذي جاء نتيجة جهود مكثفة لمختلف الجهات الأمنية مع شركاء أمنيين في المنطقة"، مشيرا إلى أنه "منذ الوهلة الأولى لعملية الاختطاف أسدت السلطات العليا للبلاد تعليمات للحرص على سلامة المختطف والبحث عن الرهينة"، وجدد المسؤول الجزائري إدانة بلاده "لكل الممارسات العنيفة والجماعات الإرهابية في كل أصقاع العالم بكل أصنافها، مؤكدًا على ضرورة توحيد الجهود للقضاء على الإرهاب وكل الأعمال التي تشكل رافدا لتمويله.

من جانبه، ثمن السفير الإسباني في الجزائر فرناندو موران، جهود السلطات الجزائرية، مشددًا على دور "الجزائر المهم في محاربة الارهاب وفي ضمان استقرار دول المنطقة جميعها".

وكان الرعية الإسباني قد وصل الليلة الماضية إلى العاصمة الجزائرية بعد تحريره في شمال مالي، على متن طائرة خاصة من مطار تين زواتين أقصى جنوبي البلاد على الحدود مع شمال مالي، إلى القاعدة الجوية ببوفاريك قرب العاصمة الجزائرية، بعد أن تسلمته السلطات من جبهة تحرير أزواد التي كانت تمكنت من تحريره من خاطفيه مساء أول أمس، بضغط عسكري وبتدخل من وجهاء منطقة أزواد، وسلمته لاحقا إلى الجانب الجزائري.

كما كان لافتا أن بيان وزارة الدفاع الجزائرية الليلة الماضية، استبعد فرضية العمل الإرهابي، وتحدث عن "عصابة مسلحة"، في إشارة الى شبكات الجريمة المنظمة التي تنشط في إطار الاتجار بالبشر.

المساهمون