قال مسؤولون عراقيون في بغداد وأربيل، اليوم الخميس، إن رئيس الجمهورية برهم صالح، بدأ وساطة بين بغداد وأربيل، لتقريب وجهات النظر بشأن الملفات العالقة بين الطرفين، فيما أكدوا أن الملف الأمني وما يتعلق بخطوات منع تكرار الهجمات الصاروخية على أربيل حاضرة ضمن ملفات الزيارة.
وأجرى صالح، يوم أمس الأربعاء، زيارة إلى أربيل (عاصمة إقليم كردستان) والتقى خلالها رئيس الإقليم، نيجيرفان البارزاني، وبحث معه عددا من الملفات، إلا أن الزيارة أحيطت بالتكتم، ولم تعلن نتائجها حتى الآن.
وتأتي الزيارة بطلب رسمي قدمه رئيس إقليم كردستان، الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، دعاهما فيه لزيادة الدور الدولي في حل الملفات العالقة بين حكومتي بغداد وأربيل، ومنها ملف محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها بين حكومتي المركز والإقليم، ومشكلة تقاسم الثروات الطبيعية، وغيرها من الملفات الأخرى.
وأعلن مكتب رئيس الجمهورية، في بيان مقتضب أصدره ليل أمس، أن "الرئيس وصل إلى أربيل لبحث الأوضاع السياسية في البلاد، وأهمية تعزيز التعاون بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، من أجل حسم المسائل العالقة وفقا للدستور".
ونشر المكتب صورا للقاء أجراه صالح مع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني خلال الزيارة.
في الأثناء، أعلنت وكالات أنباء كردية محلية، عن لقاء أجراه صالح اليوم مع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، مبينة أنه عقد أيضا اجتماعا آخر مع رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني، ورئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني، وعدد من القيادات الكردية الأخرى.
ووفقا لمسؤول في الحكومة العراقية، فإن زيارة صالح جاءت بعد اجتماع عقده مع رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي في بغداد بشأن أهمية البدء بتصفير المشاكل مع أربيل وعلى رأسها الأمنية منها المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها خاصة مدن كركوك وسنجار.
وقال المسؤول، لـ"العربي الجديد"، إنه من المرجح أن تفضي الزيارة إلى "تقارب بوجهات النظر، خاصة وأن صالح والكاظمي على تواصل مستمر لبحث نتائجها"، كاشفا عن أنه من المنتظر عودة الرئيس صالح إلى بغداد في اليومين المقبلين لمعرفة وجهات النظر لقادة الإقليم فيما يتعلق بملفات المناطق المتنازع عليها وكركوك فضلا عن تنفيذ بنود موازنة العام 2021.
واعتبر أن أربيل تعتبر مطلب إبعاد الفصائل المسلحة عن حدودها بالوقت الحالي هو أبرز الملفات الملحة التي تطلب الحكومة العراقية بتنفيذه، كما أن ملف كركوك وعودة الحزب الديمقراطي الكردستاني للعمل في المدينة تمهيدا للانتخابات من بين الملفات المطروحة.
من جانبه، أكد النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، ديار البرواري، أن زيارة صالح تندرج ضمن مساعيه للتقريب بين وجهات النظر بين بغداد وأربيل، وتصفية عدد من الملفات العالقة بينهما.
وقال البرواري، لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة الرئيس إلى أربيل لا تنحصر ضمن إطار عمله كرئيس للجمهورية، بل هو كشخص فاعل في العملية السياسية بالعراق وله دور وتأثير، نشاهد له تحركات للملمة الأزمات السياسية".
وأضاف أن صالح "دخل على خط جهود حل الأزمات بين بغداد وأربيل بشكل رسمي للضغط على الطرفين من أجل التوصل لتفاهمات طويلة الأمد في الملفات العالقة"، مشيرا إلى أن "الملف الأمني كان حاضرا في حوار صالح مع البارزاني، سيما مع تصاعد الهجمات الإرهابية على أربيل، والملف استدعى أن يكون هناك تنسيق أكبر بين الحكومتين في هذا المجال، ومع قوات التحالف الدولي أيضا".
وأكد "أهمية الزيارة والتي سيكون لها أثر سياسي في تقريب وجهات النظر بين الحكومتين (بغداد وأربيل)".
وعلى الرغم من الحوارات المكثفة التي جرت بين بغداد وأربيل، إلا أنها لم تحسم أغلب الملفات المشتركة، والتي يتعلق بعضها بالمناطق المتنازع عليها بين الحكومتين، وملف عودة البشمركة لكركوك وتلك المناطق، فضلا عن ملفات تتعلق بواردات نفط الإقليم، وواردات المعابر الحدودية بالإقليم، وغيرها من الملفات التي لم تحسم.