الرئيس الجزائري يحاور قادة الأحزاب تمهيداً لـ"المائدة المستديرة"

الرئيس الجزائري يحاور قادة الأحزاب تمهيداً لـ"المائدة المستديرة"

13 يونيو 2022
لم يقدم تبون تفاصيل كثيرة عن مضمون مبادرته (أردا كوتشوككايا/الأناضول)
+ الخط -

يواصل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون استقبال المزيد من قادة الأحزاب السياسية، في إطار الحوار الذي يجريه تمهيداً لـ"مائدة مستديرة"، التي يعتزم عقدها قبل احتفالات الذكرى الستين للاستقلال في الخامس من يوليو/تموز المقبل، لإنجاز مبادرة "لم الشمل واليد الممدودة".

ومنذ الإعلان عن مبادرة "لم الشمل" بمقالة مفاجئة في وكالة الأنباء الرسمية في 03 مايو/أيار الماضي، لم تقدم الرئاسة الجزائرية تفاصيل كثيرة عن مضمونها.

واكتفى تبون، في لقائه مع الجالية أثناء زيارته إلى تركيا، الشهر الماضي، بوصف المشروع بـ"الضروري"، وقال إنه "يهدف لتكوين جبهة داخلية متماسكة" كما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

وأعلن الرئيس الجزائري بالمناسبة عن انعقاد "لقاء شامل للأحزاب في الأسابيع المقبلة" يعقب اللقاءات الفردية التي يجريها مع قادة الأحزاب.

وحصل تبون، أمس الأحد، على إسناد من قبل منظمة المجاهدين (قدماء محاربي ثورة التحرير)، وهي منظمة مرجعية مؤثرة في الجزائر، إضافة إلى دعم قوي من الجيش.

وقالت المنظمة، في البيان الختامي لأشغال المؤتمر الثاني عشر للمنظمة والذي افتتح السبت واستغرق يومين، إنها تجدد مساهمتها في تجسيد "مشروع وطني يحرر القدرات السياسية والاقتصادية ويخلص الوطن من أي تبعية في كل المجالات".

ونص البيان الختامي للمؤتمر الذي عرف مشاركة أزيد من 500 مندوب من مختلف ولايات الوطن على ضرورة "دعم كل المبادرات التي تفتح الآفاق في المجالين الاقتصادي والاجتماعي وكذا الثقافي.

استمرار لقاءات تبون

توازياً، استقبل تبون رئيس حزب صوت الشعب (من الحزام الحكومي وسادس قوة في البرلمان) لمين عصماني، أمس الأحد.

وقال عصماني عقب اللقاء، إن النقاش مع الرئيس تمحور حول "أهمية تقوية الجبهة الداخلية والتوافق من أجل الدفاع عن الجزائر وضرورة تبني رؤية جديدة بذهنيات جديدة".

وصرح بأن "الحوار الذي يواصله رئيس الجمهورية مع كل الشركاء السياسيين والاقتصاديين والمجتمع المدني، هو ثقافة جديدة تعيشها الطبقة السياسية، هدفه بناء جزائر قوية".


 
ووصف النقاش مع رئيس الجمهورية بـ "الجاد والمسؤول"، مشيراً إلى أنه "نقل اهتمامات وانشغالات المواطنين، لا سيما ما تعلق منها بتحسين القدرة الشرائية إلى جانب سبل بناء قاعدة اقتصادية صلبة".

وأضاف، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، "قد التمسنا خلال النقاش إرادة قوية وصادقة لتحقيق تنمية شاملة في البلاد، ونعتبر أنه بفضل النظرة الواقعية والبراغماتية لرئيس الجمهورية فإن الجزائر تعيش قفزة مميزة في العمل الدبلوماسي والاقتصادي".

وفي السياق، قال رئيس حزب الحرية والعدالة، جمال بن زيادي عقب لقائه تبون، أمس، إن لقاءات الحوار السياسي بين تبون وقادة الأحزاب السياسية، "حميدة ويجب الدأب عليها وتوسيعها إلى أكبر عدد ممكن".

وأضاف أن "الرئيس تبون يسعى إلى بناء توافق حول القضايا الوطنية المهمة بهدف تكوين جبهة وطنية يشارك فيها الجميع".

وأردف حديثه قائلاً "لمسنا لدى رئيس الجمهورية صراحة ونية صادقة للمضي قدماً في بناء توافق حول القضايا الوطنية المهمة والحوار مع جميع الشركاء السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين، بهدف تكوين جبهة وطنية يشارك فيها الجميع، لمواجهة ما يحدق بالجزائر من مخاطر".

وتضيف هذه المواقف والتصريحات دعماً سياسياً إضافياً إلى مبادرة تبون، وبالإضافة إلى دعم القوى السياسية على الرغم من عدم الكشف عن تفاصيل هذه المبادرة عُرف عن بعض الترتيبات المتعلقة بالسماح بعودة معارضين من الخارج بعد عفو عنهم، وإطلاق سراح الناشطين ومعتقلي الرأي من السجون، وعددهم أكثر من 300 معتقل. 

أصل المبادرة

ودون سياق واضح، نشرت وكالة الأنباء الرسمية في اليوم العالمي لحرية التعبير (3 مايو من كل عام)، مقالة قالت فيها إن "الرئيس تبون الذي انتخبه الجزائريون المتطلعون لحلول جزائر جديدة، يمد يده للجميع بصفته رئيساً جامعاً للشمل، إلا من تجاوزوا الخطوط الحمراء".

وأضافت: "يجب أن يعرف أولئك الذين لم ينخرطوا في المسعى أو الذين يشعرون بالتهميش أن الجزائر الجديدة تفتح لهم ذراعيها من أجل صفحة جديدة. وكلمة إقصاء لا وجود لها في قاموس رئيس الجمهورية الذي يسخّر كل حكمته للمّ شمل الأشخاص والأطراف التي لم تكن تتفق في الماضي".

بعدها بـ 6 أيام، وتحديداً في 09 مايو الماضي، شرع الرئيس في استقبال قادة أحزاب من مختلف الاتجاهات ومسؤولي مؤسسات غير حزبية.

بدورها، أكدت وزارة الدفاع وقيادة الجيش، في وقت سابق، أن "مبادرة اليد الممدودة التي أطلقها رئيس الجمهورية، تهدف إلى لم شمل كل فئات الشعب الجزائري دون تفرقة وتمييز، لخدمة بلادهم مع طي صفحة الماضي".

وقالت "كل الجزائريين مدعوون اليوم إلى الانخراط في عملية بناء البلاد والتطلع إلى غد أفضل، وتغليب المصلحة العليا للوطن ورص الصفوف ما من شأنه تمكين الجزائر من التصدي للأعداء والحاقدين".

واعتبرت أن هذه المبادرة "أكثر من ضرورية، طالما أنها ترمي إلى تكوين جبهة داخلية متماسكة، تقف من جهة في وجه كل الحملات التشويهية التي تستهدف بلادنا، وتساهم من جهة ثانية في النهوض بالبلاد والدفع بعجلة التنمية الوطنية".

وحتى السابع من يونيو/ حزيران الحالي، استقبل تبون 12 شخصية، 9 منهم قادة أحزاب سياسية، ووزير سابق (مستقل سياسيا) عبد العزيز رحابي، والأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين (أكبر تنظيم نقابي في البلاد) سليم لعباطشة، ورئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني (حكومي) عبد الرحمان حمزاوي.

انقسام المعارضة

في المقابل، انقسمت قوى المعارضة، بين موافق على الحوار السياسي مع تبون ورافض له، أربعة أحزاب من المعارضة اعترضت على الحوار وهي "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، والحركة الديمقراطية الاجتماعية، والاتحاد من أجل التغيير، وحزب العمال (يساري معارض)"، فيما التقت قيادات ثلاث قوى معارضة بالرئيس تبون، وهم رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، ورئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان، والسكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش.

من ضمن قيادات تسعة أحزاب سياسية استقبلها حتى الآن، وهم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي، ورئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني، ورئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، ورئيس حزب الفجر الجديد الطاهر بن بعيبش، ورئيسة تجمع أمل الجزائر فاطمة زرواطي.

كما استقبل، أخيراً، أمين عام اتحاد العمال الجزائريين سليم لعباطشة، ورئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني (هيئة استشارية تتبع الرئاسة) عبد الرحمن حمزاوي، إضافة إلى شخصية مستقلة هو الدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي.