لقاء الساعات الأربع بين الرئيس التونسي والطبوبي: حلحلة الأزمة؟

لقاء الساعات الأربع بين الرئيس التونسي وأمين عام اتحاد الشغل: حلحلة الأزمة؟

15 يناير 2022
الرئيس التونسي قيس سعيّد كرر التهديدات والتحذيرات ذاتها (Getty)
+ الخط -

شكل الاجتماع المفاجئ بين الرئيس التونسي قيس سعيّد والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، مساء اليوم السبت، حدثا إعلاميا وسياسيا بارزا في تونس، ومفاجأة سياسية للمتابعين، في سياق الأزمة التي تشهدها البلاد من ناحية، وبسبب عدم التقاء الرجلين منذ أشهر من ناحية أخرى.

وحاول سعيّد التقليل من هذه الفجوة مؤكدا عدم انقطاع الاتصال بينهما ولو هاتفيا، ونافيا أن يكون هناك أي جفاء بينهما.

وكشف الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "اللقاء بين الطبوبي وسعيّد كان لقاء مطولا دام حوالي أربع ساعات، من الساعة الواحدة إلى الخامسة مساء، وتناول القضايا الهامة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد، والمناخ العام المتوتر إلى أبعد الحدود".

وأوضح الطاهري أن اللقاء "كان صريحا في طرح جميع القضايا المطروحة اليوم، وهواجس الاتحاد في ما يتعلق بالحقوق والحريات وبالأفق السياسي والوضع الاقتصادي المتردي".

وشدد الطاهري "أكدنا أن هذه الأزمة لا يمكن الخروج منها دون تشاركية، وتحدث الرئيس عن نقاش واسع، ولكنه استثنى من سماهم باللصوص"، موضحاً أن "مسألة اللصوص لا تزال غامضة".

وكان الرئيس سعيّد قال، في فيديو نشرته الرئاسة التونسية، إنه يقبل النقاش على قاعدة المبادئ المعلنة، ومع الأطراف التي تقبل بناء مرحلة جديدة، "إلا مع اللصوص".

وبخصوص أفق هذا اللقاء وأهميته في حلحلة الأزمة، قال الطاهري "نرجو أن يفتح هذا اللقاء أفقا جديدا ويبعث برسالة طمأنة نظرا لحالة التوتر الموجودة، وأن يترجم عمليا على أرض الواقع بالتشاور في كل النقاط والقضايا التي تهم تونس".

وأوضح الطاهري أن "التشاور لا يهم الاتحاد فقط، وإنما مع الطيف السياسي والمدني الوطني المؤمن بضرورة الخروج من الأزمة"، مردفا "نحن لا نختلف على أن التشاور يجب أن يكون على قاعدة 25 يوليو/تموز، شرط أن يتقدم إلى مسار"، مؤكدا أن "الأمر سيتوضح أكثر بعد الاطلاع على تفاصيل الاجتماع".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وكان الطبوبي قد قال، عقب لقاء جمعه بالرئيس سعيّد في قصر قرطاج، إنه تم التأكيد خلال اللقاء على أن تخطي هذه المرحلة الصعبة لا يكون بالفعل ورد الفعل، بل بتضامن وطني حقيقي وإطار تشاركي.

وشدد الطبوبي على ضرورة التحلي بالهدوء والحكمة والتعقل، مبينا أن المعركة اليوم هي اقتصادية واجتماعية، وكذلك سياسية.

وأكد الطبوبي أن حرية التعبير والإعلام والتظاهر حقوق لا يمكن المساس بها.

وعبر الطبوبي عن أمله أن تكون الفترة القادمة فترة وعي، وتحدث عن أهمية الإرادة الوطنية التي تؤمن بالنظام المدني والدولة الاجتماعية لصناعة ربيع تونس.

وفي سياق آخر، قال سعيّد، في اجتماع مجلس الوزراء الذي انعقد في غير موعده الأسبوعي المعتاد الخميس، إنه "يرفض كل المحاولات المشبوهة للتدخل في الشأن الداخلي".

وأكد سعيّد، أن "الدولة التونسية واحدة وشعبها واحد وقوانينها واحدة، وأنه لن يتم التسامح مع كلّ من يحاول إسقاط الدولة أو توظيف مرافقها التي يجب أن تظلّ عمومية ومحايدة".

وحثّ سعيّد، بحسب بيان للرئاسة التونسية، من أسماهم "القضاة الشرفاء على أن "يكونوا قوة مبادرة واقتراح، ودعاهم إلى أن يشاركوا في عملية الإصلاح لتحقيق العدل في البلاد".

 

دلالات

المساهمون