يُعدّ يوم الأرض، الذي انفجر في التاسع والعشرين من مارس/آذار عام 1976 في مواجهات في قرية عرابة بين الأهالي الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، مع استشهاد خير ياسين، ثم توالي سقوط الشهداء في الثلاثين من مارس، يوماً فارقاً في تاريخ الفلسطينيين في الداخل، باعتباره أول مواجهة شعبية شاملة بين الفلسطينيين في الداخل، وبين الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود.
وانفجرت التظاهرات في الثلاثين من مارس رداً على قرار الحكومة الإسرائيلية مصادرة نحو 40 ألف دونم من أراضي سخنين وعرابة ودير حنا المعروفة بأراضي المل، وذلك لتخصيصها لإقامة المزيد من المستوطنات، في نطاق خطة تهويد الجليل، وتفريغه من سكانه العرب، وهو ما أدى إلى إعلان لجنة الدفاع عن الأراضي الإضراب العام، وخرجت التظاهرات على الرغم من إعلان الحكومة الإسرائيلية فرض نظام منع التجول.
انفجرت التظاهرات بعد قرار الاحتلال مصادرة نحو 40 ألف دونم
وقد اشتعلت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وبين عناصر الشرطة الإسرائيلية أوقعت خمسة شهداء بالإضافة إلى الشهيد خير ياسين الذي سقط في 29 مارس وهم: خديجة شواهنة، رجا أبو ريا، خضر خلايلة ، محسن طه، ورأفت زهري (والأخير من مخيم نور شمس في الضفة الغربية). وخلال تلك المواجهات، سقط أيضاً مئات الجرحى، فضلاً عن اعتقال مئات آخرين، وفصل آلاف العمال الذين استجابوا لقرار الإضراب من أماكن عملهم. ورفضت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، برئاسة إسحاق رابين، في ذلك الوقت، التحقيق في حالات سقوط الشهداء والجرحى، وحملت المسؤولية لقيادات الجماهير العربية.
وتفيد معطيات لجنة المتابعة العليا، الهيئة القيادية العليا لفلسطينيي 48، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أمس الإثنين، بأن إسرائيل استولت على نحو مليون ونصف مليون دونم منذ احتلالها لفلسطين حتى العام 1976، ولم يبق بحوزة الفلسطينيين هناك سوى نحو نصف مليون دونم، عدا ملايين الدونمات من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة.