الديمقراطيون رداً على ترامب: نظام الحكم في خطر

05 مارس 2025   |  آخر تحديث: 11:03 (توقيت القدس)
السيناتور إليسا سلوتكين خلال تلاوتها ردّ الديمقراطيين على خطاب ترامب، 4 مارس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذرت السيناتور إليسا سلوتكين من أن أجندة الرئيس ترامب قد تؤدي إلى كارثة اقتصادية، متهمة إياه بإعطاء الأولوية للإعفاءات الضريبية للأثرياء وتجاهل الأمن القومي، مما يهدد الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
- انتقدت سياساته الخارجية لتقربه من الدكتاتوريين وابتعاده عن الحلفاء، مما يضعف الزعامة الأميركية ويهدد النظام الديمقراطي، مشبهة نهجه بحلقة سيئة من تلفزيون الواقع.
- دعت إلى إصلاح نظام الهجرة بدلاً من التركيز فقط على تأمين الحدود، وحثت الشعب على المشاركة في العملية الديمقراطية ومحاسبة المسؤولين.

ردّ الديمقراطيون على خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الكونغرس، محذرين من أن أجندته قد تؤدي إلى كارثة اقتصادية للبلاد. وخاطبت السيناتور إليسا سلوتكين من ولاية ميشيغن، الأمة الأميركية بصفتها ممثلة للحزب الديمقراطي، متهمة ترامب بأنه يعطي الأولوية للإعفاءات الضريبية للأثرياء على الطبقة المتوسطة، متجاهلاً مصالح الأمن القومي، قائلة إنه "قد يقودنا إلى الركود مباشرة".

وأوضحت سلوتكين، في خطاب دام نحو 10 دقائق، وجهة نظرها بأن معظم الأميركيين يشتركون في ثلاث معتقدات رئيسية: الطبقة المتوسطة هي "محرك" البلاد، والأمن القومي القوي يحافظ على أمن البلاد، والديمقراطية في البلاد تستحق القتال من أجلها، "بغض النظر عن مدى الفوضى". وأشارت إلى أن ترامب يعطي الأولوية للإعفاءات الضريبية للأثرياء على حساب الطبقة المتوسطة، متجاهلاً مصالح الأمن القومي، وقالت: "إن تصرفاته تشير إلى أنه في قلبه لا يعتقد أننا أمة استثنائية، ومن الواضح أنه لا يعتقد أننا يجب أن نقود العالم"، وأضافت أنها ترى أن أميركا ليست مثالية، لكنها تقف مع غالبية الأميركيين الذين يعتقدون "أننا ما زلنا استثنائيين".

وأشارت إلى أن البلاد أوضحت خلال الانتخابات أن الأسعار مرتفعة للغاية، ولكن ترامب اتخذ نهجاً متهوراً في طريق التغيير، واتهمته بأنه يرغب في تقديم هدية غير مسبوقة إلى أصدقائه المليارديريين، أثناء محاولة خفض حجم الحكومة، وقال إنه "يبحث عن تريليونات الدولارات لتمريرها إلى أغنى أغنياء أميركا، وللقيام بذلك، سيجعلك (بصفتك مواطناً) تدفع في كل جزء من حياتك. أسعار البقالة والمساكن ترتفع، ولا تنخفض، ولم يضع خطة موثوقاً بها للتعامل مع هذا الارتفاع".

وقدّرت أن الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب على الحلفاء مثل كندا سوف ترفع أسعار الطاقة، والأخشاب، والسيارات، وتبدأ حرباً تجارية من شأنها أن تضر بالتصنيع والمزارعين، وسوف تكلف المواطنين المزيد من الأموال، لافتة إلى أن النتائج ستكون ارتفاع الدين العام. وحذرت من أن ترامب يستهدف الضمان الاجتماعي، والرعاية الطبية، وفوائد شؤون المحاربين القدامى، وقالت: "يزعم الرئيس أنه لن يفعل ذلك، لكن إيلون ماسك يرى عكس ذلك"، وتساءلت "هل يشعر أحد بالراحة بالتعامل مع إيلون ماسك وعصابته الذين يستخدمون خوادم الحاسوب الخاصة بهم لفحص إقراراتك الضريبية، ومعلوماتك الصحية، وحساباتك المصرفية؟".

وقالت: "لا توجد رقابة، ولا حماية ضد الهجمات الإلكترونية، في ما يفعلونه ببياناتك الخاصة. نحن في حاجة إلى حكومة أكثر كفاءة. هل تريد خفض الهدر؟ سأساعدك في القيام بذلك، ولكن التغيير لا ينبغي أن يكون فوضوياً أو يجعلنا أقل أماناً"، وانتقدت سياسة الطرد العشوائي للأشخاص الذين يعملون على حماية الأسلحة النووية، وإجراء الأبحاث العلمية، والذين تمت إعادة توظيفيهم بعد أيام، وقالت: "لا يمكن لأي رئيس تنفيذي في أميركا أن يفعل ذلك دون أن يتم طرده على الفور".

النظام الأميركي في خطر

وتطرّقت سلوتكين في ردّها على ترامب إلى السياسات الخارجية، قائلة إنه لا بد أن الرئيس (السابق) رونالد ريغان "يتقلب في قبره" بسبب الخلاف الذين شهده المكتب البيضوي الأسبوع الماضي، في إشارة إلى السجال الذي جرى بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقالت: "نحن بحاجة إلى أصدقاء في كل مكان، وسلامتنا تعتمد على ذلك. يحب الرئيس ترامب أن يفرض السلام من خلال القوة، هذا في الواقع سطر سرقه من رونالد ريغان، ونحن جميعاً نريد نهاية للحرب في أوكرانيا، لكن ريغان أدرك أن القوة الحقيقية تتطلب من أميركا الجمع بين قوتنا العسكرية والاقتصادية والوضوح الأخلاقي، ولم يكن هذا المشهد في المكتب البيضاوي سوى مجرد حلقة سيئة من تلفزيون الواقع، لخص نهج ترامب بالكامل تجاه العالم".

وأضافت أن ترامب يؤمن بالتقرب من الدكتاتوريين مثل فلاديمير بوتين وركل الأصدقاء مثل الكنديين، وأنه يتعامل مع "الزعامة الأميركية على أنها مجرد سلسلة من المعاملات العقارية"، وعبرت عن شعورها بالامتنان لأن ريغان وليس ترامب كان في السلطة في الثمانينيات، لأن ترامب كان "ليتسبب في خسارة الحرب الباردة"، وقالت: "أفضل الزعامة الأميركية على الزعامة الصينية أو الروسية، لأن أميركا قدمت للأجيال شيئاً أفضل، لكن ديمقراطيتنا ونظريتنا، ونظام الحكم، الذي كان طموح العالم، أصبح الآن في خطر".

وقالت إن النظام الأميركي للحكم في خطر، من خلال "تجاهل الرئيس أوامر المحكمة والدستور نفسه، وتجاهل القادة المنتخبين (الجمهوريين) لما يحدث، وعندما يحرّض الرئيس الأميركيين على بعضهم البعض، وعندما يشوّه سمعة أولئك المختلفين معه، ويخبر بعض الناس بأنهم لا ينبغي أن يكونوا جزءاً من المجتمع"، وقالت: "أميركا ليست مجرد قطعة من الأرض بين محيطين. نحن أكثر من ذلك، فقد ناضلت وماتت أجيال من أجل تأمين الحقوق الأساسية التي تميزنا".

أمن الحدود

وفي ما يخص أمن الحدود، اعترفت سلوتكين بوجود مشكلة، لكن اختلفت على طريقة التعامل معها، وقالت: "كل دولة تستحق أن تعرف من وماذا يأتي عبر حدودها، ويجب أن يكون الديمقراطيون والجمهوريون معاً في ذلك، ولكن تأمين الحدود دون إصلاح نظام الهجرة المكسور لدينا هو التعامل مع الأعراض وليس المرض"، مشيرة إلى أن أميركا أمة من المهاجرين، وأن البلاد بحاجة إلى نظام يتماشى مع الاحتياجات الاقتصادية، ولا يفرض أي قيود على الهجرة في الوقت ذاته. ولفتت إلى أنه كان من المفترض أن يُسمح لأشخاص تم فحصهم بالقدوم والعمل هنا بشكل قانوني، متسائلة عن خطة الرئيس بخصوص هذا الأمر.

واختتمت خطابها بدعوة الشعب الأميركي إلى العمل، وقالت: "أولاً: لا تتجاهلوا، فمن السهل أن تشعروا بالإرهاق، لكن أميركا تحتاجكم الآن أكثر من أي وقت مضى. ثانياً، حاسبوا المسؤولين المنتخبين، بمن فيهم أنا، وراقبوا كيف يصوتون، واذهبوا إلى المجالس المنتخبة، وطالبوا واتخذوا إجراءات، فهذا هو جوهر أميركا، وثالثاً: نظموا أنفسكم، اختاروا قضية واحدة فقط تثير حماسكم وشاركوا فيها. انضموا إلى مجموعة تهتم بقضيتكم واعملوا على حلها".

المساهمون