اجتماع لوزراء خارجية مسار أستانة حول سورية في نيويورك، 27 سبتمبر 2024 (الأناضول)
ذكرت وسائل إعلام حكومية إيرانية نقلاً عن وزير الخارجية عباس عراقجي، أمس الاثنين، أن وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا من المرجح أن يجتمعوا في إطار مسار أستانة يومي السابع والثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري لمناقشة الملف السوري على هامش منتدى الدوحة.
وفي الـ13 من نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف إن قادة الدول المشاركة في صيغة أستانة (روسيا، وتركيا، وإيران)، سيعقدون قمة لبحث التطورات السورية في روسيا العام المقبل 2025. وأوضح لافرينتييف في مقابلة مع وكالة تاس الروسية أنه "لا يزال هناك احتمال واضح لعقد هذا اللقاء. أعتقد أنه يمكن توقع عقد لقاء كامل لهذه الصيغة في مكان ما في الأراضي الروسية عام 2025"، مضيفاً: "على الرغم من أنه لا يزال من الصعب تحديد الموعد الدقيق للقمة، إلا أنه يتم بانتظام عقد اجتماعات أستانة على مستويات أخرى".
لكن يبدو أن الاجتماع خلال هذا الشهر وعدم تأجيله للعام القادم بات ضرورة ملحة بعدما أطلقت فصائل المعارضة السورية خلال الأيام الماضية هجوماً واسعاً ضد النظام السوري، وسيطرت على كلّ أحياء مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سوية، لتصبح بذلك خارج سيطرة النظام للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة في العام 2011. كما استكملت المعارضة السيطرة على محافظة إدلب، وواصلت تقدّمها باتجاه حماة.
وكانت الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانة حول سورية أكدت ضرورة المحافظة على التهدئة في شمال غربي سورية في ختام الجولة الـ22 من هذا المسار التي عقدت في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت في العاصمة الكازاخية أستانة.
في 19 يوليو/ تموز عام 2022، اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني الراحل إبراهيم رئيسي في العاصمة الإيرانية طهران، في صيغة أستانة، حيث أكد الزعماء الثلاثة التزامهم بـ"سيادة سورية ووحدة أراضيها"، كما تم التأكيد على عدم وجود أي بديل للتسوية السياسية في ذلك البلد، وفق تصريحات صحافية حينها عقب المؤتمر.
وتهدف محادثات صيغة أستانة إلى حل الأزمة السورية، وتركز على الجهود الرامية إلى التوصل لحل شامل في ظل الوضع الإقليمي المحيط بها، والوضع الإنساني والحالي في البلاد. وبدأت محادثات أستانة في 2017، برعاية الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران من أجل إيجاد حل للأزمة السياسية في سورية.
وأمس الاثنين، التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في أنقرة نظيره التركي هاكان فيدان، في المحطة الثانية والأخيرة لجولته الإقليمية لبحث التطورات في سورية. وقالت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد"، إن عراقجي بحث مع نظيره التركي تطورات الحرب على غزة والأوضاع في سورية، وسيطلع تركيا على بعض مخرجات مباحثاته في دمشق، مشيرة إلى أن وزير خارجية إيران سيزور قريباً دولاً مؤثرة أخرى في الملف السوري لبحث التطورات الأخيرة.
ووصل عراقجي إلى سورية، أول من أمس الأحد، وعقد لقاء مع رئيس النظام بشار الأسد بحث خلالها التطورات الأخيرة في الشمال السوري، بعد سيطرة المعارضة السورية على مناطق واسعة فيه. وشارك وزير خارجية النظام بسام الصباغ في اللقاء. وقال عراقجي لـ"العربي الجديد" بعد لقائه الأسد، إن اللقاء كان جيداً ومهماً للغاية. وأضاف أن مباحثاته معه "كانت صريحة وودية، وأكدت دعم إيران استقرار سورية وأمنها في مواجهة الإرهاب".
(رويترز، العربي الجديد)