الدول الأوروبية تحاول تحديد نهجها حيال السلطة الجديدة في سورية: تفاؤل حذر

12 ديسمبر 2024
مقاتلون من المعارضة بساحة الأمويين، دمشق، 9 ديسمبر (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تجد الحكومات الأوروبية نفسها في حالة ترقب بعد سقوط نظام بشار الأسد، مع سيطرة المعارضة بقيادة أحمد الشرع، وسط مخاوف من هيئة تحرير الشام المصنفة كمنظمة إرهابية.
- قررت دول مجموعة السبع عقد اجتماع لمناقشة الوضع، مع تأكيد المعارضة على تشكيل حكومة براغماتية وجامعة، والتزامها بضمان حقوق الأقليات.
- تواجه سوريا تحديات كبيرة في المرحلة الانتقالية، بما في ذلك الأمن والهجرة، مع تحذيرات من مخاطر الأسلحة الكيميائية والمعتقلات، ودعوات لمرحلة انتقالية نحو حكومة مسؤولة.

تجد الحكومات الأوروبية نفسها في حالة ترقب بعدما فوجئت بإسقاط نظام بشار الأسد في سورية، حيال الموقف الذي ينبغي اعتماده من فصائل المعارضة التي سيطرت على الحكم مع مزيج من القلق و"التفاؤل الحذر". ومنذ الأحد، أجمعت هذه الدول على الترحيب بسقوط الأسد، بعدما حكم البلاد بقبضة حديد على مدى 24 عاما من بينها 14 شهدت حصد الكثير من الأرواح. إلا أن نهج هيئة تحرير الشام، وتصنيفها "منظمة إرهابية" من جانب دول غربية عدة، يثير مخاوف أيضا. وفي محاولة لاعتماد نهج مشترك حيال السلطات الجديدة في سورية، قررت دول مجموعة السبع عقد اجتماع عبر الإنترنت الجمعة.

وقال الباحث المشارك في معهد "رويال يونايتد سيرفيسيز" في لندن أوربن كونينغهام لوكالة فرانس برس إن الحكومات الأوروبية حتى الآن "لا تملك جوابا، ولا يسعها إلا الانتظار لمتابعة ما سيحدث". وأعلنت المعارضة السورية مساء الخميس تكليف محمد البشير تولي حكومة تسيير أعمال.

تفاؤل حذر

وأشار كونينغهام إلى أن فصائل المعارضة المسلحة وقائدها أحمد الشرع، (أبو محمد الجولاني سابقاً) "بذلوا قصارى جهدهم حتى الآن مع تحدثهم عن ضرورة قيام حكومة براغماتية وجامعة". ورأى أن "التفاؤل الحذر" هو الشعور الطاغي حاليا في صفوف الدول الأوروبية.

ولبدر موسى السيف الباحث في مركز شاتام هاوس للابحاث الرأي نفسه، مشيرا إلى أنه بعد سقوط مدينة حلب، لم يتعرض أحد للمسيحيين فيها. في مقابلة مع صحيفة كورييري دي لا سيرا الإيطالية، أكد محمد البشير التزامه "ضمان" حقوق الأقليات في سورية، التي تضم طوائف وإثنيات عدة.

في المملكة المتحدة، لم تستبعد حكومة كير ستارمر، وهو محام سابق في مجال حقوق الإنسان، الحوار. وقال ناطق باسم الحكومة البريطانية العمالية "كون هيئة تحرير الشام مجموعة إرهابية محظورة لا يمنع الحكومة من الانخراط في مباحثات معها في المستقبل".

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس من جهتهما إنهما "مستعدان للتعاون مع القادة السوريين الجدد" بشروط. وأفاد مصدر دبلوماسي أوروبي بأن بعض الدول باشرت "إقامة قنوات اتصال غير مباشر مع هيئة تحرير الشام". لكنه أضاف "من السابق جدا لأوانه" التخلي عن الحذر.

بالنسبة إلى الأمم المتحدة، قال مبعوثها الخاص إلى سورية غير بيدرسن الثلاثاء إن "الاختبار الأهم" يبقى في وضع المرحلة الانتقالية موضع التنفيذ. لكن يبقى أيضا التحديات المتمثلة بالأمن والهجرة. وأشار أوربن كونينغهام إلى أن "وجود كميات كبيرة من الأسلحة في سورية من بينها أسلحة كيميائية" يزيد من خطورة الوضع. يضاف إلى ذلك أيضا المعتقلات التي تكتظ بالمعتقلين في منطقة سيطرة الأكراد في شمال شرق البلاد، التي تضم عشرات آلاف المقاتلين من تنظيم داعش مع نساء وأطفال من بينهم مواطنون أوروبيون.

ورأى الباحث أن "ثمة خطرا أن يحرر تنظيم داعش هؤلاء المعتقلين". ووضعت أجهزة الاستخبارات في المملكة المتحدة في حالة تأهب لمواجهة احتمال مماثل.

وشدد جوليان بارنز-دايسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية على أن "استقرار سورية يصب في مصلحة الأوروبيين" متحدثا عن موجة هجرة جديدة محتملة في حال غرق سورية في الفوضى. أما الولايات المتحدة، فيبدو أن المسؤولين فيها يتغاضون راهنا عن كون هيئة تحرير الشام مصنفة "منظمة إرهابية"، ويؤكدون أنهم يريدون أن يحكموا "على الأفعال" مشددين على أن الهيئة "تستخدم في الوقت الراهن الكلام المناسب". ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يزور الخميس الأردن وينتقل الجمعة إلى تركيا لإجراء مباحثات حول سورية "إلى مرحلة انتقالية جامعة نحو حكومة مسؤولة وذات صفة تمثيلية".

(فرانس برس)

المساهمون